دراستها للغة العربية جعلتها تتذوق الأدب العربي بشكل فني أدى لإبداعها لوحات فنية امتزجت فيها الخطوط والزخارف مع أبيات من الشعر والآيات القرآنية.
إنها "نجاح الدروبي" التي جعلت من الخط العربي هواية لها تعبر فيها عما في داخلها من خوالج وأحاسيس، التقاها موقع eHoms وأجرى معها هذا الحوار:
اليوم وبعد هذا المشوار وهذا الخوض في عالم الخط العربي أحاول أن رسم لوحات بواسطة الخط العربي، وأن أقرن التشكيل الفني في اللوحة بالخط العربي، وهذا ما أعتبره تجديداً في مفهوم الخط العربي لجعله أكثر تطوراً وحداثة بإدخاله في عالم التشكيل الفني
** «ولدت في مدينة "دمشق" عام /1965/، وبالتأكيد للطفولة أثر هام جداً في حياة أي إنسان ولاسيما حياة الفنان، فكثير ما يستمد الفنان رؤيته من الطفولة التي تنسج له خطوطه الأولى، وأنا أعتبر أن حبي للخط العربي تكوّن منذ الطفولة عندما كنت أرى لوحات من الخط العربي في بعض المعارض، وضمن بعض الكتب، فكنت أحاول أن أقلد بعضها على الورق.
وبنفس الوقت كنت أهتم بالكتابة بخط أنيق وأذكر أن معلمتي كانت تنبهر بجمال خطي، وعندما كنت في السابعة من العمر بدأت أبحث عن أدوات التخطيط كي أستطيع أن أقلد الخطوط بشكل صحيح فأحضرت قصبة وحبراً وبدأت برسم الأحرف على الورق المقوى وأعتبر الآن أن هذه الخطوة كانت أول خطوة في فن التخطيط الذي أحب».
** «بالتأكيد كان لبيتنا القديمة، حيث كنا نسكن في مدينة "دمشق" القديمة، أثر كبير في أعمالي الفنية، حيث تأثرت كثيراً بالزخارف العربية واللوحات المزينة بالخطوط العربية التي تعود لسنوات قديمة، هذه الأجواء التاريخية طبعت في نفسي حباً كبيراً للأدب العربي والزخرفة العربية الممتزجة مع الخط العربي، واليوم أعيش في مدينة "حمص" التي طبعت في نفسي كثيراً من الحب للتراث العربي القديم».
** «في فترة الدراستين الإعدادية والثانوية كنت أرسم الخط العربي ولكن ليس بشكل أكاديمي وعند انتهائي من الدراسة الثانوية دخلت "جامعة دمشق" كلية الآداب والعلوم الإنسانية- قسم الأدب العربي، وهذا الاختصاص جعلني أتعمق في عالم الخط العربي بشكل دقيق عبر دراسة الأدب العربي بما فيه قراءة القرآن الكريم، وتخرجت في الجامعة عام 1991 وكانت فترة الدراسة هامة جداً في صقل موهبتي وبلورتها.. ثم بدأت بدراسة الخط بشكل أكاديمي في "معهد أحمد وليد عزت" "بدمشق" ومن ثم في "معهد الثقافة الشعبية" "بحمص"، وبالتالي تمكنت من إتقان فنون الخط العربي بشكل صحيح، ولاسيما خط "الثلث" الذي أعتبره من أجمل الخطوط العربية لأنه يتصدر صحون المساجد وقباب المتاحف وأضرحة الشهداء كما حاولت أن أخطه بلمسات أنثوية».
** «بعد دراستي للخط العربي حاولت أن أطور موهبتي هذه لتخرج من إطار التخطيط الصرف، ففكرت أن أمزج الزخارف العربية بالخط العربي، وهكذا بدت اللوحات التي أخطها بالأحرف العربية أقرب إلى الفن التشكيلي الشفاف القوي، كما حاولت أن أقرن بين العبارة المكتوبة ونوع وقوة الخط والزخارف الموجودة باللوحة، وبذلك تصبح اللوحة كأنها كيان واحد من ناحية المعنى والشكل الهندسي، كما أنني أعتبر أن اللون وامتزاجاته من أهم العناصر التي تطبع اللوحة.
واستفدت كثيراً من اطلاعي على العديد من الخطاطين العالمين ولاسيما الخطاطين الأتراك، وتأثرت بالخطاطين "حامد الآمدي" و"عبد العزيز الرفاعي" اللذين أمداني بالكثير من الأفكار والحركات الخطية».
** «العديد من دارسي وناقدي الخط العربي شاهدوا اللوحات التي أخطها، وكثيرون نصحوني أن أعرض هذه اللوحات في معارض مشتركة وفردية، وبالفعل بدأت بهذه الخطوة في العام 1998 بمعرض فردي في المركز الثقافي العربي "بحمص"، ثم تلاه عدد من المعارض أبرزها في المركزين الثقافيين الروسي والعربي "بدمشق" في عامي 2003 و2004، كما شاركت في "مسابقة عبد الحميد الكاتب" في محافظة "الرقة" ونلت شهادة تقدير في خط "الثلث"، كما شاركت في مسابقة "اسطنبول" للخط العربي بلوحة "خط الثلث المتراكب" في العام 2003».
** «اليوم وبعد هذا المشوار وهذا الخوض في عالم الخط العربي أحاول أن رسم لوحات بواسطة الخط العربي، وأن أقرن التشكيل الفني في اللوحة بالخط العربي، وهذا ما أعتبره تجديداً في مفهوم الخط العربي لجعله أكثر تطوراً وحداثة بإدخاله في عالم التشكيل الفني».
وعن أعمال الخطاطة التشكيلية "نجاح الدروبي" حدثنا الباحث التاريخي والمختص بالفنون الإسلامية الأستاذ "فيصل شيخاني" فقال: «أنا أتابع أعمال الخطاطة "نجاح الدروبي" منذ سنوات وخاصة أنها تهتم بشكل كبير بتخطيط الآيات القرآنية، وقد لاحظت خلال السنوات الأخيرة أنها بدأت تستخدم عدداً من التقنيات في عدد من الخطوط أهمها خط الثلث وهي تعتبر بذلك أحد المطورين بفن التخطيط وخاصة في مدينة "حمص"، ويمكن الاستعانة بخبراتها لرسم وتشكيل عدد من الزخارف في بعض الأماكن الأثرية أو الدينية في سورية».