التقى موقع eHasakeh القاصة وجيهة عبد الرحمن بتاريخ 7/2/2008 في حوارية ثقافية حول أهم إصداراتها ونظرتها لأدب عصرها.
** كلتاهما وجيهة واحدة، لأن إنسانيتي المفرطة وحبي للحياة دفعني لأن أكون قاصة أتحدث بلسان هؤلاء المنسيين في زوايا الحياة المظلمة، وأكتب عن هؤلاء المغمورين والمقموعين، والذين تركتهم الحياة يسيرون ببطء على هامشها.
* لأي شيء تكتبين؟ ولمن؟
** أكتب لكل الناس، أكتب لمن هو بحاجة أن يُكتب عنهُ، وتصل معاناته ويصل صوته، أكتب عن القضايا المهمة التي تشكل مفاصل الحياة، في مجتمع يعتبر هذه المفاصل غير مهمة، ويتمسك بالقشور والمظاهر، وأوجه رسائلي من خلال قصصي إلى كل المعنيين، بأن يتواصلوا مع الذين خلقوا ليكونوا على قارعة الطرقات، فلا ضير من التواصل.
** ثمة الكثير من العوامل التي تشكل شخصية الأديب أو المبدع بصورة عامة، ولكن الموهبة هي اللبنة الأساسية، وهذه الموهبة يجب أن تصقل من خلال تغذيتها بالاطلاع على تجارب الآخرين والشعوب الأخرى.
** لا يكفي إذا لم يكن في داخله إنسان آخر غيره، يدفعه باتجاه الإبداع والموهبة، كما ذكرت مهمة بالدرجة الأولى.
** إذا كان الناقد يستخدم أدوات النقد المتفق عليها عالميا في نقد أي نتاج، فلا شك بأن ذلك يفيد المبدع، ولكن حتى الآن لم نلتق بناقد يقدم دراسة نقدية ناجحة وصحيحة إلا ما ندر، لأن كل قارئ عندنا جعل من نفسه ناقد بمجرد قراءته لكتابين أو ثلاث، وهذا الأمر له تأثيره السلبي، فهو بلا شك يشتت المبدع، لذا فأنا أوجه خطابا للمبدعين أن يكتبوا فحسب .
** لكوني كردية الأصل لا يعني أن أتقوقع ضمن انتمائي، خاصة وأن ثقافتي في سورية عربية، فأنا لم ألتحق بمدرسة كردية، ولكنني أكتب باللغتين الكردية والعربية، وربما أنا متمكنة باللغة العربية أكثر، وهنا لدي خطاب آخر وواضح بأن الأديب إنسان مجرد من أي انتماء عرقي أو مذهبي، ويجب ألا يقف الانتماء، سدا منيعا أمام طرح المعاناة الإنسانية التي يعانيها الكرد والعرب معاً، لأننا إخوة في خندق واحد ضد أي ظلم أو معاناة.
** وجيهة موجودة في كل قصة، من خلال البيئة الكردية ومسقط رأسي "ديريك" أي لا يكاد نص قصصي يخلو مني وإلا فلا أشعر بانتمائه إلي.
** كتبت الشعر قبل دخولي عالم القصة، وبداياتي تشهد بذلك فقد كتبت الشعر منذ أكثر من عشرين عاماً، لذا بقيت مخلصة لشاعريتي بالرغم من كوني الآن مطروحة على الساحة الأدبية كقاصة، ربما لأنني لا أتمالك نفسي أو أن الشعر طاغٍ عليَّ في كل حالاتي، وأيضاً لأن القارئ يهمه أن نفصح بالنيابة عنه عن مكنوناته، ويرى ذاته في النص كان لابد من تقديم قصة بلبوس شعري لتحريك بواطنه.
** أقول لهن بوركت جهودكن، فأي جهد من أي امرأة في ظل مجتمع ما يزال متمسك بزمام تقاليد، وموروث قديم ومختبئ في جلباب الآباء الأقدمين، يعتبر عملاً عظيماً من جانبها، أطلب منهن المضي بما بدأن به، بصدق تام مع ذواتهن قبل أي شيء، مادمن مؤمنات بأنفسهن، لأن كل ما تحصل عليه المرأة هو حق مكتسب لا يجب التنازل عنه، لذا يجب أن يكنّ مرآة صادقة لأنفسهن وذواتهن التواقة إلى النور.
يذكر أن الأديبة "وجيهة عبد الرحمن سعيد" مواليد قرية "النجف" التابعة لمنطقة "المالكية- ديريك" خريجة معهد إعداد المدرسين قسم اللغة العربية متزوجة ولها ولدان "لونار" و"سويار" مقيمة في مدينة "الحسكة"، تعمل بصفة إدارية في إحدى مدارس "الحسكة" ونالت جوائز عدة في مجال القصة منها: جائزة نقابة المعلمين 2004 و"جائزة البتاني" 2005 وجائزة اتحاد الكتاب للقصة 2006 وجائزة "مهرجان الخابور" الأول 2006.