«للبترول والغاز الطبيعي دور رئيس وفعال في تطوير المجتمعات الانسانية. ويعتبر عصب الصناعة الحديثة ولا يزال محورا للسياسة الاقتصادية وركيزة أساسية للاقتصاد الوطني لمعظم الدول المنتجة للنفط والغاز، وسورية من الدول التي ارتكزت صناعتها على النفط ويعتبر محور اقتصادها الوطني ومن الدول التي اعتمدت على الكادر الوطني في صناعتها النفطية وخاصة بعد الحركة التصحيحية حيث كان لتوجيهات الحزب والدولة الأثر الكبير في دعم هذه الصناعة واستثمارها».
الحديث للجيولوجي "نصر الله الياس" مدير حقول "الحسكة" في لقاء مع موقع esyria، وتابع قوله: «تعتبر الشركة السورية للنفط أحد فروع وزارة النفط في سورية، ومديرية حقول "الرميلان" في "الحسكة" أحد أول، وأهم المديريات في القطر التابعة للشركة، بل في الوزارة على الإطلاق، يمتد عمل المديرية على مساحة قدرها (6500)كم2 إضافة لمواقع استكشافية بعيدة بحدود 500كم في البادية السورية ويبلغ عدد العاملين فيها 6500 عامل (عامل، فني، مهندس جامعي) قائمين على رأس عملهم موزعين على (19) دائرة نفطية وفنية وإشرافية، (التطوير –الإنتاج- المدنية- الكهرباء- التوثيق- المخزون- القانونية- التخطيط- المالية- الإدارية- النقل- الرقابة الداخلية- الحفر- الحماية والسلامة المهنية- الجيولوجيا– الحسابات– المهمات- مركز التدريب المهني)، بالإضافة الى الشعب المستقلة.
البحث والتنقيب واستثمار الثروة النفطية والغازية في منطقة عملها (أقصى شمال شرق سورية في محافظة "الحسكة" إضافة إلى المناطق التي تحدد من قبل الشركة السورية للنفط). بالإضافة للحقول الرئيسية (سويدية- كراتشوك- رميلان) فقد تم اكتشاف مجموعة من الحقول النفطية والغازية مثل (مجموعة تراكيب: "عوده- الرميلان– سعيدة- زاربة ببابسي– بدران- الباردة- باب الحديد- مثلوثة- ناعور– شامو- جنوب كراتشوك- تل عزاب- معشوق- مملحة الكوم– دبيسان– الغدير– حقل الخراطة) ما زاد من احتياطي النفط في "الحسكة"
وهذه المديرية تتميز بكوادرها الوطنية من عمال وفنيين وجيولوجيين ومهندسين وهي تقوم بتنفيذ عمليات الحفر التنقيبي والاستكشافي والحفر التطويري وإجراء الدراسات والأعمال الجيولوجية والجيوفيزيائية البئرية وتطوير الحقول وإنتاج النفط والغاز الطبيعي ومعالجته وإنتاج الطاقة الكهربائية وتنفيذ الأعمال والمشاريع التطويرية والأعمال الكهربائية والمدنية والصيانة لمعدات وتجهيزات الصناعة النفطية».
وعن سؤالنا: هل يمكن أن نأخذ لمحة تاريخية عن بدء الحفر بالرميلان؟ أجاب "نصر الله": «عمليات البحث عن الثروة النفطية والغازية بدأت حيث حصلت شركة نفط سورية كفرع من شركة نفط عراقية في عام 1934على امتياز للتنقيب عن النفط ضمن مساحة قدرها 3700 كم2 في أقصى الشمال الشرقي من سورية كما جرت مضاعفة المساحة في عام 1936 حيث شملت محافظة "الحسكة" ويمكن تقسيمها إلى:
1- الفترة الأولى: بدأت عام 1936 وانتهت في نيسان عام 1941 حيث توقف العمل بسبب نشوب الحرب العالمية الثانية.
2- الفترة الثانية: بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية عام 1947 انتهت أعمال الحفر عام 1951 وأوقفت نشاطاتها وتنازلت عن كامل منطقتها مدعية عدم العثور على النفط التجاري.
واستؤنف الحفر والتنقيب عام 1955 من قبل شركة "نجيب منهل" حيث حصلت على امتياز بالعمل ضمن مساحة كلية بحدود 8400 كم2 وفي عام 1956 تم اكتشاف النفط التجاري لأول مره في حقل "كراتشوك" من خلال حفر البئر الأول "كراتشوك" رقم 1 وقد أنهيت أعمال هذه الشركة لمخالفتها الشروط العقدية وبعدها تم منح شركة "كونكورديا الألمانية" امتيازاً للبحث والتنقيب عن النفط ضمن مساحة بحدود 1400كم2 وقد اكتشف النفط في حقل "السويدية" من قبل الشركة المذكورة عام 1959 واستمرت أعمال الحفر التنقيبي والاستكشافي حتى عام 1962 وبذلك انتهت مرحلة تميزت بنشاط شركات أجنبية للبحث والتنقيب عن النفط في منطقة عمل المديرية الحالي.
وفي عام 1957 كانت قد ابرمت الحكومية السورية اتفاقية للتعاون الفني والاقتصادي مع الاتحاد السوفيتي، ومن ضمن هذه الاتفاقية كان هناك برنامج عمل للبحث والتنقيب عن الثروات المعدنية ومن ضمنها النفط. وبعد قيام ثورة الثامن من آذار صدر المرسوم التشريعي رقم 133 عام 1964 الذي أناط بالهيئة العامة للبترول مهمة التنقيب والاستثمار عن النفط والغاز التي كانت قد بدأت أعمالها فعلا عام 1958 وقد سميت الشركة السورية للنفط والتي ضمت عدة مديريات ومن أهمها كانت مديرية حقول "الحسكة" المديرية التنفيذية والأكبر والتي كانت تعمل في محافظة "الحسكة" وبعد ذلك تشكلت مديرية حقول "الجبسة" عام 1974».
وعن مهام مديرية حقول "الحسكة" تحدث إلينا المهندس "نبيل محمود" معاون مدير الحقول للشؤون النفطية قائلا: «تتولى المديرية جميع المهام الواقعة على عاتق الشركة السورية للنفط ضمن منطقة عمادها والبالغة حوالي 6500كم2 وتمتد من حدود منطقة "القامشلي" غربا وحتى الحدود العراقية شرقا ومن حدود التركية شمالاً وحتى "تل براك" جنوبا. إضافة إلى منطقة "البادية السورية" (حقل الدبيسان- التيم-الخراطة). حيث تقوم بتنفيذ عمليات الحفر التنقيبي والاستكشافي والتطويري وإجراء الدارسات والأعمال الجيولوجية والجيوفيزيائية البئرية وتطوير الحقول وبناء محطات الضخ الفرعية والمحطات الرئيسية وتمتد خطوط النفط والغاز الفرعية والرئيسية. وإنتاج النفط والغاز ومعالجته داخل المنطقة المحددة لها وتعتبر هذه المديرية من اكبر مديريا ت الشركة السورية للنفط».
وعن أهداف المديرية قال المهندس "نبيل": «البحث والتنقيب واستثمار الثروة النفطية والغازية في منطقة عملها (أقصى شمال شرق سورية في محافظة "الحسكة" إضافة إلى المناطق التي تحدد من قبل الشركة السورية للنفط). بالإضافة للحقول الرئيسية (سويدية- كراتشوك- رميلان) فقد تم اكتشاف مجموعة من الحقول النفطية والغازية مثل (مجموعة تراكيب: "عوده- الرميلان– سعيدة- زاربة ببابسي– بدران- الباردة- باب الحديد- مثلوثة- ناعور– شامو- جنوب كراتشوك- تل عزاب- معشوق- مملحة الكوم– دبيسان– الغدير– حقل الخراطة) ما زاد من احتياطي النفط في "الحسكة"».
وعن سؤالنا حول المشاريع التطويرية والتحديثية الجديدة المنفذة وقيد التنفيذ؟ أجاب المهندس "نبيل": «شمل التحديث والتطوير اغلب مراكز العمل في المديرية والحقول المجاورة والمحطات الرئيسية وفرعية منذ عام 1970. إلى الآن ومنها:
1- إنشاء أربع عشرة محطة رئيسية و40 محطة فرعية (تجميع وفصل الغاز وضخ النفط) وتحديثها بشكل عام.
2- إنشاء محطة توليد الطاقة 6 عنفات غازية استطاعة كل واحدة 20 ميغا/واط
3- تنفيذ مشروع الترياسي لصالح وزارة الكهرباء.
4- نقل مشروع غاز عودة الى العنفات الغازية لصالح وزارة الكهرباء.
5- الاستفادة من كافة المواد المستكربة والمستهلكة في تصنيع ما يلزم المديرية حيث يتم وفر سنوي 80 مليون ل س.
6- الانتهاء من مشروع حقن المياه الطبقية المنتجة مع النفط حيث يتم حقن 61 الف م3 يوميا من مجمل الكميات الطبقية اي بنسبة 100%.
7- مشروع تعديل الاسقفة الثابتة لخزانات "تل عدس" مركز تجميع النفط.
8- تطوير حقول النفط المنتجة (سويدية والمحطات الرئيسية القديمة لرفع مستوى الإنتاج. واستيعاب الكميات المنتجة من النفط.
9- مشروع جر مياه دجلة إلى الرميلان. ومشروع معالجة مياه الصرف الصحي. وهو الآن قيد المتابعة».
وعن الخدمات الاجتماعية والجوانب الترفيهية في المديرية حدثنا السيد "موسى النواف" معاون مدير الحقول للشؤون الإدارية: «تقع مدينة "الرميلان" في أقصى الشمال الشرقي من سورية تبلغ مساحتها 5كم2. تبعد عن مركز المحافظة 165كم وعن "القامشلي" 70كم وعن المالكية 35كم وتقسم المديرية إلى مناطق عمل وأخرى سكن، ويقسم السكن بدوره إلى عدة أحياء: "الرميلان- الرصافة– الاسكان العسكري- المدنية– مساكن الجوادية"، وتقدم المديرية للعاملين والقاطنين فيها خاصة عدداً كبيراً من الخدمات الهدف منها خلق جو ملائم للعاملين وأسرهم في الحقول بعيدا عن أجواء العمل النفطي وصعوباته وهذه الخدمات تراها المديرية ضرورة ملحة لاستمرارية العطاء في مجال الإنتاج.
وفي المجال الثقافي والأدبي والاجتماعي: تم إنشاء مجمع ثقافي كبير في المديرية يحمل اسم الشهيد "باسل حافظ الأسد" ويضم مكتبة ثقافية ضخمة وقاعة للمطالعة وأخرى للمحاضرات والندوات ومسرح للاحتفالات المختلفة ويتسع ل600 شخص مع ناد سينائي وصالة كبيرة وهي عبارة عن استراحة، وينفذ المجمع العديد من الأنشطة الثقافية والسياسية والأدبية، كما احدثت ثلاثة نواد للعائلات واثنان للعازبين بالإضافة إلى مدينة العاب وهناك عدد من الحدائق من اجمل ما يكون الأمر من حيث العناية والارتياد بالإضافة إلى صالات خاصة بكل وحدة نقابية بالإضافة للعديد من المسابح للعائلات والعازبين.
وفي المجال العلمي يعتبر المعهد المهني للصناعات النفطية رافد الصناعة النفطية بالرميلان وإحدى المؤسسات التعليمية الهامة في القطر والذي يقوم بتهيئة الكادر الفني الخبير للصناعة النفطية في (الحفر- الإنتاج) المتخصص للعمل في مجالات النفط ويعتبر المعهد هيئة مستقلة يتبع لوزارة النفط وافتتح المعهد في عام 1969. كما تضم المديرية عدداً من الإعداديات والثانويات العامة والفنية بالإضافة الى دور للحضانة ورياض أطفال خاصة بأطفال العمال فقط، وما يميز المديرية أيضا مركز التدريب المهني والذي يعمل على رفع المستوى التأهيلي والتدريبي للعاملين في مجال الصناعة النفطية حث تم تجهيزه بالمخابر والورش والآلات الحديثة، وافتتحت في عام 2001 الثانوية المهنية نفطية وهي بادرة فريدة من نوعها في القطر.
وفي مجال السكن بلغ عدد العاملين في المديرية ما يزيد على 600عامل ونسبة القاطنين في السكن الوظيفي بحدود 26%من المجموع العام، وتسعى المديرية جاهدة لبناء مجموعة من الشقق وبشكل سنوي وذلك يتوقف على إمكانات المديرية المادية وحسب الخطة لذلك وهناك مجموعة من الضيافات للعازبين من مهندسين وفنيين وعمال بالإضافة إلى ضيافات خاصة للضيوف من خارج المديرية أما بالنسبة للنقل فهناك أسطول من الآليات النقل العاملين من والى المديرية.
وفي مجال الطبابة وبما أن الصناعة النفطية نوعية وذات خطورة وخاصة العمل على الحفارات الضخمة وعلى مدار الساعة، أولت الشركة السورية للنفط هذا الجانب جل اهتمامها فهنا شعبة طبابة تضم عدداً من الأطباء المختصين وطاقم التمريض والعاملين، وتضم الشعبة كادراً طبياً مدرباً ومهيأ بالإضافة إلى الأجهزة الطبية الحديثة وهناك صيدلية تقدم الأدوية المجانية للعاملين، كما يتم إرسال الحالات المستعصية إلى المشافي الكبيرة في المدن من القطر وكما تقوم المديرية سنويا بإرسال مجموعة من العاملين إلى دورات تخصصية في الإسعاف والدفاع المدني وغيرها».