بدخولك مرسمه المتواضع، تجد من حولك لوحات تروي حكايات كثيرة، توقظ المخبوء، ولا تستثني ركناً إلاّ وتقتحمه، هي لوحات مفتوحة على أفقٍ جديدة، كما هو النصّ المفتوح يتقدّم واثقاً متعدّد الخيارات متقبّلاً قراءات متنوّعة.
eHasakeh التقى الفنان "خضر عبد الكريم" بتاريخ 10/1/2009 وكان معه هذا الحوار.
** أنا أدعي بأنني أنتمي إلى مدرسة مفتوحة الأبواب والنوافذ دون الالتزام بقيود المدارس الفنية فأطلق العنان لعالمي ومخيلتي وريشتي أن تسبح في فضاءاتي لتقول ما يجب قوله بحرية.
** إني اعتاش بعناصري وتقنياتي من كل ما هو موجود حولي.. من واقعي .. وأحلامي وطموحاتي .. وبالنهاية من الإنسان المقهور في هذا العالم أبدأ.
** بالفن نبني الحياة.. والحياة جديرة بأن تعاش بأكملها لذلك انطلق من خلال عملي الفني بأن أوصل رسالة سامية تحقق للإنسان كيانه كانسان ومن هناك رسالتي تكون إنسانية أولاً ولنعمل من اجل حق الإنسان في الحياة دائماً من خلال اللوحة والكلمة والممارسة.
** القدم رمز ليس إلا.. وأطرح من خلالها أفكاري وذلك من خلال حركة القدم والإصبع.. ولدي في أغلبية الأعمال أشكال لأقدام مختلفة منها تتراقص ومنها تتعذب ومنها ما يوحي بالقداسة والحب أو بالظلم والقهر وللقدم معاني كثيرة إذا ما دخلنا في هذه الفلسفة الرمزية فيبقى لكل حركة من حركات هذه الأصابع والقدم رمزها الخاص بها.
** إن لكل لون أو عنصر من عناصر اللوحة فلسفته... وحركة الأقدام والأصابع بشكلها التشكيلي في أعمالي أرنو من خلالها إلى إيجاد فكرة إعادة الخلق لهذه العناصر وبالتالي لهذه الأعضاء المتشكلة، وإن لهذه الأعضاء دلالات فكرية ومعرفية في اللوحة ذات بعد إنساني، تتجلى من خلال طرحي لها لإيصال فكرة محددة ليست بالضرورة أن تكون ملتصقة بالقدم ولكن وجود القدم في اللوحة بشكلها وحركتها المطروحة تقدم دلالاتها والفكرة المبحوث عنها.
** إنني أب لطفل معاق هو "ميداس" وأعاني ما يعانيه أهالي هؤلاء الأطفال المعاقين، فقد كانت هذه الخطوة الأولى للتعرف على عالم هؤلاء البشر الذين هم جزء من هذا المجتمع وقد همّش من قبل المجتمع، لذلك حاولت أن أكون صلة وصل بينهم وبين المجتمع من خلال إقامتي لهذا المعرض وتقديم كامل ريع المعرض الذي أقمته في "مطرانية السريان الكاثوليك في الحسكة" إلى هؤلاء الأطفال والغاية مساعدتهم أولاً وإيجاد صيغة تواصل بينهم وبين الآخرين في المجتمع.
** أقول لأبناء هذه المحافظة بكل أطيافها وموزاييكها: تعالوا نتحابب... تعالوا نتحاور... ونبني بلدنا وإنساننا... بالحب والجمال والمعرفة.
يذكر أن الفنان "خضر عبد الكريم" من مواليد 1967 قرية "كندور" التابعة لناحية "عامودا" وعضو نقابة الفنون الجميلة في سورية، له العديد من المعارض المشتركة، أما المعارض الفردية فهي: معرض في "صيدنايا" 1992، معرض في "الحسكة" 1996، معرض في "القامشلي" 1997، معرض في "الحسكة" 1998، معرض في المركز الثقافي في "المزة- دمشق" 2000، معرض في مطرانية السريان الكاثوليك في "الحسكة" 2004، معرض في صالة ايبلا في "حلب" 2006.
وله العديد من الأعمال موزعة في بلدان أوروبية وعربية.