«دافعي الوحيد في العمل هو البحث عن الذات وإرضاء ذاتي الموجودة في داخلي... من هذا المنطلق أحاول مد جسور للحوار بين الممثل والمتفرج، من خلال معالجة الأفكار المطروحة».
بهذه الكلمات عبر لنا الممثل والمخرج المسرحي "بسام مطر" عن دوافعه الحقيقية في أي عمل مسرحي يقوم به، فالعمل المسرحي بالنسبة له ليس مجرّد عمل يقوم به أمام بضعة أشخاص، بل هو رسالة حقيقية تكتمل أبعادها بين المرسل والمستقبل. والمخرج "بسام مطر" هو من مواليد مدينة "حمص" عام /1959/م وقد شهدت معظم مسارح المدينة توقيع اسمه على كثير من الأعمال التي أديت على خشباتها. له العديد من الأعمال المسرحية والتلفزيونية ما بين التمثيل والإخراج والدوبلاج والسينوغرافيا والديكور المسرحي من أهمها مسرحية "لوحات بلا براويظ "، "الزوبعة"، "حكايات تعرفونها"، "الزنزانة"، "مسافر الليل"، "تهويمات مرتجلة"، مسلسلات "الصوت والصدى" و"الفراري".
كل الأعمال الفنية لا تخلو من الصعوبات والمشاكل، وهذا أمر اعتدنا عليه إن كان من تأمين مكان البروفة، التمويل، الجهة الراعية، النصوص، والأهم من هذا كله مكان العرض. فهناك الكثير من الصعوبات التي تواجهنا كفنانين مسرحيين حتى نصل إلى يوم العرض، ونحن نأمل إزالة هذه الصعوبات حتى نصل إلى مستوى مسرحي رائد ننافس به المسارح العالمية الأخرى، فأنا آمل أن يكون هناك مسرح حقيقي حتى نستمر في مشوارنا
شارك في العديد من المهرجانات المحلية والعربية منها "مهرجان القاهرة المسرحي" /2002/م، و"مهرجان الفجيرة المسرحي" /2005/م ويعمل حالياً للمشاركة في "مهرجان البحر الأبيض المتوسط" في تونس. موقع eHoms التقى المخرج "بسام" بتاريخ 5/1/2009 ليحدثنا عن ولادة تجربته الفنية ومسيرة تطويرها فقال: «عشقي للمسرح رافقني منذ طفولتي فقد كنت أهوى الأعمال المسرحية كمشاهد وممثل، وكانت ملامحي كممثل ظاهرة إلى العيان منذ أن كنت طفلاً، فحظيت ببعض التشجيع من بعض الأشخاص الذين كانوا حولي في تلك الفترة.
ولكن بداية المشوار الفني الحقيقي لي كممثل كانت عام /1976/م بمسرحية "ذلك الرسول"، وكانت الورطة. أما الإخراج المسرحي فكان مع فرقة "جدل" المسرحية عام /2000/م بمسرحية "تهويمات مرتجلة"، ثم تبعتها العديد من الأعمال التي سآتي على ذكرها».
أما عن أهم الأعمال المسرحية التي تركت بصمة في حياته يقول "مطر": «جميع الأعمال مهمة بالنسبة لي، فأنا أشعر أن الأعمال التي قمت بها هي قطعة مني، فأنا أحب جميع أعمالي، ولكن هناك بعض الأعمال التي تركت بصمة حقيقية في حياتي مثل مسرحية "سمك عسير الهضم" من إخراج الفنان "محمد بري العواني"، مسرحيات "الغزاة"، "ستراند بير"، "أغنية قطار الشبح" من إخراج الفنان "حسن عكلا"، مسرحية "المدينة المصلوبة" من إخراج الفنان "سمير يشوع"، مسرحية "الرقة الأخيرة" من إخراج الفنان "كمال مرة"، و"كوميديا هاملت" و"حياة إنسان" من إخراجي. فجميع هذه الأعمال شكلت "بسام مطر" الحقيقي الذي أنا عليه الآن ولكن الأعمال الأخرى كان لها مكانتها الكبيرة في قلبي».
المسرح كان حياته ولا يزال له النصيب الأكبر في حياة المخرج المسرحي "بسام مطر" التي أدت دوافع عديدة به إلى تبني إخراج الأعمال المسرحية، والتي أراد من خلالها أن يوصل رسالة إلى الجمهور عن هذا يقول: «دافعي الوحيد في العمل هو البحث عن الذات وإرضاؤها من هذا المنطلق أحاول مد جسور للحوار بين الممثل والمتفرج من خلال معالجة الأفكار المطروحة. فالعمل المسرحي رسالة إنسانية تقوم بإيصالها إلى آلاف المشاهدين بكلمة واحدة، إنه يحمل العديد من القيم الأخلاقية التي تدخل إلى ذهن المتفرج بدقائق من خلال الخبرة المسرحية التي تجسدها على الخشبة، لذلك تسهل الخبرة والاحتراف في التمثيل والإخراج عمل نقل الرسالة إلى الجمهور الذي يضع انتباهه وتركيزه بين يدي الممثل، وهنا تكمن المسؤولية في نوعية القيم التي تنقلها للجمهور، المسرح ليس لعبة، إنه عمل عظيم».
وعن الصعوبات التي تواجه المسرح على صعيد التمثيل أو الإخراج، وأمنياته للمستقبل، يختم "بسام مطر" حديثه قائلاً: «كل الأعمال الفنية لا تخلو من الصعوبات والمشاكل، وهذا أمر اعتدنا عليه إن كان من تأمين مكان البروفة، التمويل، الجهة الراعية، النصوص، والأهم من هذا كله مكان العرض. فهناك الكثير من الصعوبات التي تواجهنا كفنانين مسرحيين حتى نصل إلى يوم العرض، ونحن نأمل إزالة هذه الصعوبات حتى نصل إلى مستوى مسرحي رائد ننافس به المسارح العالمية الأخرى، فأنا آمل أن يكون هناك مسرح حقيقي حتى نستمر في مشوارنا».