فنان تشكيلي شاب، يحمل رسالة فنية ثقافية تربوية، ويعمل بكل جهده على إيصالها إلى الآخرين، سواء من خلال تدريسه طلاب هذا الفن، أو من خلال عرض أعماله أمام جمهور الفن التشكيلي والأنشطة الفنية والثقافية.
إنه الأستاذ "حسام رباحية" المدرس في قسم الرسم بمعهد إعداد المدرسين في "حمص"، زرناه في مرسمه الخاص الكائن في حي "الحميدية" وتعرفنا على تجربته الفنية ورسالته الثقافية التي يحملها.
البداية الحقيقية لي في مجال الفن التشكيلي، وصار الموضوع جدياً أكثر، فأحببت ما يقدم فيه من مهارات ومعارف فنية
فكما أخبرنا أنه أحب الرسم، وعشق الألوان، منذ صغره، وأن انتسابه إلى مركز "صبحي شعيب" للفنون التشكيلية في "حمص كان: «البداية الحقيقية لي في مجال الفن التشكيلي، وصار الموضوع جدياً أكثر، فأحببت ما يقدم فيه من مهارات ومعارف فنية».
وبتشجيع من أهله ومن أساتذته في المعهد ازداد حب "حسام" وتعلقه أكثر بفن الرسم والتصوير، وآثر المتابعة والتخصص فيه بعد حصوله على شهادة الدراسة الثانوية فالتحق بكلية الفنون الجميلة في جامعة "دمشق"، وعن هذه المرحلة حدثنا قائلاً: «كانت مرحلة هامة في حياتي من حيث اكتسابي المهارات والأدوات الفنية اللازمة لعملي، ولقد أفادتني دراستي في معهد "صبحي شعيب" بالكثير من المعارف والمعلومات المساعدة ضمن دراستي في الكلية، وتخصصت في مجال الرسم والتصوير، وتخرجت في عام /1996/، وقد حصل مشروعي التخرج على المرتبة الأولى بين مشاريع طلاب الكلية، وكان بعنوان (معمل زجاج يدوي)، استوحيت أعماله من الحارة الدمشقية القديمة وصناعة الزجاج التقليدية التراثية، وبعد تخرجي تابعت دراسة الدبلوم، فعمقت معارفي البحثية والتقنية بشكل أوسع، إضافة إلى استمراري في متابعة معظم المعارض الفنية التشكيلية والأنشطة الثقافية الأخرى والهامة لأي فنان تشكيلي».
في عام /2000/عاد الفنان "حسام" إلى "حمص" وبدأ العمل التدريسي في معهد إعداد المدرسين- قسم الرسم- ولا يزال حتى الوقت الحاضر، ويقول في هذا المجال: « من خلال تدريس في المعهد أعمل على تجسيد الرسالة التربوية الثقافية للفن التشكيلي، خاصة أنني أدرّس بشكل أساسي مادة الرسم والتصوير، إضافة إلى مواد الثقافة الفنية والتشريح الفني وأصول تدريس الفنون والرسم الهندسي. ولم يقتصر تدريسي على طلاب المعهد فقط بل بدأت التدريس في عام /2007/ التدريس أيضاً في مركز "صبحي شعيب"، المركز الذي عشت فيه البداية الحقيقية لطريق الفن التشكيلي وشكل منعطفا هاما في حياتي الفنية، وهو شعور رائع بالنسبة لأي إنسان بأن يدرس في المكان الذي درس فيه، فعودتي إلى المركز أحيت لدي الكثير من الذكريات، كما أنني أعتبر أن تدريسي فيه هو نوع من رد الدين لهذا المعهد الذي قدم لي الكثير».
خلال مسيرته الفنية شارك الفنان "رباحية" في العديد من المعارض التشكيلية، لكنه أقام معرضه الفردي الأول في شهر تشرين الثاني /2009/، فشكلت هذه التجربة بالنسبة له منعطفاً هاماً في حياته الفنية، وهنا يقول: « بعد تردد كبير أقدمت على هذه الخطوة بتشجيع من بعض الأصدقاء والزملاء، والحمد لله كانت أصداء هذا المعرض جيدة، وأنا راض عنه بشكل عام، حيث سمعت آراء متعددة من مختصين بالتشكيل ومن زوار مهتمين واستفدت من كافة الملاحظات التي وردت فيما يتعلق بلوحات المعرض، وعموماً خلق لدي المعرض حافزاً للاستمرار بوتيرة أعلى، وحافز أكبر للعمل والتحضير لمعارض فردية مستقبلية، وشكل لدي هذا المعرض نوعاً من الرضا الذاتي، وعرفني على إمكانياتي الفنية إلى حد كبير، وهذه التجربة شكلت بالنسبة لي ما يسمى وقفة مع الذات، استفدت من خلالها بمعرفة الأخطاء، واستخلصت العديد من النتائج والخطط للأنشطة القادمة».
للفنان "رباحية" طموحات على المستوى الفنية، ومشاريع ثقافية يأمل بتحقيقها على المدى المنظور، حدثنا عنها قائلاً: « ضمن الإمكانيات المتاحة أتمنى أن أوسع نشاطي بعرض لوحاتي في أكثر من محافظة داخل وخارج سورية، وسأسعى جاهداً على أن أرتقي بعملي الفني للمستوى الذي أحسه يعبر عني وبنفس الوقت يخدم الآخر، ويساهم بإغناء المشهد الثقافي والتشكيلي السوري».
وأضاف: «أما على صعيد عملي التدريسي، فأحاول قدر المستطاع أن أزود طلابي بالخبرة والمعارف الفنية اللازمة، سعيا لخلق جيل جديد أكثر وعيا ويهتم بالفن لأجل الفن، بعيدا عن المادة وطغيانها على حساب الفن، كما أفكر بإنشاء موقع إلكتروني خاص أعرض فيه أعمالي الفنية وهو مهم جدا بالتعريف بهذه الأعمال والتعرف على آراء ومقترحات زوار الموقع..
وأناشد الإعلاميين عبر موقعكم الاهتمام أكثر بتسليط الضوء على أعمال الفنانين والاهتمام بالأنشطة الفنية دون تحيز لفنان على حساب آخر، وأتمنى أن يأخذ النقد الفني الجدي حيزه في الإعلام وفي المؤسسات الثقافية الأخرى، لأن النقد هو الذي يطوّر الحالة الثقافية الفنية بشكل عام بشرط أن يكون نقداً موضوعياً وبناءً بعيداً عن الحساسيات والاعتبارات الشخصية.
الجدير بالذكر أن الفنان "حسام رباحية" من مواليد عام /1975/، مشارك دائم في المعرض السنوي للفنانين التشكيليين السوريين الذي يقام في "دمشق"، إضافة إلى مشاركته في معارض نقابة الفنانين التشكيليين –فرع "حمص".
شارك سابقاً في عدد من الملتقيات والمعارض منها ملتقى "إهدن" الفني في لبنان عام /2004/، ومعرض أقامه المركز الثقافي الفرنسي في قصر "الزهراوي" "بحمص" عام /2006/.