«يقع "تل بيدر" الأثري على بعد حوالي 35 كم إلى الشمال من مدينة "الحسكة" على طريق "الدرباسية- الحسكة"، ويعتبر هذا الموقع من المواقع التي لا تزال تدل على عمق الحضارة الإنسانية في المنطقة كما أنه من المواقع الضخمة، له شكل دائري بقطر 550 م، ومساحة 25 هكتاراً، الموقع محاط بسور دائري ضخم وله سبعة مداخل ظاهرة وهي على الأغلب البوابات القديمة للموقع».
هذا ما أكده السيد "عبد المسيح بغدو" مدير دائرة "الآثار" لموقع eHasakeh والذي التقاه بتاريخ 22/2/2009.
إن القصر المكتشف في "تل بيدر" قد مر بثلاث مراحل من التدمير، وإعادة البناء ويتألف من صالة ضخمة وغرف معيشة وباحة مركزية مرصوفة بالآجر المشوي تؤمن الإضاءة والتهوية للبناء أما "المعابد" الأربعة في الموقع فهي مميزه بوجود مساحة مركزية ووجود جدار منخفض مطلي بالجص وبعض العناصر التزيينيه، ونظام صرف صحي متطور نادرة الوجود في المواقع الأثرية الأخرى ومن نفس الفترة
وعن الموقع أكمل السيد "عبد المسيح بغدو": «بالإضافة إلى الموقع الدائري للتل هناك مدينة منخفضة مساحتها أكثر من 50 هكتاراً بنيت خلال الفترة "الميتانية" ثم هجرت وأعيد بناؤها خلال العصر "الآشوري" الحديث، كما كان "تل بيدر" من المواقع الهامة في فترة "البرونز" القديم لما يتمتع به من موقع تجاري هام من "دجلة" إلى "الفرات" ومن منطقة "الخابور" إلى "الأناضول".
إلى الغرب من موقع "تل بيدر" وعلى بعد حوالي 150 م تم اكتشاف منشآت معمارية تعود إلى الفترة الآشورية الحديث أي حوالي 900 ق.م وكذلك الفترة "الميتانية"».
وعن أهم المكتشفات الأثرية في موقع "تل بيدر" تابع مدير دائرة الآثار "عبد المسيح بغدو" قائلاً: «أهم المكتشفات المعمارية هي الأبنية الرسمية المشادة في منتصف الموقع من الأعلى، وهي عبارة عن قصر وبنائين إداريين وأربعة معابد وبنائين ذات صفة اقتصادية، ويتألفان من مستودع وورشة، وتقع أمام المعبد A من جهة وأمام المعبد B-C من جهة أخرى.
يعود تاريخ هذه الأبنية إلى عصر الجزيرة القديم IIIB أي حوالي 2400– 2450 ق.م، وقد بنيت هذه الأبنية على طرفي شارع ضخم والذي يوصل بوابة المدينة S إلى مدخل القصر ويصعد من هذا الشارع إلى الجزء العلوي من المدينة بواسطة درج فخم مبني من الحجر البازلت ويوجد بجانبه ما يشبه البرج يمكن الوصول إليه عن طريق درج مبني من اللبن، ومن بين هذه المعابد يعتبر المعبد A من اكبر المعابد ويقع بجانب القصر ويحتوي على دور.
وكذلك تم اكتشاف قصر ومباني أخرى من الفترة "الهلنستية" تقع في وسط الموقع، كما تم العثور على الكثير من اللقى الآثرية: الأواني الفخارية، دمى، أدوات حجرية، أدوات معدنية، طبعات وأختام اسطوانية..».
وعن المعابد والقصور في موقع "تل بيدر" عرج "عبد المسيح بغدو" قائلاً: «إن القصر المكتشف في "تل بيدر" قد مر بثلاث مراحل من التدمير، وإعادة البناء ويتألف من صالة ضخمة وغرف معيشة وباحة مركزية مرصوفة بالآجر المشوي تؤمن الإضاءة والتهوية للبناء أما "المعابد" الأربعة في الموقع فهي مميزه بوجود مساحة مركزية ووجود جدار منخفض مطلي بالجص وبعض العناصر التزيينيه، ونظام صرف صحي متطور نادرة الوجود في المواقع الأثرية الأخرى ومن نفس الفترة».
أخيراً أختتم السيد "بغدو" عن الموقع: «بدأ التنقيب بالموقع منذ عام 1992 من قبل بعثة أوروبية مشتركه بإدارة "مارك لوبو"، ومنذ عام 1994 شاركت المديرية العامة للآثار والمتاحف بالعمل. استوطن الموقع في بداية الألف الثالث ق.م وهُجر حوالي عام 2150 ق.م ثم استؤنف الاستيطان من جديد في الفترة "الهلنستيه" بين عامي 175و 50 ق.م.
لقد قدم موقع "تل بيدر" الأثري في عام 1993 أقدم الوثائق المكتوبة والمكتشفة حتى الآن حول تاريخ سورية عامة والجزيرة السورية خاصة، حيث تعود تاريخها إلى حوالي 2425 ق.م كانت تتضمن أكثر من مئتي لوح مسماري وأختام منقوشة ووثائق أخرى».