ولد الدكتور "سامي الدروبي" في مدينة "حمص" عام /1921/م وتلقى تعليمه الابتدائي والثانوي في "حمص"، وتخرج في فرنسا حاملاً الدكتوراه في علوم النفس.
ناضل من أجل قضايا الشعب بالقول وبالفعل، مؤمناً بمستقبل الأمة العربيّة، وكان الدكتور "سامي الدروبي" يحترم عمله، ويؤمن بأننا نمر بعصر النهضة الثانية، فإذا شكّل العصر العباسي عصر النهضة الأولى، إذ نشطت الترجمة من وإلى اللغة العربية آنذاك، فإن القرن العشرين يشكل تتمة لتلك المرحلة، ويرى أنّ التمكن من اللغة العربية يعني ضرورة قراءة "الجاحظ" و"المتنبي" و"المعري" وعمالقة الأدب العربي، ولا يتم التمكن من اللغة الأجنبية إلا بقراءة أدباء تلك اللغة.
إذا ما قرأت ترجماته، تنسى نفسك، وتتوهم أنك تقرأ نصاً عربياً أصيلاً، لم ينقل عن لغة أخرى، بل كتب بالعربية منذ البداية: أسلوب مرهف، رشيق العبارة،... وبكلمة واحدة تشعر أنك أمام بيان عربي ساحر....
عمل سفيراً لسورية في مصر، وأستاذاً في جامعة "دمشق"، ومستشاراً ثقافياً، ووزيراً للتربية. وكان عضو جمعية البحوث والدراسات، توفي سنة /1976/م.
الدكتور "سامي الدروبي" مترجماً:
الدكتور "سامي الدروبي" لن تنساه حركة الترجمة العربيّة أبداً، لأنّه صفحة مشرقة في تاريخ الترجمة إلى اللغة العربية. قيل في ترجماته: «إذا ما قرأت ترجماته، تنسى نفسك، وتتوهم أنك تقرأ نصاً عربياً أصيلاً، لم ينقل عن لغة أخرى، بل كتب بالعربية منذ البداية: أسلوب مرهف، رشيق العبارة،... وبكلمة واحدة تشعر أنك أمام بيان عربي ساحر....».
اختار الدكتور "سامي الدروبي" أدب "دوستويفسكي" بالذات ونقله إلى اللغة العربيّة، لأنّه أمر ضروري وطبيعي أن ينقل أدب "دوستويفسكي" إلى اللغة العربية، وهو مترجم إلى كلّ لغات العالم الحيّة. فاختصاص الدكتور "سامي الدروبي" هو علم النفس، الذي درّسه في "حمص" وفي جامعة "دمشق"، وألّف كتابين بعلم النفس وهما علم النفس والأدب وكتاب علم النفس والتربية، ولذلك فإنّ مادة الترجمة لم تكن بعيدة عن اهتمامات الدكتور "سامي الدروبي"، لأنّ علماء النفس كثيراً ما يستفيدون من روايات "دوستويفسكي" الذي ركزّ اهتمامه على عالم اللاوعي واللاشعور لدى أبطاله.
كان الدكتور "سامي الدروبي" قد بدأ بقراءة مؤلفات هذا الكاتب الروسي وهو في السادسة عشرة من عمره، فما انقضت بضع سنين، حتى أتى على آثاره كلها، وأعاد قراءتها بلا كلل أو ملل. ومنذ ذلك الحين أخذ يترجم بعض فصوله، فهم "الدروبي" الترجمة الأدبية على أنّها رسالة سامية وعظيمة، وليست عملاً يتقاضى عنه المترجم مكافأة مادية معينة، لأن المكافأة المادية بنظر الدكتور "سامي الدروبي" هي آخر ما يجب أن ينظر إليه المترجم في عمله، ولذلك فإنّه قام أحياناً بالترجمة مجاناً فيما إذا أعجبه العمل الأدبي. هكذا على سبيل المثال قام بترجمة كتاب "الموسيقي الأعمى" للكاتب الروسيّ "كورولينكو" وأهدى الترجمة لدار التقدم "بموسكو" دون مكافأة مادية، ولكن الأقدار شاءت أن يقَرر هذا الكتاب، ككتاب للمطالعة في الصف الثالث الإعدادي في سورية عام /1967/م.
وبلغ عدد نسخ الكتاب، التي صدرت خلال ثلاثة أعوام 275 ألف نسخة. وعلم بذلك الدكتور "سامي" ورأى أن هذه أكبر مكافأة ينالها في حياته، إذ إن كتاب "الموسيقي الأعمى" بترجمته دخَل كل بيت في سورية.
وكان يتميز بأنه لا يترجم ما يختاره له الآخرون، وإنّما هو يختار الأعمال التي يجب أن تترجم. ترجم الدكتور "سامي الدروبي" المؤلفات الكاملة "لدوستويفسكي" في ثمانية عشر مجلداً، وترجم لكل مجلد مقدمة، وكتب المقدمة النقدية بنفسه حيث ألف كتاباً بكامله بعنوان: الرواية في الأدب الروسيّ صدر بعد وفاته بست سنوات أيّ في عام /1982/م عن دار الكرمل "بدمشق"، وأشاد كلّ النقّاد الذين اطلعوا على ترجمة "الدكتور سامي الدروبي" بجودتها.
و بعيداً عن الأدب الروسي ترجم الدكتور "سامي الدروبي" ثلاثية الكاتب الجزائري "محمد ديب"، وهي: "الدار الكبيرة، الحريق، النول (عن اللغة الفرنسيّة)"، كما ترجم عن اللغة الفرنسيّة كتاب "فان تيغم" بعنوان: الأدب المقارن وهو من المراجع الأساسية في هذا العلم، وترجم رواية: "جسر على نهر الدرينا" للروائي اليوغوسلافي "ايفو اندريتش" وهي الحائزة جائزة "نوبل" للآداب، ومن روائع الأدب العالمي.
كانت حياة الدكتور "الدروبي" قصيرة ولكنها غنية بالعطاءات. وحياة الإنسان لا تقاس بعدد السنوات التي يعيشها، وإنّما بالعطاءات التي يقدمها للآخرين.
مؤلفاته:
1-علم النفس والأدب- دار المعارف- "القاهرة" 1972.
2-علم الطباع- المدرسة الفرنسية- "القاهرة" 1961.
3-علم النفس ونتائجه التربوية- دراسة بالاشتراك مع "حافظ الجمالي"- "دمشق".
4-مسائل فلسفة الفن المعاصر "لجوي"و، ترجمة- "القاهرة" 1948.
5-الأخلاق بلا إلزام ولا جزاء "لجويو"، ترجمة- "القاهرة" د.ت.
6-الضحك "لبرغسون"، ترجمة مع "د.عبد الله عبد الدائم" ط1- "القاهرة"، 1948 ودار اليقظة، "دمشق" 1968(ط 3 عام 1985).
7- منبعا الأخلاق والدين لبرغسون، ترجمة مع د.عبد الله عبد الدائم، القاهرة 1945(ط2 عام 1984).
8- الطاقة الروحية "لبرغسون"- ترجمة- "دمشق" 1945- ط21964.
9- ثلاثية "محمد ديب" "الدار الكبيرة- الحريق- النول"- ترجمة- وزارة الثقافة- "دمشق". وط 2 بيروت 1968.
10- الرواية في الأدب الروسي، دراسة، دار الكرمل، "دمشق" 1982.
11- الأعمال الكاملة "لدوستويفسكي"- ترجمة- "القاهرة".
12- الأعمال الكاملة "لتولستوي"، ترجمة، وزارة الثقافة، "دمشق" 1974- 1984 (تابع الترجمة: صياح الجهيم).
13- الموجز في علم النفس، مع "د.عبد الله عبد الدائم"، دراسة- وزارة المعارف- "دمشق" 1956.
14- المدارس الاجتماعية المعاصرة "لسوروكين"- ترجمة مع "أديب اللجمي" 1959.
15- كونكاس بوريا- ترجمة- وزارة الثقافة- دمشق 1963.
16- ابنة الضابط- ترجمة- "دمشق" 1953.
17- نيتوشكا- ترجمة- "دمشق".
18- المجمل في فلسفة الفن- "بندتو كروتشه"- ترجمة- "القاهرة" 1947.
19- معذبو الأرض- "فرانزفانون"- ترجمة مع "د.جمال الأتاسي"- "بيروت" 1966.
20- وقائع مدينة ترافنك- ترجمة- "دمشق" 1964.
21- في الفكر السياسي- دراسة بالاشتراك.
22- مذلون مهاونون- "دوستويفسكي"- ترجمة- "دمشق".
23- المذهب المادي والثورة- "جان بول سارتر"- ترجمة مع "د.جمال الأتاسي"- "دمشق" 1960.
24- نقد الدين والفلسفة- ترجمة- "دمشق".
25- علم النفس التجريبي- ترجمة- "دمشق" 1956.
26- لحن كروتيرز- "ليوتولستوي"- ترجمة- "دمشق".
27- العالم الذي يولد- ترجمة- "دمشق"- دار الرواد.
28- الثورة العالمية، مسؤولية الفكر.
29- الزوج الأبدي- ترجمة- "دمشق" 1959.
30- جسر على الدانوب- ترجمة- "القاهرة".
31- القضية- مسرحية- ترجمة 1960.
32- ذكريات من منزل الموتى- ترجمة- "دمشق".
33- بطل من زماننا- "ليرمنتوف"- ترجمة- "القاهرة" 1969.
34- الفكر والواقع المتحرك- "برغسون"- ترجمة- "دمشق" 1972.
35- سيكولوجية المرأة- ترجمة.