«الإبداع حياة.. والأمم تقاس بمدى تقديرها لمبدعيها وتبجيلها لهم.. انا اعرف فرنسا من خلال "بودلير" و"هيغو" و"لامارتين".. وأعرف روسيا من خلال "بوشكين" و"غوركي" و "تولستوي".. وأعرف أميركا من خلال "نيرودا" و"همنغواي" و"غابرييل غارسيا ماركيز"».
بهذه الكلمات بدأ الشاعر "محمد سعيد الغربي" حديثه لموقع eSyria.
أنا مولود اللحظة.. الشاعر خارج حدود الزمن وتاريخ الأيام.. مراهقٌ وكهلٌ وناسكٌ وطفلٌ وفوق كل هذا عاشق دائم لا يستطيع أن يحيا من دون عشقٍِِِِ وتمردٍ وحياة.. هو كائن ما ورائي.. قدّر لروحه أن تبقى كحمامةٍ بيضاء هائمة في مدارات الشمس ومجرات السراب.. أما بالنسبة إلى عملي أسمّي نفسي موظفاً في مديرية زراعة "الحسكة".. ربما التسمية هي عبء آخر.. روح الشاعر لا توظف.. ولا تحد.. هو خلق لكي يكون حرّاً وعابثاً.. ربما هو الكائن الوحيد الذي قدّر لعبثيته أن تكون مشروعة ومحببة أو حتى لازمه
ليضيف: «أنا مولود اللحظة.. الشاعر خارج حدود الزمن وتاريخ الأيام.. مراهقٌ وكهلٌ وناسكٌ وطفلٌ وفوق كل هذا عاشق دائم لا يستطيع أن يحيا من دون عشقٍِِِِ وتمردٍ وحياة.. هو كائن ما ورائي.. قدّر لروحه أن تبقى كحمامةٍ بيضاء هائمة في مدارات الشمس ومجرات السراب.. أما بالنسبة إلى عملي أسمّي نفسي موظفاً في مديرية زراعة "الحسكة".. ربما التسمية هي عبء آخر.. روح الشاعر لا توظف.. ولا تحد.. هو خلق لكي يكون حرّاً وعابثاً.. ربما هو الكائن الوحيد الذي قدّر لعبثيته أن تكون مشروعة ومحببة أو حتى لازمه».
** الشعر هبة من الله.. أعطية ربما تكون ملازمة للمرء الشاعر منذ ولادته.. منذ الصغر.. وبين أحضان الريف في قرية "السيباط" ومع الشتلة والتراب نقشت أحرفي الأولى: عشقت البوح للسكون.. والليل والقمر والإنسان.. آه يرسو في مدى السيباط.. عشقي نبض شوق.. وقصيدة وتراتيل تطرّز صوت أمي.. حضنها المسطور في الذكرى البعيدة.
* أي شعر تكتب؟
** أكتب كل ألوان الشعر حتى التراثي الشعبي.. روحي مزيج يستغرق الماضي ويرتشف الحاضر.. موزعٌ ما بين حداء الصحراء.. ومطر السياب.. وجنون أدونيس.
* لمن تقرأ؟
** أقرأ لأغلب الشعراء خاصة ً "محمود درويش" و"بدر شاكر السياب" و"علي محمود طه" و"فدوى طوقان" و"محمد الماغوط" و"أدونيس" و"نيرودا" شاعر "تشيلي" العظيم و"بودلير".
** للحرف مفعول يتجاوز الرصاصة.. والكلمة بندقية بحد ذاتها و"محمود درويش" ترجمان قضية "فلسطين".. هل سمعت تبرم المجرم "شارون" من قصيدة "أيها المارون بين الكلمات العابرة" والتي قال عنها إنها أخطر ما واجهته "دولة إسرائيل"؟ هل قرأت لـ"غسان كنفاني" ذلك الكاتب العظيم الذي اغتالته "الموساد" هل قرأت له عائد إلى "حيفا" و"حق لا يموت"؟ هل قرأت لشاعر "باكستان" الكبير "محمد إقبال" الذي كان له الفضل في تأسيس الدولة وإذكاء الحس الوطني فيها؟ أحياناً القصيدة هي جيش جرار بكل المقاييس والشاعر المقاوم هو وزير إعلام حربي وناطق عسكري ومحارب ذري يتجاوز الحدود ويرهب الجنود ولا يعترف بالقيود.
مرّ الشعر والحالة الشعرية بشيء لا أستطيع توصيفه بشكل دقيق في السنوات الأخيرة كثر الشعر الغث وزاد الكم على حساب النوع هذا إضافة إلى نكوص الكثيرين عن متابعة الشعر لأسباب عدة منها: اقتصادية واجتماعية وربما نفسية أيضاً.. لكن هناك تباشير بتغير الحال من خلال ظهور العديد من الأسماء التي فرضت إيقاعها المتميز على خارطة الشعر إضافة إلى تكاثر جمهور الشعر ومحبيه وتنامي الذائقة الشعرية من خلال ما يطرح في اللقاءات التي تتم على هامش الأمسيات والندوات التي تقام لهذا الغرض.
** نصيحتي للأدباء الشباب بالقراءات المتعددة لكل مدارس الشعر وعدم الاستغراق في الرمزية التي تكون عبئاً أو لنسمها اضطهاداً للمتلقي وتجاوزاً عليه، لنأخذ بأساليب الحداثة التي لا تخرج عن أساسيات الشعر وضروراته، القصيدة إيقاع وروح وصوره لنتذكر هذا دائماً حتى نصل للحالة المثلى التي يريدها الكل وتخدم الكل.
* ما نتاجك الأدبي؟
** لي مجموعتان في التراث أو الشعر التراثي إحداهما بعنوان "شوق وحنين" والثانية بعنوان "همس البوادي"، ولي أيضا نتاجات غزيرة في الشعر العمودي وشعر التفعيلة جمعت منها مقدار مجموعتين سيصار إلى طبعهما قريباً بعنوان "هسيس الأيام الراحلة" و"أزهار الشرق العطشى". أشعاري تتنوع الأغراض فيها ما بين المرأة والوجدان والوطن.
* ما أهم المشاركات؟
** شاركت في العديد من الأمسيات الأدبية وبمختلف مراكز القطر إضافة إلى اختياري كأحد الشعراء العشرة الذين كان لهم شرف تمثيل قطرنا العربي السوري في مهرجان الشعر النبطي وعلى مستوى الوطن العربي الذي أقيم في "دمشق" عام /2007/ برعاية سعودية ونقلته قناة "New TV" الفضائية وكتبت أيضاً العديد من النصوص واللوحات المسرحية التي مثلت على الخشبة كمسرحية "الست والخادم" ولوحة "آدم وحواء" و"تواشيح الخابور" وكتبت أيضاً نشيد مهرجان "الخابور" بدورته الثالثة بعنوان "يزدهي بالحب مجد الحسكة" والذي اختير ليكون أغنية الشارة لبرنامج "الحسكة" الأسبوعي على القناة الأرضية "السورية".
** الحراك الثقافي في "الحسكة" جيد ويتجاوز العديد من المحافظات الكبيرة من ناحية التنظيم والحضور وفضل تفعيله والحق يقال للدكتور "أحمد الدريس" مدير الثقافة الدور الأكبر الذي يشهد له الجميع بنهوض وازدهار الحراك الثقافي في عهده.
** قصائدي هي كأبنائي.. نتاج روح وزفرات قلب لا أدري أي قصيدة هي الأجمل والأقرب إلى قلبي لكن هناك بعض القصائد لها خصوصية ما لكونها ترتبط بحدث وقع لي أو حالة عشتها مثلاً قصيدة "هل تذكرين" وهذا مقطع منها: هل تذكرين وسر المحب ذكراه/ وعداً إلى الحب عهداً قد قطعناه/ يوم التقينا على الخابور يجمعنا/عشقٌ وكأسٌ فكيف اليوم ننساه؟..
وأيضاً قصيدة رثاء لشاعر "فلسطين" "محمود درويش" أقول فيها: اليوم أعلنُ أنّ موكبَ السلطانِ/
قد عبر الحدود الحمر وافترس القضّية/ وأن ريتا قبّلت عينيه خلف البندقية/ فتهيؤوا لجلالة السلطان/ بكل مراسم التبجيل والتشريف/ وابتدئوا التحية.
* هل من كلمة أخيرة لكم؟
** كلمتي الأخيرة هي رجاء محب من أجل إبراز دورنا الحضاري وهويتنا المشرقة على الجهات المسؤولة لالتفات للإبداع والمبدعين وايلائهم الرعاية المادية والمعنوية التي تليق بهم وبإبداعاتهم.