امتلك الموهبة، فكانت سفينته للإبحار في عالم الفن المسرحي، مشروعه كان المسرح، اجتهد ليحقق ذاته فأصبح من الفنانين السوريين البارزين في عالم المسرح الصعب، كما شغله عالم الطفل فأصبح هاجساً، ريشته الفنية أبدعت العديد من اللوحات المسرحية المتميزة وما زالت ترسم لوحات تحكي حكايا الطفولة. إنه الفنان المسرحي الشاب "خالد الأكشر" الذي التقاه موقع eHoms في بيته ليحدثنا بكل صراحة وتواضع قائلاً:
«بدأت ممثلا" هاوياً على خشبة المسرح الجامعي، وأثناء ذلك درست النقد والأدب المسرحي في المعهد العالي للفنون المسرحية، وخلال دراستي اختبرت أدواتي كمخرج مسرحي فأيقنت أنني أمتلكها فكانت تجربتي الأولى مسرحية بعنوان (وجوه متعبة)، ونتيجةً لقراءاتي العديدة للمسرحيات العربية والعالمية ومحاولاتي الكثيرة الغوص في فهم أسلوب كتابة النص المسرحي المتقن، أمسكت بمفاتيح الدخول إلى عالم كتابة النص المسرحي، فكتبت العديد من النصوص المسرحية للكبار وللصغار وعندما درست فن اللون والإضاءة في فرنسا أيقنت مدى أهمية البصريات في رفع المستوى الفني للعرض المسرحي فكان لعالم اللون حضور متميز في معظم عروضي المسرحية».
أحب عالم الأطفال، وأستمتع بمحاورتهم وتقديم المعلومة المفيدة لهم، أفهمهم، وأفهم حاجاتهم للعيش في عالم جميل تسوده المحبة، ولأنني أدرك مدى ضرورة العمل على تنشئتهم كجيل واع، مثقف ومتعلم، وبما أن فن المسرح حالة ثقافية عالية المستوى وله خصوصيته في تأثيره المباشر على المتلقي، كان مشروعي مسرح الطفل، أقدم من خلاله ثقافةً تربوية ترفع من مستوى وعيه وذكائه وترتقي بذوقه وحسه إلى أعلى مستوى
وعندما سألناه عن سبب دفع سفينته باتجاه شطآن مسرح الطفل أجابنا قائلاً: «أحب عالم الأطفال، وأستمتع بمحاورتهم وتقديم المعلومة المفيدة لهم، أفهمهم، وأفهم حاجاتهم للعيش في عالم جميل تسوده المحبة، ولأنني أدرك مدى ضرورة العمل على تنشئتهم كجيل واع، مثقف ومتعلم، وبما أن فن المسرح حالة ثقافية عالية المستوى وله خصوصيته في تأثيره المباشر على المتلقي، كان مشروعي مسرح الطفل، أقدم من خلاله ثقافةً تربوية ترفع من مستوى وعيه وذكائه وترتقي بذوقه وحسه إلى أعلى مستوى».
*عروض مسرح الطفل كثيرة، فأين "الأكشر" من هذه العروض وما رأيه بنوعيتها؟
** أرفض تقديم المتعة الرخيصة للطفل والاستخفاف بوعيه وذكائه من خلال الأشكال والأساليب والتجارب (الغير مسرحية) التي لا تحترم ذهنية الأطفال بل تتاجر بهم.
** أعتني بالحكاية وأعتني أكثر بأسلوب تقديم الحكاية، فلا يمكن فصل الشكل عن المضمون أو العكس. وأرى أن الحكايات العالمية هي الأنسب للأطفال، لما لها من تأثير عميق على الأطفال، حيث أنها تحمل بين طياتها نفحات إنسانية ومعانٍ عميقة.
** للأسف هيمنة التلفاز والتقنيات المختلفة في عالمنا أبعد الأطفال عن ارتياد المسرح، فالعلاقة الحيوية والمتبادلة ما بين الطفل والأحداث التي تجري على خشبة المسرح تخلق تواصلاً ذا تأثير عميق على أذهان الأطفال، وهذا ما لا يمكن تحقيقه من خلال التلفاز والتقنيات الأخرى.
** يجب في هذا الموضوع العمل على تفعيل ثقافة المسرح في المجتمع والأسرة بشكل عام عن طريق وسائل الإعلام المختلفة والتركيز على المدارس خاصةً من خلال المؤسسات التربوية والثقافية.
*وماذا تحدثنا عن مشاركاتك وأعمالك المسرحية؟
** قدمت العديد من العروض المسرحية في مختلف المحافظات، وشاركت في كثير من المهرجانات السورية وقد تم ترشيح مسرحية (بائعة الشموع) من تأليف "نور الدين الهاشمي" وإخراجي للمشاركة في مهرجان (شفشاون الدولي) في المغرب عام /2008/ ومهرجان (الأبيض المتوسط لمسرح الطفل) في مدينة سوسة في تونس، و شاركت بمسرحية ( ينبوع الحياة ) و مسرحية ( كركوزوعيواظ)، ومسرحية (سندريلا) في مهرجانات ربيع الطفل في سورية.
وحالياً أعمل على إنجاز العمل الاستعراضي الراقص (أمي يا ملاكي) وهو تحت رعاية محافظة "حمص"، إضافة إلى إنجاز العمل التربوي والتعليمي (نظافة البيئة) تحت رعاية فرع نقابة الفنانين في "حمص".
*ما هي طموحاتك و مخططاتك المستقبلية؟
**أطمح لإنشاء مؤسسة تهتم بمسرح الطفل، تقدم أعمال مسرحية متميزة وأن يكون للأطفال دور أساسي بإنجاز بعضٍ منها تأليفاً وإخراجاً وتمثيلاً، كما أطمح لتقديم أعمالي المسرحية باللغتين الإنكليزية والفرنسية.
الجدير بالذكر أن الفنان "خالد الأكشر" عضو في نقابة الفنانين في سورية، ورئيس تجمع فنون للمسرح و الموسيقى، وحاصل على إجازة في الفنون المسرحية (المعهد العالي للفنون المسرحية بـ"دمشق")، وعلى شهادة مصمم إضاءة من "باريس".