يغادرنا الخميس 29/10/2009 الأستاذ "رامي درويش" القائم بالأعمال في كلية التربية الموسيقية والدكتور "معاوية طليمات" عميد الكلية إلى مصر لتمثيل جامعة البعث في فعاليات المهرجان والمؤتمر الموسيقا العربية الثامن عشر الذي سيقام بالقاهرة في الفترة بين 30/10/2009 و8/11/2009. ويشارك الأستاذ "درويش" بورقة عمل بعنوان النقد الموسيقي المتخصص أهدافه وغايته ومذاهبه إشكاليات النقد الموسيقي العربي وحاجاته.
وفي حديث لموقع eHoms قال الدكتور "معاوية" عميد كلية التربية الموسيقية أن القائمون على المهرجان الذي تقيمه دار الأوبرا المصرية تربطهم بكلية الموسيقا علاقة ممتازة وأضاف: «أصبحت دعوة كليتنا أشبه بتقليد سنوي في هذا المؤتمر البحثي، والهدف من المشاركة بالإضافة لتقديم ورقة العمل هو الإطلاع على أحدث وسائل التعليم الموسيقي والاستفادة منها».
لا بد عند البحث في عالم النقد الموسيقي المتخصص من استعراض جذوره التاريخية و تحديد ماهيته لإزالة الغموض عن معناه و غايته
بدوره تحدث الأستاذ "رامي درويش" معد البحث لموقع eHoms قائلا: «لا بد عند البحث في عالم النقد الموسيقي المتخصص من استعراض جذوره التاريخية و تحديد ماهيته لإزالة الغموض عن معناه و غايته». وأضاف: «عند الإغريق سأحاول شرح وجهة نظر "أفلاطون" وجهة نظر "أرسطو"، وظهور المفاهيم التي فرضتها الكنيسة في العصور الوسطى على الآداب والفنون عموماً، وتبدأ الفترة الحديثة نسبياً لتطور تاريخ النقد الموسيقي مع ظهور التعريف الجديد لعلم الجمال الحديث على يد "إيمانويل كانط" في كتابه "نقد مَلَََكَة الحُكم" عام /1790/.
أما "كارل ماركس"، فقد أكد على أهمية و أولوية المضمون مؤكدا على أن جمال الفن يكمن في تعبيره عن مصالح الطبقة الكادحة، وبالنتيجة فلكل مذهب من هذه المذاهب تصنيفٌ لأهمية وأولوية سمات الفن، فـ"هيغل" يضع الموسيقا الغنائية في المرتبة الأولى، فيما يصنفها "شوبنهاور" في المرتبة الثانية بعد الموسيقا الآلية، وهكذا فقد ظهر الناقد الموسيقي المتخصص لأول مرة في أوروبا في القرن التاسع عشر بعد أن كان النقد من اختصاص الفلاسفة».
وقال الأستاذ "درويش" أنه سيتحدث عن سمات الناقد الموسيقي مؤكداً أن هناك سمات شخصية وسمات علمية يجب أن تتوفر في الناقد، ويضاف إلى الشرطين السابقين امتلاك الناقد إلى اللغة الجيدة والأسلوب المتميز في الكتابة أو الحوار حسسب رأيه كشرط مساعد، فكما يقول "تولستوي" في كتابه "ما هو الفن " (إن الأديب لا يكتب لنفسه إنما يكتب لغيره، لذلك يجب أن تتوفر فيه القدرة على نقل فكرته للآخرين).
ثم يتحدث عن خطوات النقد الموسيقي: (Steps of Musical Criticism)، وينتقل إلى التحدث عن واقع النقد الموسيقي العربي وإشكالياته، إضافة إلى تناول حاجات واقتراحات لتطوير النقد الموسيقي العربي (على المستوى التربوي/على المستوى الثقافي/ على المستوى الإعلامي).
ويختم بالتنبيه إلى أهمية استمرار انعقاد دورات مؤتمر الموسيقا العربية، وخاصة في دورته الثامنة عشرة والتنبيه لهذا المحور الهام (غياب النقد المتخصص ما بين التقييم و التقويم) كون النقد هو ( ثقافة الفن و ليس ممارسته) حسب قوله.
يذكر أن الفنان "رامي درويش" خريج المعهد العالي للموسيقا بـ"دمشق" وعضو الهيئة التعليمية (قائم بالأعمال) في كلية التربية الموسيقية في جامعة "البعث". ومؤسس وقائد أوركسترا فرع نقابة الفنانين بـ"حمص"، مؤسس وقائد الأوركسترا الشرقية لكلية التربية الموسيقية وله العديد من المشاركات في الفرقة السيمفونية الوطنية وكورال المعهد العالي للموسيقا داخل سورية وخارجها.