من بين أحضان الطبيعة ولد الفنان فريد جرجس وقد تشربت روحه من جمال الطبيعة، الأمر الذي حدا به إلى أن يصبح فناناً ورساماً يجسد الجمال الكامن في البشر والحجر ..
فريد جرجس مواليد /1946/م متزوج له ثلاث أولاد بنتان وولد واحد، ورثوا حب الفن عن والدهم الرسام فهم يتابعون أعماله دائماً، التقته eHoms في لقاء جمع السيرة الذاتية مع الأحاسيس الفنية.
يقول الأستاذ فريد: " ولدت محباً للفن وأحسست بقيمته الروحية منذ طفولتي، انتسبت لمعهد صبحي شعيب لصقل موهبتي، وتخرجت من دار المعلمين الشعبة الفنية ، وجاء سفري إلى إيطاليا مكملاً لرغبتي في إتقان لغة الفن ، وتخرجت من أكاديمية روما للفنون الجميلة وتخرجت منها عام /1975/ كما درست فن الحفر البارز(الميداليا ). أعمل جاهداً أن أرسم الشيء الذي أشعر به بداخلي وخصوصاً في غربتي وأحاول جاهداً أن أصور بلدي على حقيقته المشرفة وهذا ما قدمته حقاً، فأثناء دراستي في إيطاليا قدمت أكثر من /11/ معرضاً فنياً بمواضيع متنوعة أكثرها له علاقة بالطبيعة والمرأة وفي مضمونها كلها محاولة حقيقة لإظهار عاداتنا الشرقية الجميلة، فرسمت معلولا، ومرة أخرى صورت قريتي الجميلة عين الباردة في لوحة تصور جمال الطبيعة الآسر وضوء الشمس الساحر، أحب الألوان الزيتية ولكن جربت مراراً أن أرسم بالفحم فاللونين الأبيض والسود يمثلان الظل والنور ولا يمكن الاستغناء أبداً عن هذين العنصرين الأساسين".
عن تجربته الفنية يضيف الفنان فريد جرجس: " عمق المشاعر وصدقها يؤدي إلى تعميق العلاقة والتواصل مع الوطن، فكل لوحة رسمتها جسدت حالة من حالاتي النفسية التي كنت أعيشها في غربتي. شاركت بعدة معارض خارج سوريا وداخلها، كما علمت الرسم بشكل عملي ونظري، وعملي الحالي يتجسد بالديكورالذي أدرسه أيضاً في جامعة البعث. "
يفضل الفنان فريد جرجس الرسم في أحضان الطبيعة في قريته عين الباردة فهي ملهمته التي توحي له بكل أشكال الجمال كما يضيف جرجس:" في أحضان طبيعة قريتي أستطيع أن استلهم لوحات أدمج فيها الإنسان مع الطبيعة فكل واحد منهما جزء من الآخر يكمله ويضيف له الكثير".
حالياً الفنان فريد متفرغ لفنه تماماً وعمله الحالي وثيق الصلة بالفن فهومصمم ديكور. وعن الفن في حمص يضيف: " أتمنى للشعب الحمصي أن يعي قيمة الفن أكثر، وأن يعمق أكثر في مختلف أنواع الفنون الجميلة لأن الفن متعة بصرية لا تضاهيها متعة وخصوصاً في عالمنا الحالي الملوث بصريا ً..! عن صالات العرض هي قليلة ولابد من افتتاح صالات أخرى وكذلك مدارس أو معاهد لتعليم الفن بكافة أنواعه، وهنا أود أن أذكر أن دور الأهل في رعاية الأطفال الموهوبين دور كبير جداً، لكن لا تزال نظرة شرائح كبيرة من الناس نحو الفن نظرة فيها الكثير من التخوف اتجاه المستقبل وتأمين المعيشة، لكن أود أن أقول لكل هؤلاء الناس ..ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان ...! "
كلمات معبرة اختتم بها الفنان فريد جرجس لقاؤه معنا، وذلك بعد أن زودنا بمجموعة منوعة عن صور لوحاته التي يحتفظ بها.