من عادة الناس أن يأخذوا بالألقاب وما يؤثر فيهم من شخصيات، ولممثلي الشاشة الصغيرة النصيب الأكبر من تلك الألقاب التي يطلقها المشاهدون، والتي ترسخ في الذاكرة أكثر من الأسماء ذاتها.
الممثل "توفيق اسكندر" والذي عرف بشخصية "عمران المسكاوي" في مسلسل "حمام القيشاني" هو أحد تلك الأسماء الفنية وهو خريج المعهد العالي للفنون المسرحية "بدمشق"، أحبّ تقليد المشاهد التمثيلية في صغره ولاسيما "حمام الهنا" ولكنّه يرفض تقليد أي من الممثلين على حد قوله ولمعرفة المزيد التقى eHoms بالممثل توفيق اسكندر بتاريخ 21/3/ 2010.
** أجد الأكاديمية مهمّة جداً للطالب خاصّة أنني دخلت المعهد العالي للفنون المسرحية عن محبة وتجربة سابقة في العمل المسرحي أثناء دراستي الثانوية ولمست كيف تهذّب الدراسة الموهبة وتوّسع آفاق الطالب وثقافته ولاسيما حركاته الزائدة التي يصبح لها معنى فيما بعدٍ، أمّا الخبرة فأعتقد أن دورها الآن تراجع فلم يعد الممثل القدير هو الذي يحظى بالدور وإنما الأكثر شهرة مع احترامي للجميع.
** "عمران المسكاوي" شخصية لها تقاطع كبير مع "توفيق اسكندر" ويرجع الفضل في نيلي هذه الفرصة للمخرج "هاني الروماني" رحمه الله فهي شهرتني بين الناس على نطاق واسع وهي شخصية أعتزّ بها وأثرت بي لدرجة كبيرة والحق أنّه وإلى الآن عندما يذكر اسم "عمران" في مكان ما فإنني ألتفت دون شعور لألبي النداء، ومن الشخصيات المحببة إليّ دوري في مسلسل "الأبضاي بهلول"، والذي للأسف لم يعط حقه الكامل بالعرض، وربما كنت مقلا بأدواري ولكن الأمر لم يكن عائداً لي فلا أعتقد أن أي ممثل يفضل أن يقلّ بأدواره ولكن الظروف أو الحظوظ تلعب دورها.
** قد أختار أدواري بالاستناد على أساس فني أو لتحقيق مردود مادي جيد، وفي كلتا الحالتن أفضّل الشخصية ذات التأثير التاريخي والحياتي والتي لها إيجابية على المحيط الذي أعيش فيه، فاحترام العائلة له دور نوعاً ما باختياري للأدوار، كما أنني من محبي أدوار الكوميديا المؤثرة وليس الهزلية منها والفارق كبير، بينما أرفض رفضاً قاطعاً المشاركة في المسلسلات الشعبية التي حققت نجاحاً إخراجيا وتصويرياً جيداً إلا أنها وللأسف تعطي وجهاً زائفاً عن تاريخنا وتقاليدنا وبالأخص نسائنا، فالمرأة السورية على الدوام كانت مثقفة وصانعة أجيال وليست جارية أو عاملة مطبخ.
** المشكلة لا تتعلق بالممثل وإنما بالحياة ككل، فأيام زمان كان الممثل يمثل مشاهد حقيقة يحسها ويعيشها، وهي أقرب للطبيعة وذات مواضيع روحية تضحك المشاهد وتبكيه من الصميم، أمّا الآن فإن صخب الحياة وظروفها المعقدة وتطورات العالم بأسره جعلت طبيعة النصوص الدرامية معقدة أيضاً، مع وجود اللوم أيضاً على بعض الكتاب والمنتجين اللذين يعتبرون الدراما ربحية فقط، وإن لم يطل المسلسل قضايا ضخمة فإنه لن يبصر النور، فلم تعد القصص الإنسانية البسيطة موجودة في الدراما السورية على الرغم من أن المشاهد يتابعها بشوق في الدراما التركية وحتى المكسيكية.
** نعود للجانب الربحي، فعند طرح برامج كهذه يجب طرح سؤال فحواه، من وراءه؟ ومن مموله؟ وما هدفه؟ ويبقى الجانب الأهمّ غائباً عن بال الكثيرين وهو أن خريجي أولئك البرامج لن يُعترف عليهم في نقابة الفنانين، التي لديها شروط تمنع أي شخص عن العمل الفني ما لم يكن حاملاً شهادة اختصاصية أو خاضعاً لتمرين مدته ثلاث سنوات على الأقل فالمسألة مادية للأسف.
** بعد وصولي لهذا العمر أدركت بوجوب امتهاني مهنة أخرى توفر سبل المعيشة إلى جانب التمثيل لكي أكون حرّاً في الانتقاء، والآن لا أنصح ولا أفضّل أن يكون أحد أبنائي ممثلاً أو له علاقة بالجانب الفني لأن الأمور أصبحت تجارية وعلى مستوى عالٍ من التعقيد.
* ما جديدك الفني؟
** يحضّر الآن مسلسل حمصي سيحمل اسم "وادي السايح" وهو أحد أحياء "حمص" وسيصور بأكمله في مدينة "حمص" في القريب العاجل، وهو للكاتب "حسن الحكيم" والمخرج "محمد بدر خان" وفيه قسم كبير من الممثلين الحماصنة وأنا أحدهم.
الجدير ذكره أنّ الممثل "توفيق اسكندر" هو من مواليد "حمص" 1958 درس فيها حتى نيله الشهادة الثانوية، متزوج ولديه ثلاثة أبناء.