عشاق الشعر في حمص كانوا على موعد مع الشاعر السوري الكبير سليمان العيسى، متشوقين للقاء هذا الإنسان المبدع صاحب التجربة الأدبية الطويلة والغنية، ومتلهفين لسماع بعض من قصائده وتجربته الحياتية.
و كان اللقاء المنتظر على مدرج الشهيد باسل الأسد في كلية الهندسة المدنية بحمص، ليحكي قصته مع الشعر في لقاء نظمه المكتب الفرعي لنقابة المعلمين في جامعة البعث.
بعد توجهه بالشكر لإدارة الجامعة على هذه الدعوة الكريمة بدأ سليمان العيسى الحديث عن بدايات مشواره الأدبي وتجربته الحياتية، وكان ذلك حين انسلخ لواء اسكندرون عن سورية، واضطراره للسفر مشياً على الأقدام من أنطاكية إلى جسر الشغور ومن ثم إلى اللاذقية، وقصة تعرضه للخطر ولإطلاق الرصاص من قبل حرس الحدود التركي آنذاك.
وقال في هذا السياق:" في سبيل مجد الأمة العربية لاقينا ما لاقيناه من التعب والشقاء ولكن لم ولن يتزحزح إيماننا بهذه الأمة العظيمة، لأننا قانعون بأن أمتنا العربية أقوى من كل مصائبها ونكباتها ". ولخص العيسى تجربته الشعرية بالقول:" من العروبة ينبع شعري، وفي العروبة يصب.. أبقى في هذا النهر أسبح فيه حتى آخر لحظة بعمري.. هذه هي خلاصة تجربتي الشعرية."
ثم توجه إلى أهالي حمص بكلمة قال فيها:" يا بنة الميماس يا قيصرة الدنيا- وأعني جوليا دومنا- مرة أخرى ألبي حين تدعوني إلى حمص جدتي ربة روما ..جوليا دومنا .. أنا ابن العاصي نهر التاريخ، إنه يمر قريباً من بيتنا وحارتنا الصغيرة التي ولدت فيها، وهي تحمل اسمه (حارة بساتين العاصي) وأحمل عكازي أو يحملني لا فرق، وألبي الدعوة لأقول لضفة العاصي في حمص أنني ما زلت طفلك القديم الذي يتجاوز الآن الست والثمانين سنة.. يجدده الأطفال كل يوم، وتجدده الكلمة الشاعرة، جئت لأقول لكل الأحباء الصغار والكبار:
أنا في أعماق قومي صرخة
تتشظى.. لا قصيد يقرأ
حسب لحن ينتهي في وتري
أنه في صدر غيري يبدأ
بعد ذلك ألقى الشاعر سليمان العيسى مجموعة متنوعة من قصائده الشعرية نذكر منها: قصيدة ( أكتب)، وقصيدة (مواسم للغيوم الخضر)، وقصيدة (خيمة في العراء) وقطعة نثرية بعنوان (ورقة الخريف). وفي نهاية اللقاء قام الدكتور مالك علي أمين فرع الجامعة لحزب البعث مع الدكتور عامر فاخوري رئيس الجامعة بتكريم الشاعر سليمان العيسى وتسليمه درع نقابة المعلمين وهدية تذكارية.
ثم توجه الجميع إلى صالة كلية الهندسة المدنية حيث تم افتتاح معرض إبداعات سليمان العيسى، وأقيم حفل توقيع كتابه الجديد (همسات ريشة متعبة) الذي يتضمن قصائد شعرية ومقطوعات نثرية متنوعة، وهو صادر عن دار الحافظ للطباعة والنشر/ 2008/م.