هو الفن كما عهده الجميع كان وما زال منبراً تستنير به الأجيال، فهو رسالة خالدة حمل سير الأولين وعايش أحاسيس الحاضرين، فعلى اختلاف المدارس إلا أن الرؤية واحدة فالفن سفير الجمال، وسره في تناقضه فأفصح ما تكون اللوحة عندما تصمت وأغمض ما تكون عندما تنطق.
استمراراً لفعاليات مهرجان "الحسكة" لفنون الشعبية أقيم معرضٌ فني في صالة المعارض في ثقافي المحافظة بمشاركة ثلاثة من الفنانين بتاريخ 19/10/2010م، موقع eHasakeh حضر المعرض والتقى الفنان "عيسى النهار" والذي حدثنا عن مشاركته في المعرض بالقول: «تبدو تجاربي متباينة ومختلفة من حيث التركيبة اللونية والأسلوب الذي يعالج الموضوعات، لكن يتضح للقارئ من خلال استعراضه للوحات وجود رابط أساسي في كل التجارب المقدمة وهو عبارة عن اللون والإنسان، مما يعطي للوحة محور أساسي وترابط مريح بين الشكل واللون بحيث يوحي اللون للمشاهد أنه سيخرج من اللوحة، كما أن تأثيرات الجسد قد أثرت في الخلفية فحركتها بتناغم لتجعل المشاهد يبحث في اللون عن الشكل كما يبحث في الشكل عن اللون».
هذه تظاهرة فكرية جميلة أجد أن الجميع يستمتع بها، فالمحافظة مقلة من ناحية إقامة المعارض، عموماً المعرض جميل وهو يهدف إلى تقديم العديد من الرسائل الجمالية خصوصاً فكرة تقديم عروض لأكثر من مدرسة، لقد أبدع الفنانين في تقديم اللوحات كما أبدع المتلقين من حيث التواجد والتفاعل
يضيف "النهار": «يقوم الفن التشكيلي على رؤية لا تحاكي المظهر الخارجي للأشياء المرسومة ولا لواقعها من حيث المظهر أو الشكل أو الحجم، لأنه يبتعد عن البنية الواقعية ليشكل اللوحة برؤى تعكس حالة داخلية قد تتجاوز الأشكال بحالتها المعروفة، مما يعطي الشعور بجمالها من زاوية غير مدركة ومواضيع غير مألوفة وهذا الأمر يعمل على إثارة الأسئلة عند المتلقي».
الفنان "حسن صبيح" يقول: «أنتمي إلى المدرسة الواقعية التي تعمل على نقل الواقع ولكن من وجهة نظر الفنان، فالفن الواقعي لا يخلو من شطحات نحو الخيال حتى يضاف إلى اللوحة قيمة تجذب الجمهور، وقد جاءت مشاركتي في المعرض من خلال تسع لوحات زيتية مرسومة على القماش بمقاسات مختلفة، تناولت في لوحاتي كل ما يتعلق بالبيئة الجزراوية التي لا تزال تفوح بعبق الماضي، فقد كان الحصان العربي حاضراً كما كان لرصد الحياة المعيشية في الريف نصيب من اللوحات، لكن في هذا المعرض تطرقت إلى الجانب الإنساني الذي تنوع بين اللوحة الكاملة والبورتريه، وتتميز الواقعية بسهولة إيصال الرسائل إلى المتلقي حيث أنها تصور الواقع كما هو على خلاف المدارس الأخرى».
يضيف "صبيح": «لدي ثلاث أولاد احتل كل منهم صورة في المعرض لإحساسي العميق بهم فأنا أكثر الناس معرفة بأدق التفاصيل التي يعيشونها، من هنا أود القول أن الفنان مهما حاول أن يبتعد في فنه فهو بالتأكيد لن يرسم أشياء مبهمة بالنسبة له، أيضاً كان لنهر الخابور الذي افتقدته المحافظة نصيباً من المعرض فالفن أيضاً هو نوع من أنواع التوثيق وهو رسائل يمكن أن تنقل معلومات إلى من سيخلفنا كما فعلت بعض اللوحات التي خلّفها الفنانين العظماء، وقد جاء هذا المعرض في أقسامٍ مختلفة لبث العديد من الرسائل وأيضاً لقياس قدرة المتلقي على التحول الفكري ومحاكاة المدارس الفنية».
الفنان "إبراهيم علي عزي" مشارك في المعرض بلوحات عن الخط العربي يقول عن مشاركته: « جاءت مشاركتي في الخط العربي لأنني أعشق الخط أولاً وثانياً لقناعتي بقدرة الخط العربي على إيصال رسائل للجمهور، من خلال معالجة الكلمة والتي ربما تكون أبلغ من العديد من رسائل الفنون الأخرى، وكما الرسم يعتمد الخط العربي على مزج الألوان وتدرجها ليشكل عامل جذب للمتلقي، وقد دخلت العديد من التقنيات على الخط العربي مما فتح باب التطور في كتابة الخط على مصراعيه، وقد دخلت الزخارف عالم الخط العربي لتضفي على الحرف جمالية لا يمكن مقاومتها، وقد شاركت في المعرض بنوعين من الخط كخط الثلث العجمي وهو خط نافر كما كان الخط الكوفي حاضراً في الدرجة الثانية».
يضيف "عزي": «كانت لي في نفس المعرض تجربة جديدة وهي تدوير النفايات الصلبة "الحديد" لصناعة ما يشبه الإنسان منها، لكن هذا لعمل مشروط بعدم التدخل في الشكل الأساسي للحديد سوى تشكيله وترك الزوائد فيه، وقد لاقت هذه التجربة استحسان الكثير ممن زاروا المعرض، وأتمنى أن نتمكن من تقديم أشياء أكثر في المعارض القادمة، فقد تفاجئنا بثقافة شعب المحافظة الفنية والتي أعطتنا دفعة للمضي قدماً».
السيد "فواز عبد القادر" أحد زوار المعرض وهو فنان أيضاً قال: «هذه تظاهرة فكرية جميلة أجد أن الجميع يستمتع بها، فالمحافظة مقلة من ناحية إقامة المعارض، عموماً المعرض جميل وهو يهدف إلى تقديم العديد من الرسائل الجمالية خصوصاً فكرة تقديم عروض لأكثر من مدرسة، لقد أبدع الفنانين في تقديم اللوحات كما أبدع المتلقين من حيث التواجد والتفاعل».
حضر الافتتاح السيد محافظ الحسكة اللواء "معذى سلوم".