في المعرض الذي أقيم في صالة العرض في ثقافي "الحسكة"، تفجرت مواهب ظهرت لأول مرةٍ من قمقم العزلة والظلام، فهم بالمجمل أقلامُ رصاصٍ واعدة تم العمل على صقلهم وتنمية الحس الإبداعي لديهم، فأول بصيص لأمل الموهبة انتزعوه من ظلمة الرصاص حيث أقحم المبتدئون فيه فسحاً من الأمل.
موقع eHasakeh زار المعرض والتقى مع الفنان "أكرم بكر" فقال: «شاركت اليوم بتسع لوحات كانت جميعها بقلم الرصاص، لم يكن هناك تحديد للمواضيع المختارة بل كانت مواضيع حرة، تناولت الطبيعة الصامتة والأشكال والتماثيل،لقد دخلنا للدورة التدريبية التي تمت تحت إشراف الفنان "عيسى النهار"، نحن عبارة عن مجموعة من الشباب الهواة، أي أننا لم نكن نُشاهد على الوسط الفني إلا كزوار، بدأنا نتعلم أساسيات الرسم بشكل تدريجي وكان الفريق الموجود ممن يعرضون لوحاتهم اليوم في غاية التميز، طبعاً كل اللوحات التي تم عرضها اليوم هي منقولة إما عن صور فوتوغرافية أو أنها مأخوذة من لوحات لفنانين كبار، بصراحة كان الحضور اليوم غير متوقع وكانت كثافته كبيرة، استوقفته بعض اللوحات كان على رأسها لوحة الطفل الذي يشرب الماء وبعض مناظر الطبيعة الصامتة، أنا سعيد بالإنجاز الذي تم تحقيقه من قبل المشاركين».
بدأ الفنانين من نقطة الصفر وعملوا على مواضيع من الطبيعة الصامتة، كانت السمة المميزة ولمدة ثلاثة أشهر هو الرسم بقلم الرصاص، تم إنجازات يمكن اعتبارها فوق الجيدة بكثير، وبالطبع الرصاص هو البداية للدخول إلى عالم الألوان الزيتية، كان من المفترض أن تكون البدايات مع الفحم لكنه تجاوزه مباشرةُ إلى الرصاص، في الحقيقة لم أكن أود أن يبدؤوا بتصوير لوحاتهم بشكل فوتوغرافي، لكن ومع هذا كله تمكن الجميع من إثبات موهبته وتحويلها إلى مهارة، لفت انتباهي لهؤلاء الشباب هو إصرارهم على التعلّم لهذا يمكن القول أنهم مشاريع فنية كبيرة وأتوقع أن نشاهد منهم الكثير في وقت قريب
الفنان "زهير العلي" قال: «جاءت مشاركتي في خمس لوحات كانت كلها تحاكي الواقع أي أنها تنتمي للمدرسة الواقعية، انتهجت في لوحاتي الواقعية الإيرانية بسبب محاكاتهم للواقعية، نحن نمتلك الموهبة وقمنا بالانخراط في الدورة التعليمية التي أقيمت في معهد "صبري روفائيل"، دامت الدورة لمدة ستة أشهر وخلال هذه الفترة تم تحضير هذه اللوحات واليوم نشاهد الإقبال الكثيف عليها، كانت المشاركات التي تخصني قد رسمتها بالرصاص فقط، لكنني سأتجه إلى الألوان الزيتية في فترة لاحقة، لقد شارك بعض الزملاء بلوحات زيتية كانت أيضاً عبارة عن تصوير واقعي، عموماً تكللت تجربتنا بالنجاح ولا زلنا في القسم الأول من الدورة الممتدة لمدة عامين».
ومن الحضور قالت "أحلام الحسين": «إن المعرض كان على درجة عالية من الكفاءة، بحيث يصعب على المتلقي تفريق ما رسمه هؤلاء الشباب عما يرسمه المحترفون، لقد كان المعرض متنوع وفيه من الغنى البصري الشيء الكثير، استطاع المشاركون تصوير مناظر غاية في الجمال من خلال التلاعب بالظل والنور، كما كانت المواضيع المعروضة تضفي حساً جميلاً على المعرض، تمكن المشاركون وببراعة شديدة من اختيار المواضيع التي تتناسب وتحاكي الرصاص والفحم، كانت النتيجة رائعة خصوصاً إذا علمنا أن المشاركين جميعاً كانوا من المبتدئين، أي أنهم لم يخوضوا أي تجارب فنية قبل هذا المعرض، وبما أن المعهد الذي تولى صقل مواهبهم بهذه الفترة القصيرة، فهذا يعطي مؤشراً حقيقياً على نجاح هذا المعهد بكل معنى الكلمة، أتمنى للمشاركين مزيداً من التقدم كما أتمنى أن أراهم في المحافل الدولية».
الفنان الواقعي "حسن صبيح" قال: «بدأ الفنانين من نقطة الصفر وعملوا على مواضيع من الطبيعة الصامتة، كانت السمة المميزة ولمدة ثلاثة أشهر هو الرسم بقلم الرصاص، تم إنجازات يمكن اعتبارها فوق الجيدة بكثير، وبالطبع الرصاص هو البداية للدخول إلى عالم الألوان الزيتية، كان من المفترض أن تكون البدايات مع الفحم لكنه تجاوزه مباشرةُ إلى الرصاص، في الحقيقة لم أكن أود أن يبدؤوا بتصوير لوحاتهم بشكل فوتوغرافي، لكن ومع هذا كله تمكن الجميع من إثبات موهبته وتحويلها إلى مهارة، لفت انتباهي لهؤلاء الشباب هو إصرارهم على التعلّم لهذا يمكن القول أنهم مشاريع فنية كبيرة وأتوقع أن نشاهد منهم الكثير في وقت قريب».
الفنان التشكيلي "عيسى النهار" وهو المشرف على الدورة قال: «يهدف مركز الفنون التشكيلية إلى تنمية المواهب وتأهيل الطلاب للإنتاج الفني، ورفع مستواهم عن طريق المحاضرات والمعارض وقراءة الكتب الفنية، ومن جهة أخرى إفساح المجال أمامهم لدخول سوق العمل والإنتاج، بلغت مدة الدورة ستة أشهر وهي القسم الأول وبقي ثلاث دورات بنفس المدة لكل واحدة، يتلقى خلالها الطلاب دروس في التصوير والنحت، بالإضافة إلى محاضرات نظرية في علم الجمال وتاريخ الفن والنقد الفني والتشريح، طبعاً يلتزم الطالب بجميع الدروس النظرية والعملية كما يتقيد بأنظمة المركز ويساهم في كافة النشاطات، بعد إنهاء الدورات يمنح الطالب مصدقة من وزارة الثقافة تثبت كفاءته في ممارسة الرسم، بالنتيجة ما شاهدنا اليوم قد يعفينا من كلامٍ كثير، فالنتائج فوق الممتازة لكننا لا نزال في بداية الطريق».