فنان من الوجوه الفنية المعاصرة التي تهتم بفكرة توزيع الألوان على السطح الأبيض، معاصر من خلال البحث في اللوحة عن الجمال برؤياه الدقيقة والذكية، يبحث عن الضياء ومساحة فضاء واسع بين الألوان والضوء واللون والظل.
في مرسمه الصغير بمدينة "عامودا" التقى موقع eHasakeh بتاريخ 31/10/2010 الفنان التشكيلي "محمود عيسى" الذي كان لنا معه هذا اللقاء:
"محمود عيسى" متعدد المواهب فهو فنان تشكيلي وشاعر وخطاط كما أنه صاحب الرسم الساخر في كاريكاتورياته السياسية، تختلف الرؤية والإحساس عند "محمود عيسى" إذ نرى في لوحاته قمة الإبداع والشعرية حتى نحس أنه يغازلها في أحيان كثيرة، لأنه ابن "عامودا" تلك المدينة الحبلى التي تلد كل يوم كاتبا أو فنانا أو شاعرا
** كان الخريف صفحتي المفضلة، أشجاره العارية أراها تفصح عن حقيقة الكامن من الحياة، ودروبه التي تحتضن أوراق الوقت المتراقصة على وقع موسيقا ريح لا تقف، فرسمت غروب الشمس، وزهرة دوار الشمس، وطبيعة صامتة، وحاملات القش في فسحة الأغنية، وعطر القش والهشيم.
** تشكيل اللوحة أو مواضيعها أحياناً أستمدها من بيت شعر يلقيها احد الشعراء وهو على المنبر، أو من مقطع لقصة أحد الكتاب اقرؤها له في الصحيفة، أحياناً كثيرة لزيارتي لأحد المواقع الأثرية التي أحس بجمالية المنظر وأختاره لتكون لوحة فنية، وفي أغلب الأحيان في قيلولتي أتخيل لوحة ما وأرسم كروكيتها ومن ثم أبدأ بالرسم.
** للمرأة دور فعال جداً لعمل الفنان، والجمال شيء عظيم، هناك جمال الطبيعة وجمال الأشياء الصامتة، ولكن جمال المرأة شيء ذو معنى آخر أما الجمال الفني فهو تمثيل جميل، والمرأة مرآة يرى فيها كل من الفنان والشاعر والأديب لوحته الشعرية والأدبية والتشكيلية، ويكمن كل ذلك من خلال الحس الجمالي الذي يصفه كل منهم حسب إحساسه.
** تحت شموس صيف "الجزيرة" الملتهبة، وحاملات القش، صبية معطرات بالحناء والعرق وروائح سنابل القمح وتقصف سوقه عن غبار تنتشي به الحواس وكأنه عرق جسد أنوثة يغلي حين يختلط بأطياف "الكركور" و"البابونج"، كانوا فرحي وبهجتي وانسي وكن لوحتي الأولى: كنت، وما زلت، احلم بلوحتي التي أصيغها على مخدتي قبل أن أنام، لأنام فيها.
** البيئة الجزراوية مطبوعة في ذاكرتي منذ نعومة أظافري، ولكل فنان عالمه الخاص وبيئته، ومنطقة الجزيرة كلها لوحة فنية متكاملة بشرقها وغربها، وشمالها وجنوبها، فعندما يتأثر الفنان بواقعه وبيئته أعتبره فناناً حقيقياً.
** كثيرة هي الهموم التشكيلية على المحلية، وتحتاج إلى وقفة جادة من الجميع، وذلك لتوفير المناخ المناسب لعطاء متميز، ويأتي الفنان الذي وصل بعد معاناة طويلة وجهد إلى درجة فنان ليواجه بمشكلات (تهد الحيل)، وتجعله يأسف للساعة التي قرر فيها ممارسة الفن، ويدخل العمل بجد ونشاط لينتج عملاً فنياً تكلفه الجهد والتعب البدني والمادي، ليشارك في المعارض المختلفة أو ليقيم معرضاً خاصاً له ويستمر المعرض أسبوعاً مثلاً، يتسمر الفنان بجوار لوحاته منتظراً راعي الافتتاح ليحضر، ويشجع الفنان معنوياً، وينفض السامر ليبقى الفنان وحيداً منتظراً الفرج، يتأمل من يقتني إحدى لوحاته، أو أن يحضر نقاد لينتقدوا لوحاته ويقيمونها تقييماً صحيحاً، فما المانع من أن تكون هناك خطة لاقتناء تلك الأعمال من قبل بعض الجهات الرسمية والمؤسسات والوزارات، ليعود بالفائدة للجميع ومنهم الفنان نفسه، ما يدفعه للمزيد من العطاء... هذا هو حال الفن والفنان.
** الفن لغة الكلام، وفن الكاريكاتير يعتبر من أصعب الفنون التي أجدها، وأنا أستمد أفكاري في الكاريكاتير السياسي خاصة من الأوضاع السياسية الجارية على الساحتين العربية والدولية وخاصة قضية شعبنا في فلسطين المحتلة ووقوفه ضد الغطرسة الصهيونية ومن هنا أضع لمسات الكاريكاتير فيها من خلال بطولات أطفال الحجارة ومقومته للجيش الإسرائيلي ومن جهة ثانية أضع السخرية والعار لذلك الجيش ومدى تخوفه من ذلك الطفل الذي يحمل بيده حجرة ليرميها في وجه العدو.
** نتمنى من نقابة الفنون الجميلة تشجيع الحركة التشكيلية في المحافظة وفتح باب الانتساب للنقابة لكافة الفنانين من الفئات المختلفة دعماً معنوياً ومادياً، وأن يقوم فرع النقابة في المحافظة بدور كامل من حيث المهمة الموكلة لها في ذلك.
الفنان "أنور الحامدي" يقول عنه: «"محمود عيسى" متعدد المواهب فهو فنان تشكيلي وشاعر وخطاط كما أنه صاحب الرسم الساخر في كاريكاتورياته السياسية، تختلف الرؤية والإحساس عند "محمود عيسى" إذ نرى في لوحاته قمة الإبداع والشعرية حتى نحس أنه يغازلها في أحيان كثيرة، لأنه ابن "عامودا" تلك المدينة الحبلى التي تلد كل يوم كاتبا أو فنانا أو شاعرا».
يذكر أن الفنان "محمود عيسى" من مواليد "عامودا" 1945 شارك في العديد من المعارض على المستوى المحلي والقطري، نال الجائزة الأولى في رسم الكاريكاتير السياسي عام 1982.