«حبيبي/ في صدري مكان يتسع الصحراء/ منهجُ أسراب القطا/ تحت جدائلي/ فارفع ِ الغلالة َ عن جبال الزنبق/ لتر ما معنى أن أكون امرأة بحق/ وماذا يعني طوفان الجسد».
بهذه الكلمات أبحرت الشاعرة "جازية طعيمة" بقارب كلماتها في ملكوت مجموعتها الشعرية الجديدة والخامسة في الترتيب لنتاجها الأدبي وتحمل اسم "تلك يمامة الخابور"، لتعلن من خلال قصائدها الخمسة والأربعين ثورة على الظلم والاضطهاد الأنثوي في المجتمع، ورفضاً للعادات والتقاليد التي تسيء للأنثى الشرقية.
موقع eHasakeh التقى الشاعرة بتاريخ 2/1/2009 وأجرى معها حواراً حول مجموعتها الشعرية الجديدة.
** مجموعتي عبارة عن صور من الحياة الاجتماعية التي تعيش ضمن نواتها المرأة الريفية، وناتجة عن مجموعة شحنات تفرغت على الورق لتسليط الضوء على مواطن الضوء.
** هناك في عالمي الريفي المئات من "عنود"، "عنود" تلك الفتاة البسيطة الحالمة التي يغتصب حقها كل يوم، حيث يعقد قرانها وتبصم على عقد زواجها بالإكراه أو دون علمها فتقدم على الانتحار غرقاً في مياه "الخابور"، وبالنهاية القصيدة ما هي إلا تسليط الضوء على عقم المأساة على الرغم من أن "عنود" صاحبة دور وحراك اجتماعي واقتصادي فعال في البيت والحقل على حد سواء، ناهيك عن رجاحة العقل التي تتمتع بها.
** إنها حالة حقيقية وواقعية حصلت في مكان وزمان من عصرنا هذا، تتلخص بحماقة الرجل الريفي وتصلبه برأيه الذي ينعكس على حياة إنسانة حرة نتيجة خطأ طبي ما، ولعدم التأني لظهور الحقيقة كانت الضحية المرأة، فالحرية لا يملكها الرجل الريفي حتى يعطيها.
** حلم بالوجه الآخر للرجل والتخلص من عصور الجهل التي مازالت تخيم على رأس البعض منهم.
** نعم هذا صحيح، لقد تحدث بالحدباء عن سقوط "بغداد" ليس السياسي فقط بل الاجتماعي إلى المذاهب والطوائف التي ظهرت مؤخراً وبدد النسيج الوطني، وهنا أردت أن أشير إلى مخاطر العادات الاجتماعية، فمسألة الدين مسألة ذاتية بين الإنسان والخالق والتسلق عليها للمصالح الشخصية بدد اللحمة الوطنية فكانت النتيجة سقوط الدولة بكاملها.
** أنا لا أبدّل لوني وموطني/ أنا لا أخلع ردائي المشبع بالريحان والحناء والزنبق/ أنا العرباء سليلة الماجدات...
كلمات من قصيدة: "شرقية ولا أخجل"، خلاصة القول: إن أنثى "الخابور" تعتز رغم كل المآسي ومرارة القرار بعرقها الريفي، فهي السنبلة والنخلة التي تتساقط على لحائها موجات العاطفة.. فهي تريد الحضارة العميقة لا المزيفة، أي حضارة الجوهر وليس المظهر.
بقي أن نقول إن الشاعرة "جازية طعيمة" من مواليد "تل غرة" 1965، خريجة دار المعلمين كما أنها درست الحقوق لكنها لم تكمله لظروف خاصة، الآن تشغل أمينة سر في مدرسة "دولاب العويصي"، متزوجة ولديها أربعة بلابل، منتسبة لمنتدى "الخابور" الأدبي وعضو متمم لاتحاد الكتاب، تكتب الشعر منذ الطفولة، لها أربعة مجموعات شعرية هي: "استجواب في محاكم الحياة"، "أغنية لمنارة الفردوس"، "امرأة في زمن الغضب"، "همسات من زوايا الشرق".
كتبت عنها الكثير من الدوريات المحلية والعربية كما نالت العديد من الجوائز والشهادات التقديرية.