يشكل الترنيم نمطاً أساسياً من أنماط الموسيقا المرتبطة بالكنيسة ولاسيما في مواسم الأعياد، فهو مفضل لدى شريحة واسعة من الناس، حيث حضر جمهور كبير إحدى حفلات الترنيم التي أقامتها مرتلة السولو "سيبيل بغدود" الحلبية مع جوقتها المرافقة لها واستضاف الحفل "نادي الرابطة الأخوية" بحي "الحميدية" وذلك مساء 18/12/2009.
تضمن برنامج الأمسية ثلاث عشرة ترتيلة مع وصلة ميلادية جماعية تفاعل معها الحضور بشكل كبير، على حد قول السيدة "سعاد بشور" التي عاشت جو العيد بشكل آخر بعيداً عن تحضير الزينة والطعام والشراب واللباس، وإنما بتجمع الناس على المحبة والسلام الذي عكسته تلك الترانيم ذاتها التي أرجعت السيدة "رجاء ناصر" إلى أيام الطفولة الملأى بذكريات كثيرة مرتبطة بأجواء الترنيم، أمّا السيدة "لينا سلوم" فوجدت في بساطة الحفل ورقته وابتعاده عن البهرجة والمبالغة بما يتناسب مع روح "الميلاد".
أصدرت أول ألبوم منذ أربعة سنوات، أمّا الأخير فكان مضمونه بالكامل عن "الميلاد" وقمت بتأليف القسم الأكبر منه، وقدّم اليوم بمشاركة الأطفال لوجوب وجود الطفل في عيد "الميلاد" ولزوم مشاركته في ترانيمه الخاصّة
ومن جهة أخرى استمتعت الفرقة وأعضاؤها بحفل "حمص" التي يزورونها لأول مرّة وهذا ما أكدّه "جورج دايخ" و"ريم صوص" حيث اعتبرا أنّ المشاركة في الترنيم مع "سيبيل" شيء مهم بالنسبة لهما لأنهما يتعلمان منها الكثير وينميان موهبتهما من خلالها ولاسيما أثناء الجولات ومقابلة أناسٍ جدد، أمّا "جورج سبع" وهو أحد الأطفال المشاركين فيعتبر أن الانخراط في جوقة الترنيم هو خدمة للكنيسة أولاً، وأحد أمتع المجالات التي يمضي فيها وقت الفراغ الزائد عن الدراسة ثانياً، إضافةً إلى أنها تعطيه فرحاً داخلياً كبيراً ولاسيما في "الميلاد".
وعلى هامش الحفل التقى eHoms بالمهندس والكاتب "كميل يعقوب" الذي رافق "سيبيل" منذ سبعة أعوام في مشوارها الفني، وقد لعب دور المقدم للفقرة الدينية التأملية التي تسبق كل ترتيلة أثناء الحفل، وعن تجربته مع الترتيل وجوقة "سيبيل" يتحدّث:
«مهمتي هي كتابة الترانيم وتقوم "سيبيل" بتلحينها أو تستعين بملحنين آخرين للقيام بذلك، أمّا التسجيل فكان يتمّ في استوديوهات مختلفة بعضها في مصر وبعضها الآخر في لبنان و"حلب"، إضافةً لإقامة عديد من الحفلات في تلك البلدان وأمّا حفل اليوم فهو الأول في "حمص" التي أزورها للمرة الثانية والتي فاجأتني بمدى روعتها أيام الأعياد وكثرة اعتناء أهلها بزينة الشوارع والكنائس والصالات، واهتمامهم بفن "الريستال الميلادي" الذي قُدّم اليوم وجمع الترنيم والصلاة والفرح».
أمّا صاحبة الأمسية المرتلة "سيبيل بغدود" فقد تحدّثت عن الحفل والفرقة ككل وفنها الخاص الذي تقدمه:
«لا أعتبرها فرقة بالمعنى الصحيح للكلمة وإنما هو جهد شخصي مدعوم بالعمل الجماعي، حيث إنني مرنمة "سولو" أؤدي التراتيل في "الكنيسة" من صغري وساعدتني والدتي على ذلك لكونها ذات صوت عذب جداً، وبدأت مشروعي الخاص قبل عدّة سنوات عندما أحسست أنني أمتلك رسالة خاصّة تتمثل بنشر الكلمة المرّنمة وقدرتي على كتابة الكلمات والألحان لتلك الترانيم، فبدأت بالخطوة الأولى وبحثت عن الكتّاب والملحنين المعروفين في هذا المجال مثل "كميل يعقوب" من مصر و"جوزيف خليفة" من لبنان وآخرين».
أنتجت "سيبيل" ثلاثة ألبومات آخرها حمل عنوان الأمسية ذاتها أي "عمانوئيل" سبقه ألبوم "عملاً جديداً" و"لقاء حب" الذي سُجل بأكمله في مصر وعن ذلك تضيف:
«أصدرت أول ألبوم منذ أربعة سنوات، أمّا الأخير فكان مضمونه بالكامل عن "الميلاد" وقمت بتأليف القسم الأكبر منه، وقدّم اليوم بمشاركة الأطفال لوجوب وجود الطفل في عيد "الميلاد" ولزوم مشاركته في ترانيمه الخاصّة».
أمّا عن الفرقة فتقول:
«أحرص على اختيارهم بنفسي بحيث تكون أصواتهم مناسبة لما سنؤديه، مع امتلاك البعض لتاريخ جيد في "الترنيم"، ووجود الفرقة ليس أساسياً وإنما يتحدد حسب طبيعة الدعوة ومكانها، حيث إن تكلفة السفر لعدد كبير من الأشخاص إلى بلدان أخرى تكون مرتفعة جداً لا يتحملها أصحاب الدعوة، عندها أضطر لإرسال ما سنؤديه إلى جوقة الدير أو النادي الذي ستقام فيه الأمسية ليتدربوا عليه مسبقاً، إضافةً إلى أنّ الصدف قد تشاء بتقديمي للحفل بمفردي لعدم وجود جوقة مرافقة».
أحبت "سيبيل" أن يكون هدف الحفل هو تجديد روح العيد لدى الحاضرين وإحساسهم بالعيد ومعناه بطريقة بعيدة عن الضوضاء والصخب المادي المرافق له وهذا أكدّته السيدة "شادن الصايغ" المسؤولة عن تنظيم الحفل، وتقول:
«أعرف "سيبيل" كمدربة "للغيتار" و"الصولفيج" في الكنيسة "بحلب" ولكوني من سكان "حلب" سابقاً و"حمص" لاحقاً بحكم زواجي وانتقالي للعيش فيها، أردت أن أعرض ما لدى "سيبيل" من فن جميل ورائع أمام جمهور "حمص"، فطرحت الفكرة على "نادي الرابطة الأخوية" وأُقيمت الحفلة التي أقلقتني قليلاً خوفاً من عدم نجاحها لاحتوائها الكثير من الإيقاع والرتم السريع وهو شيء غير مألوف في فن الترتيل "بحمص" إضافةً إلى كون المرنمة والجوقة المرافقة يطلون للمرة الأولى في "حمص" أيضاً، ولكن توقعاتي لم تكن صحيحة فقد حققت الحفلة نجاحاً كبيراً».
الجدير ذكره أنّ "سيبيل بغدود" من مواليد "حلب" تحمل إجازة في "العلوم الطبيعية" درست الموسيقا والعزف على الغيتار في "حلب"، وهي الآن معاونة "ساليزيانية"، قدمت أمسيات عديدة في أغلب المحافظات، وفي لبنان ومصر، صورت بعض ترانيمها كفيديو كليب كما أدت بعض من أمسياتها في تلفزيون "sat7" وقناة "المعجزة"، وتعدّ لبرنامج أسبوعي على قناة "Telelumire" بعنوان "حوار وأوستار".