لا يحتاج معرض التصوير الضوئي السنوي في "حمص" لأي عنوان فهو في كل عام يحمل قواسم مشتركة خفية بين لقطات المصورين الأربعة "بدر ومنال وفريد ونعمان" الذين قاموا بأكثر من رحلة تصويرية في الأشهر السابقة، إضافة لمنحوتات الفنان "نبيه الحسن" التي تتصدر عادة صالة كلية "هندسة العمارة" في "جامعة البعث"، المعرض الذي بدأ في 11/4/2010 وضم حوالي مئة لقطة وحوالي عشرين منحوتة.
موقع eHoms التقى الأديبة "منال العسس" التي تشارك بخمس عشرة لقطة، فقالت:
تدل على أن كل شيء حولنا صناعي وأصبحنا جزءاً من الآلة
«لا يوجد رابط بين لقطاتي لكن المواضيع التي أهتم بها هي الطبيعة... بشكل عام ورصد النور ضمن الظلام، مثل لقطة ضوء الشمعة وموضوع الشوكة أريد أن أقول إنك تقدر أن تصنع من الشوكة شيئاً جميلاً، إضافة لرصد الفصول السنوية حيث لكل فصل خصوصيته يظهر ذلك بصورتي القمح الأخضر والأصفر، وبعض الصور المرتبة من بقايا الطعام».
وفي سؤال حول رابط الكتابة والتصوير لكونها كاتبة قصة قصيرة أجابت: «عندما أعجز عن الكتابة... أصوّر... هي طاقة داخل الشخص تحتاج إلى تفريغ... الكتابة تحتاج لفكر وأمر يطول العمل به لكن التصوير مجرد فكرة تخزنها ببالك ومتى حان وقتها تصورها».
أما المصور "فريد ظفور" فيمارس هواياته بتوثيق وجوه المسنين والفلكلور والتراث فهو لا يفوت رحلة إلى أي قرية من "ريف حمص" دون العودة بكمية جيدة من اللقطات للوجوه والأيدي وجلسات المسنيين وأعمالهم وقد عرض جزء منها في المعرض. ويقول: «أنا من عشاق العادات والتقاليد، هي جزء أساسي مني كمصور»...
كما صوّر الفنان "فريد" انعكاسات الأبنية على السيارات وأضاف: «المصور المحترف تأتيه الصورة الجيدة دون أن يبحث عنها لأنه يملك تصوّرا مسبقا لأفكاره».
تضاد الألوان وعفوية الأطفال هي عناوين إضافية للقطات "فريد ظفور" العشرين في المعرض. ولأنه واحد من المداومين على معرض التصوير وجهنا له سؤالا حول عدم رؤية ورشات عمل للتصوير أو وجوه جديدة من الفنانين فأجاب:
«الأمر يحتاج لتمويل وزيادة في ثقافة الصورة بين الناس، ربما سنطرح هذا الموضوع في القريب العاجل خصوصا أنه قامت تحركات جيدة كعرض المصور الفرنسي ايان في الشارع».
بدوره تحدث النحات "نبيه الحسن" عن أعماله في هذا المعرض فقال: «أنا مختص بالمنحوتات الخشبية لأني أعتبر الخشب مادة إنسانية أقرب من أي مادة أخرى لي... أربط في مواضيعي بين الإنسان والعمارة وبين الجسد البشري والموسيقا مثل آلة الكونتر باص مدموجة بجسد نسائي».
كما اشتغل "الحسن" على بعض الأعمال الحديثة والتي سماها "المفارقات" مثل "جرح مخيط بأسلاك شائكة" و"سندويشة تكنولوجية" فيها مسننات وقطع معدنية ومصب حجر: «تدل على أن كل شيء حولنا صناعي وأصبحنا جزءاً من الآلة».
ويتحدث عن علاقة النحات مع الجمهور فيقول: «العمل لا يصل إذا لم يكن هناك حوار بين مبدعه ومتلقيه... هذا الحوار يستفيد منه الطرفان أحيانا يرى الجمهور أمراً ما في منحوتة قد لا يكون النحات قد طرحها وبالتالي يزيد عليها من رؤيته».
المصور "نعمان عيدموني" يشارك أيضا بهذا المعرض ويقول إنه رصد بعض الصور التراثية كالأبواب القديمة والموقدة خلال رحلة تصويرية قام بها مع زملائه المصورين «الرحلة التصويرية أمر مهم جدا كل مصور يرى الشيء من الزاوية التي تخصه ويعكس الرؤية الخاصة به حتى لو وقف بنفس الزاوية».
ويضيف: «لكن هو أمر ليس محبباً كثيراً، في الرحلة التصويرية لابد من انعزال المصور حتى لا تتكرر المواضيع».
"عيدموني" يمارس مهنة التصوير منذ أكثر من /40/ عاما «التصوير هوايتي قبل أن يكون مهنتي وهو شرط النجاح على ما أظن في كل صورة سواء أكانت بورتريهاً أم لقطة تزيينية تعكس ما بداخلي أقدمه وأطرحه للمتلقي».
وأخيرا التقينا الفنان "در ظفور" الذي اشترك بصوره اللون الأخضر وقد علل ذلك بقوله «لأنه هو الطبيعة والحياة».
وكذلك صوّر للظل والنور، الناس عادة تصور بعكس الشمس، أنا ببعض الصور اتجه إلى الشمس أريد أن أبيّن العديد من التفاصيل».
يذكر أن المعرض يفتح أبوابه من العاشرة صباحا وحتى الخامسة مساء حتى السادس والعشرين من نيسان.