مَنْ في حمص لا يعرف أعمال هذه المحسنة الكبيرة كرجية حداد، زوجة المغترب الكبير أسعد عبد الله؟ هي أشهر من نار على علم بإحساناتها الجمَّة في وطنها الأم سورية ومغتربها في البرازيل.
عند زيارتها الأولى لمسقط رأسها حمص عام 1951، كان تبرعها الكبير نصباً شاهقاً في قلب المدينة وعلى رأسه الساعة الشهيرة التي أصبحتْ رمزَ المدينة إلى يومنا الحالي، ناهيك عن إحساناتها لكثيرٍ من الجمعيات والمؤسسات الخيرية في مدينتها التي حملت حبَّها وحنينها طوال أيام حياتها. أيضاً لن ننسى تبرُّعَها الكبير في العاصمة السورية دمشق لبناء مدرسة التجهيز الثانية التي سُمِّيتْ باسم زوجها المرحوم أسعد عبد الله، كما زارت الوطن ثانيةً عام 1954 ولم تشأ أن تغادرَه دون أن تواصلَ تبرُّعاتها السخيَّة، فعندما علمتْ أنَّ كلية الطب تريد بناء طابق آخر في مدرسة التمريض والقبالة لاستيعاب جميع الطالبات والممرضات، نفحتْ هذا المشروع مبلغ خمسين ألف ليرة لبناء هذا الطابق، لذلك قامت الحكومة السورية بتكريمها تقديراً لجهودها العظيمة، وإحساناتها الكثيرة.
وإذا ذكرنا إحساناتها في وطنها الثاني البرازيل ،فهي لا تُعَدُّ ولا تُحصَى
فنذكر منها القليل كمساهمتها للميتم السوري، ودار العجزة، ومصحّ الأمراض القلبية، والنادي الحمصي، والنادي السوري الرياضي وغيرها من المؤسسات.. إلى أن ضربت شهرتها في كل أنحاء المهجر.
لم تقف حسنات هذه المغتربة الجليلة خلال أيام حياتها فقط، بل انتقلت إلى أولادها بعد وفاتها. ونذكر على سبيل المثال ابنتَها السيدة نبيهة ،قرينة المرحوم أسطفان شحفة التي ساهمت في جميع مؤسسات الجالية في مدينة سان باولو، وبالأخص مستشفى القلب قمة أعمال الجالية ،والذي قام على جهادها وتفانيها الدائم وأصبح من مصحَّات البرازيل الكبيرة، والمعروف في جميع أنحاء البلاد. ترأستـْه عدة دورات وكان اهتمامها الكلِّي ينصبّ على إيصاله إلى أعلى مستوى بين بقية المصحَّات فكان لها كما أرادت.
من منا لا يقدر جهود هذه المحسنة الكبيرة وعائلتها ،لأنهم بإحساناتهم الكثيرة رفعوا اسم وطنهم عالياً، وعبَّروا عن حبهم لوطنهم وجاليتهم في الوطن والمغترب مدى حياتهم.