«لم يكن الموت، في أي لحظة من اللحظات إلا ذاك "الدينمو" الذي يحرك كل شيء في هذا العالم، إنه ذاك الشيء الأساسي الذي يجعل البشر في مواجهة مستمرة مع الزمن».
إنه الفنان "دلدار فلمز" الذي التقته ehasakeh بتاريخ 30/10/2008 في صالة المركز الثقافي "بالحسكة" في معرضه "الفناء والوجود" الذي حدثنا عن تجربته الفنية فكان اللقاء التالي:
الفنان دائماً يعمل على إيجاد أرضية إنسانية سليمة لمعايشة الناس مع بعضها، وأتمنى أن أكون على قدر هذه المسؤولية، وأشكركم على حضوركم واهتمامكم في رفد الحركة الفنية
** «جئت من عالم الكتابة والشعر فأنا في الأساس أكتب النقد الأدبي والفني، كما أتذوق الشعر وأكتبه، وأول مجموعة شعرية كتبتها "عاش باكراً" في عام /2003/، كما مارست الرسم في بداياتي بشكل غير رسمي.
وفي بداية عام 2000 بدأت بإقامة أول معرض وبعد هذه التجربة استمريت في إقامة معارض فردية».
*من أين يستمد "دلدار" إلهامه للوحة؟ وما تأثير البيئة "الجزراوية" على هذه اللوحة؟
**«يعتبر الفنان عصارة ذاكرة المكان ومنها يستمد مواضيعه، ومع ذلك يجب على الفنان أن يكون مطلع على المنجز الفني العربي والعالمي، بهدف تطوير أدواته وتقديم لوحاته بتقنيات تناسب لغة العصر.
المواضيع هي كونية وبالتالي البيئة "الجزراوية" لا تأتي بشكل تقليدي وإنما تأتي من خلال مساحات لم تشغل عليها من قبل، كما أني لا أحب تقديم مواضيع قدمت منذ (30) عاماً مثل "الناي" و"البيت الريفي" وما شابه ذلك، وبرأيي أصبحت هذه الرسومات متكررة جداً وأصبحت لا تقدم البيئة "الجزراوية" كما هي».
*كثيراً ما تتكرر الصحراء برسوماتك ماذا يعني هذا؟
** «هناك عمل "صحراوي" بهذه المدينة وأقصد "الحسكة" يتميز بخصوصية عالية وفريدة، عالم غني ومتحرك في تكوينات وتعبيرات حديثة، والفنان هو بالتأكيد ضمير المكان وشاهد على الزمان، عليه أن يؤدي شهاداته بصدق وأمانة وبعيداً عن التشنجات الضيقة، عليه أن يفتح عدسة عينه بعفوية الطفل وبتقنيات الآلة المتطورة.
وأعتبر دائماً الصحراء والعراء ثروة عظيمة على المبدعين أن يعرفوا كيف يستفيدون من هذا الغنى المتعدد الأفق والتعبير، هذه الأمور تعني لي الصفاء والتأمل والبحث عن أشياء تبدو أنها كانت هنا».
*خصوصية لوحات "دلدار فلمز"؟
**«في كل تجربة أختار موضوعاً وأعمل على هذا الموضوع، ولكل تجربة لها مفرداتها التي يتطلب عليك التنفيذ بها مثلاً: تجربة "الفناء والوجود" هي تجربة وجودية بامتياز تعرضت للإنسان منذ الأزل ألا وهو موضوع الموت، هذه التجربة نفذتها بطين مدينة "الحسكة" بعد معالجات عديدة لها، ورسمتها بثلاث ألوان فقط هي "البني" ودرجاته و"الأحمر" الصريح و"الأسود" الصريح.
وفي كل تجربة من البداية من تجاربي هناك خيط رفيع يربطها من حيث الأشكال المرسومة والسطوح الخشنة، واختيار مواضيع غير متكررة ومازلت أعتبر الآخرين يلاقون بها خصوصية البيئة المشغولة بشكل حديث».
*ما هي اللوحة القريبة من نفس الفنان "دلدار فلمز"... وما هي ظاهرة اللطم المتجسدة ببعض لوحاتك؟
**«أعتبر كل لوحة رسمتها قريبة من نفسي وأعتبر أيضاً التجربة الجديدة هي القريبة إلى النفس وأستمتع بها أثناء رسمها وأثناء عرضها للجمهور.
لوحة اللطم والندب عند النساء الصحراويات تلك المشهدية التي لا يمكن أن تتأمن لعين إلا في الصحراء وعند النساء العربيات في "الجزيرة" تحديداً، حين تتنازل المرأة العربية في لحظة الموت عن كبريائها وتبدأ بالتعبير عن الحزن بشق الثياب، كاشفة عن جسدها،الذي لن تلمسه عين إلا في تلك اللحظة».
*واقع الفن التشكيلي "بالحسكة"؟
** «نلاحظ غياب فرع اتحاد التشكيليين عن ممارسة دوره ونتمنى أن نتجاوز هذا الأمر لأن محافظة
"الحسكة" قدمت العديد من الأسماء المهمة إلى الحركة التشكيلية لـ"سورية" منذ البداية، مثل:
"يوسف عبدلكي" و"عمر حمدي" و"خليل عبد القادر" و"بشار عيسى" وآخرون كثر، فالحركة التشكيلية في "الحسكة" لها خصوصيتها، ودائماً تقدم للعاصمة أسماء جديدة».
*أهم المعارض الفنية التي شاركت بها؟
**«شاركت بأربعة معارض فردية في العاصمة "دمشق" آخرها في صالة "عشتار" في شهر أيار 5/2008 برعاية الوزير "نعسان آغا" وزير الثقافة، كما شاركت بأكثر من معرض جماعي مع فناني "الحسكة" و "دمشق"».
*كلمة أخيرة لـ eHasakeh؟
**«الفنان دائماً يعمل على إيجاد أرضية إنسانية سليمة لمعايشة الناس مع بعضها، وأتمنى أن أكون على قدر هذه المسؤولية، وأشكركم على حضوركم واهتمامكم في رفد الحركة الفنية».