بتكليفٍ من السيد الرئيس "بشار الأسد" زار محافظ "الحسكة" الأديب والشاعر "محمد العجيل"، شاعر الفرات الذي وهب قلمه لخدمة الوطن، والذي يعاني من وعكة صحية جعلته يمكث بين جدران منزله في قرية "توينة" بالحسكة.
زاره المحافظ لينقل له تمنيات سيادته بالصحة والعافية، موقع eHasakeh تابع الموضوع عن كثب والتقى بدايةً محافظ "الحسكة" اللواء "معذى نجيب سلوم" ليحدثنا عن هذه المكرمة فقال: «يمكنني أن أقول إن السيد الرئيس مهتمٌ بشؤون كل المواطنين، كما يهمه الوضع الصحي لأي فرد من هذا الوطن، والكلام الذي قاله عند لقائه الحكومة الجديدة والذي جاء فيه أن المواطن هو البوصلة، هذا الكلام هو عين الحقيقة فالبوصلة إذا لم تكن بحالة جيدة فلن ترشدنا إلى الطريق الصحيح، وبتكليف من السيد الرئيس قمت بزيارة الشاعر والأديب "محمد العجيل"، ولدى وصولي لعنده وجدته ذلك الرجل الذي أقعده المرض العضال الذي ألمّ به، ورأيته يجلس في بيتٍ متواضع يعاني من ضيق في الحال، وهو بحاجةٍ للعلاج، وقد جاءت مكرمة السيد الرئيس لتكون عوناً له، وبالطبع هذا الأمر غير مستغرب فهو الذي قال عن نفسه أنا وقبل كل شيء أبقى المواطن، وهنا أقول للأخ والأديب "محمد العجيل" أنت إنسان مؤمن والمرض ليس نهاية الدنيا، نريدك قوياً بيننا وبين أهلك، ونتمنى لك الصحة والعافية لتعيش بسعادة مع من تحب».
أتذكر في نفسي معاناة "سعد الله ونوس" ربما لأنه أصيب بنفس المرض، هو أصيب بالحنجرة، لكن مرضي أكبر وجرحي ممتد في صدري وبين أضلاعي وكأنما رُسم به خارطة "فلسطين"، لن أنسى هذه اللفتة الكريمة مهما حييت ولا أظنني أنساها بعد موتي، هذه المكرمة ليست لي وحدي بل هي لكل المحافظة، لقد وعد السيد الرئيس أن يُغدق الخير على المحافظة، وأول السيل قطرة من السماء، أنا قدمت كل شيء استطعته لأن هذا البلد يحتاج إلى أبنائه، وهم أيضاً يحتاجونه فهو الحضن الدافئ الذي يلمهم
الصحفي "مضر حمَّاد الأسعد" قال: «عندما التقيته منذ عقدٍ من الزمن أو أكثر بقليل، خجولاً مهذباً دمث الأخلاق وهادئاً، تتفجر الموهبة من بين أنامله والقلم، أطلقت عليه لقب الشاعر الفوضوي، "محمد العجيل" شاعرٌ موهوب وكاتبٌ قدير وناقدٌ لاذع، وهو نفسه الصحفي النشيط والإنسان الكادح، من منابر "الحسكة" انطلق شاعراً يصدحُ بكلماته المؤثرة ليصل صوته إلى الناس، ثائراً على الظلم والفساد وعلى "فلسطين" والعروبة والوحدة، كتب فأجاد وكان وقع كلماته كالسيف البتار، كان "العجيل" مشروعاً ثقافياً كبيراً، ومازال لدينا الأمل بأن يعود ليمتطي الكلمة، ومازال الأمل يحدونا لنراه ممتشقاً سلاحه الذي قدّم من أجله عمراً من العطاء، ليرى بلده ووطنه شامخاً وعزيزاً، حمل هموم الجزيرة الخضراء في الكثير من مقالاته، كانت "مغلوجة" في أعماقه ونهر "الخابور" في وجدانه، اشتقنا لك يا شاعرنا، ويا قلمنا وكلماتنا، اشتقنا إلى العفوية وإلى عبقريتك، إلى شعرك وقلمك، فحطم المرض والأوجاع والأدوية، واكسر المشط لكي يبقى شَعرُك وتبقى لحيتك الكثة بغير تهذيب، لأننا ببساطة نُحب بك الفوضى».
ومسك الختام كان عند الشاعر "محمد العجيل" حيث زاره الموقع في منزله، بقرية "توينة" على بعد 13 كيلومتراً إلى الغرب من مدينة "الحسكة"، لكنها القريبة منها بالتصاق لأن أنفاسه طالما شكلت جسراً من المشاعر إليها، ليحدثنا عن اللفتة الكريمة لقائد الوطن فقال: «ما في يدي إلا وردةٌ وقصيدةٌ وصلاة، القلق يكسر القمر ويتساقط البلور، شكراً سيدي الرئيس فلطالما حلمت بلقائك، لقد أثبتّ قائدنا ما قال في بداية مشواره أنه الإنسان والطبيب والضابط، وقبل كل شيء هو المواطن الذي يعتز بمواطنته، فرغم ما ألم بالبلد من مكائد ومؤامرات لم ينس أبناءه وإخوته، طالما كان يراودني شعور الموت وأن أبنائي سيعيشون يتامى، لكن هذا الشعور تبدد عندما عالجني للمرة الأولى في "دمشق"، والمرة الثانية هي التي أعيشها اليوم بعد أن أغدق علي العطاء، لهذا أهيب بكل شباب سورية أن يقفوا صفاً واحداً خلف هذا الرجل الشجاع والقائد والحكيم، أنا أعتبر نفسي مشروعاً أدبياً متواضعاً أكتب بوجع منذ أن أصبت بهذا المرض».
يضيف "العجيل": «أتذكر في نفسي معاناة "سعد الله ونوس" ربما لأنه أصيب بنفس المرض، هو أصيب بالحنجرة، لكن مرضي أكبر وجرحي ممتد في صدري وبين أضلاعي وكأنما رُسم به خارطة "فلسطين"، لن أنسى هذه اللفتة الكريمة مهما حييت ولا أظنني أنساها بعد موتي، هذه المكرمة ليست لي وحدي بل هي لكل المحافظة، لقد وعد السيد الرئيس أن يُغدق الخير على المحافظة، وأول السيل قطرة من السماء، أنا قدمت كل شيء استطعته لأن هذا البلد يحتاج إلى أبنائه، وهم أيضاً يحتاجونه فهو الحضن الدافئ الذي يلمهم».
بقي أن نذكر أن "العجيل" قد حاز العديد من الجوائز وعلى مدى عشرة أعوام في مسابقات الشبيبة كان نصيبي المركز الأول، جائزة "العجيلي"، "الغساني الخابور"، "خليل جاسم حميدي"، "العاديات"، "الميادين"، "عبد القادر عياش" في النقد، وعدد آخر لا يتسع المجال لذكره.