يرفض عازف الكمان "شعلان الحموي" تسمية نفسه قائدا لفرقة "سداسي حمص الوتري" الحديثة العهد، فهو يؤمن أن هذا التشكيل الموسيقي الشاب يعتمد على روح كل عازف مجتمعة لتشكل وحدة موسيقية شابة تقدم الموسيقية الكلاسيكية، ولعل هذه الفرقة ليست حلم شعلان الوحيد لكنها بالتأكيد أحد أهم الفرق التي عمل معها والتي مهدت الطريق لفرق شابة أخرى ستظهر في "حمص" عما قريب، موقع eHoms التقى الأستاذ "شعلان" وكان هذا الحوار حول الأفكار الموسيقية التي يقدمها في هذا السداسي.
المشروع نفسه قد يمر بحمص ولكن لو قصدت أن يكون عندنا مشروع قائم بذاته فهذا أمر وارد ولكن يحتاج لتأهيل الحدائق فعلى حد علمي لا يوجد أكثر من 2/3 حدائق جاهزة لاستقبال مثل هذه الأنشطة
** «بالتأكيد مؤشر إيجابي، وهذا يبشر بتحسن الفعالية التنظيمية لمثل هذه النشاطات، شخصياً أعتقد أننا بحمص في طريقنا لتكريس ثقافة الحفلات الموسيقية (concerts) كنشاط ثقافي واجتماعي. نرى اليوم في حمص فرقاً وتجارب وأنماطاً موسيقية جديدة وطبعاً يعود ذلك لجهود أبناء حمص من خريجي المعهد العالي للموسيقا بدمشق، ولوجود كلية التربية الموسيقية بحمص والجهات التي بدأت ترعى بجدية هذه الأنشطة».
** «لا أعرف ماذا تقصد بكلمة "مغامرين"... لكن هذا يعود لعدم قدرة العديد من الموسيقيين الخريجين على متابعة تمرينهم والتفرغ التام للموسيقا بسبب انخراط أغلبهم بالتدريس أو بالتوظيف. وبشكل بديهي لا يمكن لموسيقي الاعتماد على أمسيات موسيقية كمصدر رزق وذلك لقلة عدد الحفلات بحمص مقارنة بدمشق العاصمة أو حتى بحلب أو اللاذقية، رغم أن الحماصنة جمهور "سميع" بامتياز لكن نحن نفتقر للمسارح أولاً، ولثقافة تمويل الموسيقا أي إن التاجر أو المُعلن بشكل عام لا يزال إيمانه قليل بجدوى الدعاية التي قد تقدمها له أمسيات موسيقية راقية.
** «أصرّ على هذا الرأي... فالتذوق أمر يحدده المُتاح. فأنت مثلا لو سمعت يومياً "شوبان" أو "بيتهوفن" فأنا متأكد أنك ستحبه وتدمن عليه، لكن الواقع أن "بس اسمع مني" تقتحم سمعك /30/ مرة يومياً، وحكماً ستسيطر على ذوقك. ولنا تجربة مع الجمهور بحمص الذي أصبح وبشكل متزايد يتذوق الموسيقا الكلاسيكية ويحبها ويتابع أدق التفاصيل بها، فبعد الحفلات يسألنا الناس عن هذه الموسيقا وعن أعمال محددة، ويبدون ملاحظات دقيقة فعلاً. هناك عامل آخر هو الاستماع الجماعي فهو أمر محبب وطقس قائم بذاته، العزف الحي بحفلة وبحضور مئات الأشخاص متعة للعازف والمستمع بآن معاً.
على كل هذا أمر صعب ونحن نحاول دائماً إزالة الحواجز بين المستمع والموسيقا الكلاسيكية بتقديم معلومات عن المؤلف وعصره والظروف التي كتب بها مقطوعته كل ذلك يوظّف بزيادة التذوق».
** «مشروع صعب حتى على مستوى القطر خصوصاً فيما يتعلق بالتمويل والتوزيع والتسجيل، أولاً حركة التسجيل الموسيقي شبه معدومة في حمص، والاستوديوهات قليلة وضعيفة الإمكانيات مقارنة مع العاصمة، ناهيك عن أن إنتاج ألبوم موسيقا بحتة ليس فكرة مغرية لأي جهة إنتاج. لكن نحن متفائلون بمشروع إنشاء ستديو ضخم تابع لكلية التربية الموسيقية، ونأمل أن يفتح آفاقاً موسيقية جديدة في هذه المدينة».
** «هذا المهرجان برأيي من أهم التظاهرات الموسيقية في سورية، فنقابة الفنانين بحمص مشكورة تقوم بجهود جبارة رغم قلة إمكانياتها لاستمرار هذا النشاط، وهذا المهرجان هو الوحيد من نوعه في القطر، وبالفعل كان وجوده أرضاً خصبة لنشوء العديد من الفرق، لكن هو جدير بتلقي دعم أكبر خاصة أنه يتجه وبشكل مطرد إلى تكريس مستوى احترافي عالٍ ونوعي».
** «المشروع نفسه قد يمر بحمص ولكن لو قصدت أن يكون عندنا مشروع قائم بذاته فهذا أمر وارد ولكن يحتاج لتأهيل الحدائق فعلى حد علمي لا يوجد أكثر من 2/3 حدائق جاهزة لاستقبال مثل هذه الأنشطة».
** «التجاوب كان مذهلاً بالفعل، فكرة تقديم موسيقا جدية في حديقة عامة هي مغامرة فعلاً، أن تعزف موسيقا كلاسيكية لمؤلفين كبار في الشارع وأمام مقاهٍ، إذ يجب أن يكون الصوت مدروساً والإضاءة وكل شيء. الحفل اتسم بالارتجالية نوعاً ما، ومع ذلك كان تجاوب الناس مع الموسيقا كبيراً، وكانت الأصداء أكثر من إيجابية».
يذكر أن الفنان "شعلان الحموي" مواليد "حمص" /1982/، خريج المعهد العالي للموسيقا بدمشق على آلة الكمان، ومجاز بالصيدلة من جامعة دمشق، وهو مدرس حاليا في كلية التربية الموسيقية بجامعة البعث "حمص".