وسط حضورٍ لا يُستهان به، احتضنت صالة المعارض في ثقافي "الحسكة" معرض "العكلة"، فمع كثرة اللوحات التي زينت جدار الصالة قلّتِ الكلمات، وتحدثت الألوان البريئة لتبوح بطفلٍ خبأته الأيام بين السطور، فطفولة اللوحات وكِبَر عُمر الفنانة نقيضان أذهلا الحضور.
الفنانة "عنود أحمد العكلة" التي اشتهرت بفنها بعد عُمرٍ تجاوز الخمسين، أطلقت معرضها الثاني بتاريخ 29/11/2010، موقع eHasakeh حضر المعرض والتقى صاحبته التي قالت: «منذ بداية مشواري الفني راودني شعور حتم علي أن أقدم شيئاً يُخلدني، فلم أجد سوى رسم لوحاتٍ فنية يتذكرني الناس عندما يُشاهدونها، هذا على الصعيد الشخصي ومن جهة أخرى، أُريد أن أقدم شيئاً لبلدي كنوعٍ من العرفان وَرَدِّ الجميل، بدأت برسم اللوحات عقب معرضي الأول في الصيف الماضي، لقد أنجزت في هذه الفترة قرابة 1000 لوحة فنية، تم اختيار ما يقرب من 40 لوحة لتشارك بهذا المعرض، واليوم تفوق اللوحات التي رسمتها خلال ثلاث سنوات الماضية 4000 لوحة فنية».
منذ بداية مشواري الفني راودني شعور حتم علي أن أقدم شيئاً يُخلدني، فلم أجد سوى رسم لوحاتٍ فنية يتذكرني الناس عندما يُشاهدونها، هذا على الصعيد الشخصي ومن جهة أخرى، أُريد أن أقدم شيئاً لبلدي كنوعٍ من العرفان وَرَدِّ الجميل، بدأت برسم اللوحات عقب معرضي الأول في الصيف الماضي، لقد أنجزت في هذه الفترة قرابة 1000 لوحة فنية، تم اختيار ما يقرب من 40 لوحة لتشارك بهذا المعرض، واليوم تفوق اللوحات التي رسمتها خلال ثلاث سنوات الماضية 4000 لوحة فنية
تضيف "الأحمد": «عانيتُ كثيراً في رسم اللوحات من ألم في عيني، لكن مع كل ما قاسيته لم أتوقف عن الرسم حتى أنهيتُ أعمالي، وتتنوع الأعمال التي رسمتها بين المناظر الطبيعية وبعضِ الحكم، كما رسمت بعض الجوانب من العادات والتقاليد، ولم أنس أن أرسم بعض الوحات الوطنية، وأكثر اللوحات التي وقفت عندها كانت تلك التي تُمثل الوحدة الوطنية، فأنا أُنهي اللوحة خلال ثلاثين دقيقة، إلا لوحة الوحدة أمضيت فيها ثلاثة أيام، لأنني أشعر بأن العرب باتوا بحاجة إلى الوحدة أكثر من أي وقتٍ مضى».
الفنان "عيسى النهار" يقول: «في البداية أود القول إنها امرأة موهوبة جداً، ربما جاءت موهبتها في وقت متأخر من عمرها، لكن انعكاسات الفن لديها حاضرة بشكل ملحوظ في لوحاتها، تتصف لوحاتها بألوانٍ عفوية تأخُذ الطابع الطفولي، وهذه الألوان صريحة وواضحة وذات طابع لوني كامل، أشخاصها واضحة وصريحة وقد أبدت اهتماما بالبيئة، لكن ما يلفت الانتباه هو التطور الملحوظ بين أعمالها في هذا المعرض، وبين المعرض الذي أقامته في العام السابق، وأكثر الجوانب التي لاحظتها بحكم قربي منها هو التعامل مع الألوان والتطور الحاصل فيها، في الختام أود أن أقول إن هذه الحالة الفريدة بحاجة إلى الرعاية الكبيرة، وتسليط الأضواء عليها من خلال الوسائل الإعلامية، فهذه المرأة من وجهة نظري حالة فريدة، وأكاد أجزم أنه من الصعب أن تتكرر "عنود" في الفترات المُقبلة».
الزميل "نزار أحمد الحسن" قال: «شاهدت العديد من اللوحات في المعرض، حيث تنوعت الأعمال لتأخذ العديد من الطوابع، ما يلفت النظر في الرسوم هو البساطة في التصوير، أيضاً العمل على مزج الألوان بطريقة ترتاح لها عين المتلقي، لا أعرف إن كانت هذه الأريحية في اللوحات جاءت ومن خلفها خبرة الفنانة، أم إنها تتبع لعفويةٍ محضة، أيهما كان السبب وراء سر الجاذبية في هذه اللوحات، فأنا أرفع القبعة لهذه الأم التي تُعبر كل خلية من خلايا جسدها عن أصالة المنطقة، هذه المرأة بحد ذاتها لوحة فنية يحق لكل أهل المحافظة أن يفخروا بها».
الكاتبة "نورا خليف" تقول: «بكل صراحة، فوجئتُ كثيراً بهذا المعرض وبطريقة الرسم، فامرأةٌ بهذه الظروف تمتلك كل هذه الإمكانات، هذا بحد ذاته أمرٌ رائع، على الرغم من أن الفنانة قد تجاوزت عقدها الخامس، إلا أن كل ما يلمسه القارئ هو روح الطفولة، فالحقيقة طريقها سهل للدخول إلى قلوب الناس، هذا ما لعبت عليه الفنانة لتلج قلوب الحاضرين، أنا مسرورةٌ جداً لما شاهدته في المعرض، أتمنى أن تنال هذه الأم العظيمة كل رعايةٍ واهتمام، بل أتمنى أن تُقلد وسام الشرف على ما حققته في وسطٍ اجتماعي مثل الذي نعيشه».
الكاتبة "تماضر الحمود" من محافظة "الرقة" تقول: «سمعت منذ فترة عن هذه المرأة المبدعة، وكنت أترقب معرضها منذ عدة أيام، أي منذ أن وصلت إلى "الحسكة"، لم أكن أتوقع أن أرى هذا الجمال المغلف بالصدق والبساطة، فقد وقفت أتأمل هذه المرأة التي عكست خمسين عاما من عمرها، على لوحات ذات ألوانٍ زاهية، المعرض في غاية الجمال، أنا سأشتري إحدى لوحاتها لأشجعها على المتابعة، أتمنى أن يحذو الكثيرون حذوي، فهذه الحالة النادرة هي إضافة للمحافظة بكل معنى الكلمة، لذا أرجو أن تُحاط هذه الموهبة ببالغ الرعاية والاهتمام».