انتقل من الرسم الكلاسيكي إلى الرسم بواسطة "الخط العربي" إذ تعلم أصول الخط واستخدمه بتشكيل لوحات عدة تحمل مواضيع تشكيلية مختلفة تعبر عن معان دينية أدبية واجتماعية. موقع التقى الخطاط "مكسيم الأحمد" وكان هذا الحوار:
** ولدت في "روسيا الاتحادية" في مدينة "كراسنودار" عام /1978/ من أب "سوري" وأم "روسية" لذلك فترة الطفولة كانت غنية جداً وخاصة بالسفر من وإلى "روسيا" فقد كان والدي يعمل هناك بهندسة "التحكم الآلي" وكذلك أمي. درست الابتدائية في "روسيا" ثم انتقلنا إلى العيش في "سورية" في مدينة "تدمر" لأن أبي كان موظفاً هناك، هذا التنوع أعطاني الكثير من ناحية المنظور الجمالي وتشكيل الثقافة الفنية لأني في خلال فترة الطفولة كنت أقارن بين الفلكلور "السوري" و"الروسي" وعندما كنا نسافر براً كنت أشاهد الطبيعة والمدن التي تتوسط المسافة بين "سورية" و"روسيا" مروراً "بتركيا" هذا التماذج الثقافي الشرقي الآسيوي الأوروبي أغناني كثيراً.
** كنت أحب الرسم بشكل عام وخاصة الرسوم التي تتعلق بالطبيعة والمنظور ورسوم "البورتريه" ولكن بدأت بتعلم "الخط العربي" في عمر 16 سنة عندما كنا في "تدمر" أذكر أن المدرسين في المدرسة كانوا يطلبون مساعدتي في الكتابة ورسم بعض اللوحات والخرائط الجغرافية وكنت سعيداً بذلك ولكن في إحدى المرات جاء إلى مدرستنا خطاط محترف فاستغنى الأساتذة عن خدماتي فتضايقت جداً وأحسست أن هذا الخطاط تفوق علي، فاشتريت كتاباً صغيراً لتعليم الخط العربي وبدأت بتعلم الخط بمفردي.
بعد فترة صغيرة شاركت بمسابقة للرسم والخط على صعيد مدارس "البادية السورية" وحصلت على المركز الأول هذا بصراحة فاجأني كثيراً وعندما سمع أبي بنتيجتي لم يصدق أبداً فكان سعيداً جداً من فرحته ذهب إلى "حمص" وأحضر لي عدة كتب لتعليم قواعد الخط العربي وألوان وأقلام للتخطيط فبدأت بتطوير موهبتي بشكل بسيط ..أذكر أن النحات التدمري "عبد الله الصغير" ساعدني كثيراً وشجعني وأعطاني الكثير من النصائح والتوجيهات.
*هل تعلمت أصول رسم الخط بشكل أكاديمي، ماذا عن دراسته؟
** بعد دراسة "البكلوريا" أرسلني والدي لدراسة الخط العربي في "تركيا" بمعهد تعليم أصول الخط العربي بمدينة "ترابزون" لأنهم بتركيا يستخدمونه للزخرفة ولاسيما في كتابة "القرآن الكريم" وتزين المساجد هذه الفترة كانت فترة غنية جداً لأني فيها تعلمت أصول الخط من أساتذة كبار بعد هذه الدراسة ذهبت إلى "روسيا" للدراسة الجامعية فدخلت إلى معهد التصميم الفني على الكومبيوتر تخرجت من هناك، عدت إلى "سورية" وبقيت فترة قصيرة ثم سافرت إلى "دبي" التي عملت فيها بمجال التصميم الفوتوغرافي وأقمت عدة معارض للخط ولقيت إعجاباً كبيراً.
** أسلوبي في التخطيط والرسم أظنه فريداً من نوعه لأني أمزج الرسم بالخط أي أستخدم الخط وأسخره لأرسم وجه ما أو صورة ما ويكون الرسم بعبارة تفيد هذه اللوحة، هذا الأسلوب ابتدعته وأنا في "دبي" وهو أسلوب مميز لأنه صعب ومن خلاله تتداخل الصورة بالخط العربي ويجب أن يكون الفنان خطاطاً ورساماً بآن واحد لأن التشكيل بواسطة الخط ليس أمراً بسيطاً وهناك كثير من العمليات الهندسية التي تتطلبها اللوحة. تأثرت كثيراً بالخطاط العالمي العراقي "هاشم البغدادي" وتلميذه التركي "حامد الآمدي" هنا في "سورية" ولاسيما "حمص" أحب كثيراً الخطاط الحمصي "عدنان الشيخ عثمان" والخطاط "دري".
ولكن أجد أن الحالة النفسية لدى الفنان هي المؤثر الأول في طريقة رسمه لاسيما أنها تلعب دوراً في انتقاء الألوان وطريقة الرسم وضربات الريشة وأي تشكيل فني يمكن أن ترسمه بطريقتين مختلفتين حسب الحالة النفسية التي تمر بها وهذا واضح لدى كثير من الفنانين.
** الحركة الفنية في "حمص" كانت في السنوات الماضية حركة خجولة ولكن الآن أرى نشاطاً كبيراً لكثير من الفنانين التشكيليين وغيرهم ولكن الخط العربي ليس منتشراً بشكل كبير مقارنة ببقية الفنون التشكيلية آمل أن يتطور هذا الفن ويأخذ أبعاداً مختلفة وأن تستمر هذه الحركة الثقافية الفنية وأن تقوم الجهات الرسمية والحكومية بدعم المواهب الشابة المتميزة لأن الفن بأنواعه يعطي للبلد رونقه وجماله.
** أفكر في إقامة عدة معارض على مستوى سورية في "دمشق" و"حمص" وقريباً سأشترك في فعاليات "مهرجان القلعة والوادي" أحب السياحة والسفر فقد سافرت لكثير من دول العالم إلى "روسيا"، "أرمينيا"، "تركيا"، "دبي"، "أبوظبي"، "إيران"، "لبنان"، و"السعودية"، وعندي مخططات لرحلات سياحية أخرى.
الجدير بالذكر أن الخطاط "مكسيم إبراهيم الأحمد" شارك في العديد من المعارض المشتركة في "دبي" و"حمص" و"تدمر" وشارك في 9/6/2009 بمعرض للخط العربي في المركز الثقافي العربي بـ"حمص" ضمن فعاليات "القدس عاصمة للثقافة العربية".