غصت "صالة النهر الخالد" بالحضور الذين أتوا ليشاهدوا معرض الفنان "علي فرزات" الذي عرض لوحاته الكاريكاتيرية لأول مرة في "حمص" وذلك مساء يوم الثلاثاء 7/12/2010، الذي ضم /70/ عملاً كاريكاتيرياً تناول معظمها القضايا الإنسانية المختلفة.
لمعرفة المزيد عن المعرض الأول للفنان "علي فرزات" في "حمص" موقع eHoms التقاه فحدثنا عن معرضه قائلاً: «المعرض مهم جداً بالنسبة لي لأنني أعرض أعمالي لأول مرة أمام جمهور "حمص" الذي أعرفه جيداً، وهي فرصة للحوار مع الأشخاص الذين يتابعون أعمالي عن بعد، لذلك حرصت أن يكون المعرض غنياً باللوحات التي تعبر عن أسلوبي في رسم الكاريكاتير وأنا متشوق للحوار والحديث مع أهالي "حمص" وجهاً لوجه».
المعرض مهم جداً بالنسبة لي لأنني أعرض أعمالي لأول مرة أمام جمهور "حمص" الذي أعرفه جيداً، وهي فرصة للحوار مع الأشخاص الذين يتابعون أعمالي عن بعد، لذلك حرصت أن يكون المعرض غنياً باللوحات التي تعبر عن أسلوبي في رسم الكاريكاتير وأنا متشوق للحوار والحديث مع أهالي "حمص" وجهاً لوجه
وعن لوحاته والمواضيع التي تتضمنها قال: «يضم المعرض /70/ لوحة مختلفة المواضيع منها القديم ومنها الحديث، وكلها تطرقت لمواضيع إنسانية حياتية عامة، لذلك أنت ترى أن اللوحات تحمل هموم المواطن وهواجسه، ففيها مثلاً حديث عن الحب، المرأة، الإرهاب، الظلم.
والمجموعات التي عرضتها اليوم هي نفس المجموعات التي رشحت للعديد من الجوائز العالمية، وهذه فرصة لكي يتعرف الناس والفنانون على هذه اللوحات الأصلية.
والأعمال تقسم إلى ثلاث مجموعات اللوحات الأصلية واللوحات المطبوعة على القماش، وهناك تجربة جديدة عرضتها هي عرض بعض اللوحات المطبوعة على أغطية الموائد والمفارش والكؤوس، وأردت بذلك أن تنتشر هذه اللوحات وتدخل إلى البيوت وإلى غرف النوم وإلى المطبخ لكي تنتشر اللوحة أفقياً وتخرج من إطار المعرض وتذهب إلى ما هو أبعد منه».
وعن أسلوبه برسم الكاريكاتير قال: «اللوحة عندي هي لسان حال الناس وأنا أستمد مواضيعي من المجتمع ومن الواقع المعاش اليومي، لذلك يأتي أسلوبي بسيطاً غير معقد وخادماً للفكرة الإنسانية التي أطرحها من خلال هذه الأشكال البسيطة التي تحمل في طياتها عمقاً كبيراً، ولا أستخدم الألوان لتزيين اللوحة بل للتعبير عن الفكرة فالألوان الزاهية تعبر عن الأفكار المفرحة أما الأفكار المحزنة فأستخدم فيها الألوان الداكنة.. فمثلاً الزنزانة أرسمها بلون رمادي قاتم.
لوحاتي تحمل قدراً كبيراً من السخرية وهذا ما أظنه يعجب الناس فكل القضايا التي أطرحها تحمل كماً كبيراً من السخرية فاللوحة الواحدة تحمل مزيجاً من الأفكار السياسية والاجتماعية والاقتصادية بقالب ساخر».
وأضاف: «رسم الكاريكاتير أخطر من الرسم التشكيلي لأن الكاريكاتير يحمل فكرة وقضية إنسانية لا يمكن أن تتغير، فمثلاً لوحة الكاريكاتير التي تعالج موضوع "الجوع" لا يمكن أن تتأثر بمرور الزمن، كما أن الأسلوب الساخر في الكاريكاتير يعطي قيمة مضافة للوحة، أما اللوحة التشكيلية فيمكن تعليقها على الجدار ويمكن مع الزمن أن تصبح جزءاً من هذا الجدار أما لوحة الكاريكاتير فتراها تصرح دائماً من خلال الفكرة الإنسانية التي تطرحها، فالإنسان بطبيعته يميل إلى الأشياء البصرية وخاصة التي تحمل فكرة من أفكاره».
ولمعرفة رأي حضور المعرض حدثنا الدكتور "نزيه بدور" فقال: «تجولت في كافة أرجاء المعرض وهذه فرصة لكي يتعرف أهالي "حمص" على لوحات الفنان "فرزات" ويتعرفون عليه عن قرب الكل يعرف الفنان "علي فرزات" ولكن القلائل تكلموا معه، والمعرض هذا المساء مهم جداً لأننا من خلاله تحاورنا وتكلمنا مع الفنان فشرح بنفسه عن مضمون اللوحات. المميز بهذه اللوحات هو الأفكار المعروضة التي ربما لم تعرض من قبل ولاسيما مواضيع المرأة وتحررها والقيود المفروضة عليها من قبل المجتمع، فالموضوع الإنساني حاضر بقوة بهذه اللوحات وهذا شيء متوقع من معرض يحمل اسم "علي فرزات"».
الحضور ضم كثيراً من الفنانين والرسامين ومنهم الفنان الممثل "أحمد منصور" الذي اعتبر أن المعرض مضحك مبكٍ، فقال: «الحقيقة أنا أترقب هذا المعرض منذ أسابيع لأن الفنان "فرزات" لم يسبق له أن عرض لوحاته في "حمص" مع أنه ابن مدينة "حماه" الجارة لحمص. المعرض معرض فكري بامتياز فكل لوحة تتطلب من المشاهد تحليلاً ليصل إلى الفكرة التي أرادها الفنان، ربما هذا يسمى حالة حوارية بين المشاهد واللوحة وأظن أن هذا المعرض معرض مضحك مبكٍ بآن واحد لأنه يطرح أموراً إنسانية بقالب ساخر قريب من القلب، فالمشاهد لهذه اللوحات يبتسم ويضحك ويتألم بنفس الوقت، وتمازج الضحك مع الألم هو ما يميز هذه اللوحات».
الأطفال كان لهم نصيب بين الحضور الذين أتوا مع أستاذهم "أحمد السقا" ليتعرفوا على فن الكاريكاتير ومنهم الطفلة "حلا القسو" التي حدثتنا عن انطباعاتها في هذا المعرض فقالت: «أنا أول مرة أحضر معرضاً لرسم الكاريكاتير فقد كنت أسمع عنه من قبل أستاذ مادة الرسم "أحمد السقا" ولقد أعجبت بهذه اللوحات لأنها تحوي رسوماً بسيطة قريبة من رسوم الأطفال، ولكن تحوي أفكاراً عدة شرحها لنا أستاذنا خلال تجولنا في أرجاء المعرض وآمل في أن تتكرر مثل هذه المعارض لكي نتعرف على أنواع الرسم المختلفة..».
الجدير ذكره أن معرض الفنان "علي فرزات" مستمر لغاية 16/12/2010.