صنع الرباع "عهد جغيلي" تاريخاً جديداً لرياضة رفع الأثقال في سورية، وذلك بعد حصده للميداليات في كافة البطولات العالمية التي شارك فيها، وحصوله على التصنيف السادس عالمياً من الاتحاد الدولي للعبة.
"عهد جغيلي" تحدى ضعف الإمكانات المادية، وفارق التحضير والتجربة مع أقرانه في هذه الرياضة، وتمكن خلال فترة قصيرة من عمره الرياضي من التأكيد على أن الإرادة يمكنها صنع المستحيل.
هو مثال للرياضيين السوريين في تحديهم للظروف الصعبة، وتسلحهم بالإرادة والعزيمة في كل بطولة
موقع مدونة وطن eSyria، حاور الرباع "عهد جغيلي" بعد مشاركته في بطولة كأس الرؤساء الروسي، وإحرازه ثلاث ميداليات فيها، بداية الحديث عن مسيرته في رياضة رفع الأثقال: «دخلت عالم الرياضة متأخراً نوعاً ما، حيث بدأت ممارسة رفع الأثقال في سن الثامنة عشرة وهو سن متأخر في العرف الرياضي ولا سيما في ألعاب القوة، لكن تدريباتي المضاعفة والطبيعة الريفية التي أعيش فيها ساهمت في تطور أدائي البدني بشكل متسارع، واختصار الزمن للوصول إلى المستويات العالمية».
ويتابع: «البداية الأولى كانت مع نادي "سلحب" الذي يعتبر من أعرق المدارس في سورية والمنطقة العربية في رياضة رفع الأثقال، ومنه انتقلت إلى صفوف نادي الجيش، ومع الناديين تمكنت من تحقيق بطولة الجمهورية منذ انضمامي إليهما وحتى الآن، إضافة إلى بطولة الأندية العربية».
أما عن مشواره مع المنتخب الوطني فقال: «انضممت إلى صفوف المنتخب الوطني في العام /2002/، ومعه كانت بدايتي الحقيقية حيث تمكنت من الفوز بالبطولة العربية في مشاركتي الأولى، وأحمل اللقب منذ ذلك التاريخ وحتى الآن، كما أحرزت لقب بطولة آسيا لخمس مرات، إضافة إلى الفوز بميداليتين ذهبيتين في دورة ألعاب البحر المتوسط التي أقيمت في "ايطاليا"، ومؤخراً شاركت في الألعاب الأولمبية في "لندن"، وأحرزت المركز السادس في أفضل نتيجة سورية لرياضة رفع الأثقال».
ويرى "جغيلي" أن «التدريب المستمر، ومحبة اللعبة، والإرادة في الوصول إلى الانجازات أمور كفيلة بتجاوز كل الفوارق مع بقية المنتخبات، وتخطي العقبات التي تواجه اللعبة ولا سيما على مستوى الإمكانات المادية».
ويضيف: «شخصياً فإن التدريبات المتواصلة سواء قبل البطولات أو بعدها هي شغلي الشاغل، فمنذ دخولي عالم الرياضة لم أنقطع عن التدريب تحت أي ظرف، فهو من الخطوط الحمراء التي لا يجوز تجاوزها بالنسبة للاعبين ولا سيما في رياضة رفع الأثقال التي تعتمد بصورة رئيسية على الأرقام وعلى اللاعبين فيها أن يكونوا في جاهزية كاملة على مدار العام، ومن وجهة نظري فإن الرياضيين السوريين بصفة عامة يملكون الرغبة والإرادة وهو ما يترجم في البطولات الدولية رغم فارق التحضير والإمكانات مع بقية اللاعبين».
خلال عمره الرياضي زار "جغيلي" أكثر من /80/ بلداً، لكن أكثر ما يتأثر به ويبقى في ذاكرته الرياضية هو «رفع العلم السوري، وعزف النشيد الوطني، لأنه يمنح اللاعب شعوراً لا يمكن وصفه، لأنه يدرك أنه رد شيئاً من الجميل لبلاده، ومؤخراً عند تتويجي في بطولة كأس الرؤساء الروسي بالميداليتين الفضيتين وقف الجمهور الروسي مصفقاً وهو إحساس عوضني عن كل الجهود التي بذلتها للوصول إلى منصة التتويج».
"حسنين الشيخ" رئيس اتحاد رفع الأثقال، واللاعب والمدرب السابق قال عنه: «هو مثال للرياضيين السوريين في تحديهم للظروف الصعبة، وتسلحهم بالإرادة والعزيمة في كل بطولة».
ويضيف في حديثه معنا: «الرباع "عهد جغيلي" بطل بكل المقاييس، أحب اللعبة وقدم لها كل ما يملكه، وهي بالمقابل منحته الألقاب والشهرة، وما يتميز به عن بقية اللاعبين تمسكه الدائم بالتدريب والتزامه المطلق بالمعسكرات الداخلية والخارجية».
ويعد الرباع "عهد جغيلي" من أفضل اللاعبين الذين مروا على تاريخ رياضة رفع الأثقال السورية، حيث سبق له الفوز ببطولة آسيا خمس مرات، وأحرز ميداليتين ذهبيتين في دورة ألعاب البحر المتوسط التي أقيمت في "ايطاليا" عام /2009/، وهو بطل العرب منذ العام /2002/ ونال التصنيف السادس على مستوى العالم في آخر تصنيف للاتحاد الدولي للعبة، كما أحرز لقب بطولة آسيا للشباب، واختير أفضل لاعب آسيوي في أكثر من مناسبة، وهو ثاني العالم في بطولة العالم للشباب في "كازاخستان"، إضافة إلى ألقاب أخرى في الدورات والبطولات الإقليمية والدولية.
بقي أن نشير إلى أن الرباع "عهد جغيلي" من مواليد محافظة "حماة" /1982/، وهو متزوج وأب لثلاث بنات، إحداهن وهي الكبرى تدعى "بيسكارا" وقد أطلق عليها هذه التسمية بعد فوزه بالميدالية الذهبية في دورة المتوسط التي أقيمت في العام /2009/ في مدينة "بيسكارا" الايطالية.