من أقصى الجنوب جاءت قصائد تطوي الأرض لتلتحم مع حب الشمال، والكل يسبح في حب الوطن، ولأن الشعر ديوان العرب ومثار فخرهم وعزهم، لا تفتأ القصيدة العربية في الذود عن الوطن الذي كان أحد أسباب الحفاظ على اللغة العربية، فعندما يستشعر الجنوب تتراقص الكلمات قصائداً على أرض الشمال.
في ثقافي "الحسكة" أقيمت أمسية شعرية جمعت "الجزيرة" مع "السويداء"، والكل جعل الوطن في سويداء قلبه، موقع eHasakeh حضر الأمسية التي أقيمت بتاريخ 5/6/2011 والتقى الشاعرة "ليندا عبد الباقي" فقالت: «في الحقيقة لا يمكن لأحد من الشعراء أو الكُتّاب أن يبدأ أي أمسية أو محاضرة إلا أن تكون فيما يدور في وطننا "سورية" في هذه الأيام، وكيف يتآمر عليها الخارج لينال من صمودها ومنعتها، لقد جاءت مشاركتي في عدد من القصائد تناولت فيها مواضيع مختلفة، إلا أن الصبغة الوطنية كانت تحف الغالبية من القصائد، وفي الواقع كل شاعر عندما يكتب لا يمكن له إلا أن يُصور وطنه بكل ما يراه، ومن خلال اللوحات البيانية التي يصورها داخل القصيدة، من القصائد التي شاركت بها حملت عنوان "خريف" كان فيها "جاوزت كل العابثين ولم تزل..تبني على مجد الرياح صروحا...وعبرت بين التائهين تقودهم..والتيه نحوك مهتدٍ مصلوبا..من كان يسخر بالربيع بالهوى..كان الخريف بعمره موسوما..حتى بأعماق القلوب مروعا...قد هام في أحضانهم موشوما، أنا اليوم قدمت من "السويداء" لأشارك في بعض القصائد، في الحقيقة يجب على كل مواطن في "سورية" أن يمارس عمله دون التوقف عند ما يشيعه المتآمرون على الوطن، بهذا وحده يمكن الرد على من يدعي أن الأمور غير مستقرة، وما هذه القلقة الحاصلة بفعل الحاقدين إلى غيمة عابرة سنتجاوزها عما قريب».
نحن فخورون بكل من يتكبد عناء السفر ليشاركنا في النهوض بالواقع الثقافي، كما نعمل على تنشيط كل الفعاليات خصوصاً في هذا الوقت لنبعث من خلال ما نقوم به، برسائل لكل المغرضين الذي يدعون أن الحياة اضطربت وإن عجلة التقدم قد تسمرت في "سورية"، أمسية اليوم كانت جميلة ودافئة كدفء الوطن، أشكر كل من يحضر إلى محافظتنا أو يذهب إلى محافظاتٍ أخرى لتزدهر الثقافة من جديد وتعود كما كانت
الشاعرة "ايفيت تانو" قالت: «شاركت اليوم بثلاث قصائد كانت الأولى بعنوان "ذاك العيد" والتي تتحدث عن الصفاء والنقاء الذي نعيشه في "سورية"، وكيف أن رسائل هذا الشعب الطيب هي الشموع وأزهار الربيع، والواقع أننا قد ترعرعنا على هذه القيم والمبادئ فكل الأديان التي تدينها المنطقة تنطلق من حب السلام، وحب الآخرين هو الجوهر الذي يعيش عليه الإنسان والبوصلة التي تتجه بالحياة إلى دروب الفرح، القصيدة الثانية كانت بعنوان "استفيقي" خاطبت فيها الأنثى وكيف أنها خلقت لتكون كياناً مستقلاً بعيداً عن العبودية فمعصمها قد خُلق ليتزين بالحلي والجواهر، لا لأجل أن تُقاد منه إلى ظلمات العبودية، وهي عبارة عن رسالة لتلك الأنثى المستسلمة لكي تصنع تاريخها الأنثوي بيدها وألا ترضى بما يصوره البعض على أنها جارية، فزمن الجواري قد ولّى مع الزمان الذي خُلق فيه، أما القصيدة الثالثة فكانت لحبيبتي "دمشق" التي تسكن في الفؤاد وتتمدد على جنبات الروح، حاكت القصيدة الحال الذي آلت إليه أوضاعنا هذه الأيام وكيف أن الظالمين يريدون للشام الخراب، وهي لم تتمنى لهم في يومٍ من الأيام إلا الخير والعيش الرغيد، وقد صورت الحالة التي يريدونها لنا من خلال الذئاب في قصة "ليلى الحمراء"، على الرغم من أن "دمشق" ليس فيها إلا الحمام الأبيض، بالنتيجة نحن نرفض كل ما يجري ولا نقبل لأحد أن يعبث بأمننا واستقرارنا، فهذه البلد هي ملك لنا ونحن من يقرر مصيرها، فليرحلوا عنا وليتركونا نعيش في سلام كما كنا، هم لا يريدون أن تبقى "سورية" صامدةً كما كانت، ونحن لن نتخلى عن مبادئنا والزمان هو الكفيل بفضح مؤامراتهم».
الآنسة" منال كناص" قالت: «إن هذه الأمسيات والمحاضرات التي تُقام في مراكز الثقافة توجه رسائل بالغة الأهمية لكثير ممن يتربصون بنا، تناولت الأمسية اليوم صمود هذا البلد، ووعي أهله لما يحاك في الخارج، قد يظن البعض أن الثقافة يجب أن تُعنى بالثقافة فقط، ولا يجب أن تتخذ مناحي مغايرة، لكن في الحقيقة أن الثقافة تمتزج حتى بأنفاس المواطنين، فالعلم ثقافة والكرامة ثقافة والدفاع عن الوطن ثقافة، أتمنى أن تزداد النشاطات الثقافية فنحن لا نزال نعيش بحاجة إلى كل كلمة يكون لها وقع نفعي على حياة المتلقي، وأتوق لنشاطات أدبية تغص بها منابر الثقافة بعد أن تنتهي هذه المشاكل التي وصلت إلى حياتنا وينكفئ كل من يريد بنا السوء على وجهه».
معاون مدير الثقافة "عبد الرحمن السيد" قال: «نحن فخورون بكل من يتكبد عناء السفر ليشاركنا في النهوض بالواقع الثقافي، كما نعمل على تنشيط كل الفعاليات خصوصاً في هذا الوقت لنبعث من خلال ما نقوم به، برسائل لكل المغرضين الذي يدعون أن الحياة اضطربت وإن عجلة التقدم قد تسمرت في "سورية"، أمسية اليوم كانت جميلة ودافئة كدفء الوطن، أشكر كل من يحضر إلى محافظتنا أو يذهب إلى محافظاتٍ أخرى لتزدهر الثقافة من جديد وتعود كما كانت».