الأعياد الشعبية في "حمص" أعياد متعددة ومن هذه الأعياد "عيد الغطاس" الذي يعتبر أول عيد في السنة الميلادية وهو يتسم بسمات عدة تجعله فريداً بين الأعياد.. وأبرز ما يميزه هو "الماء" والمأكولات الشعبية التي تصنعها ربات البيوت في ليلة /6/ كانون الثاني من كل عام.
وللتعرف على العادات الشعبية التي تقام في "عيد الغطاس" موقع eHoms رصد هذه العادات وأول من التقينا السيدة "ليلى نبكي" التي حدثتنا عن العادات الشعبية المختصة بعيد الغطاس فقالت: «هناك عادات وتقاليد في "حمص" ارتبطت بعيد الغطاس وهي عادات ورثناها عن أمهاتنا وجداتنا وأبرز ما يميز "عيد الغطاس" هي الحلويات التي تصنع فقط ولمرة واحدة في السنة ليلة العيد ليأكل منها أفراد الأسرة والجيران.
"عيد الغطاس" مثله مثل كل الأعياد الشعبية التي لها عادات وتقاليد تميزها عن غيرها وكل هذه الأعياد والمناسبات الشعبية ترتبط بشكل أو بآخر بمناسبة دينية كليلة القدر و عيد الأضحى وهذه العادات الفلكلورية تعبر عن عراقة المجتمع الحمصي الذي يسعى دائماً إلى استمرار عادت أجداده..
ومن حلويات ومأكولات "عيد الغطاس" "الكرابيج" "السمبوسك" و "القراقيش" التي تغطس قبل أكلها بمادة "الناطف" وهناك بعض الأسر تصنع حلويات "القطايف" المحشوة بالجوز أو القشطة وفي "حمص" الكثير من المأكولات مرتبطة بأعياد ومواسم معينة كما يتربط مثلاً العرق سوس والتمر الهندي بشهر رمضان..».
وعن حلويات العيد قالت: «"الكرابيج" نوع من الحلوى يصنع من "السميد" "الطحين" و"السمن" ليصبح عجينة لينة يعمل منها أصابع صغيرة محشوة بالجوز أما "القراقيش" فهي مصنوعة من نفس المواد ولكن فارغة لا تحوي شيئاً. أما "السمبوسك" فهي قطع من العجين المكون من الطحين والسمن وتحشى بالجوز والسكر وتقلى بالزيت أو تشوى بالفرن وهي تختلف عن "الكرابيج" بالشكل وهذه الحلوى لا يمكن أكلها إلا بتغطيسها بحلوى "الناطف" لأن "التغطيس" مرتبط بمعاني "عيد الغطاس" الدينية».
وأضافت: «العادة الشعبية الأقدم التي يمارسها البعض هي "الاستحمام" في يوم "عيد الغطاس" لاعتقاد الناس أن المياه تتقدس في هذا اليوم من الشتاء، كما تقدست مياه "نهر الأردن" عندما اعتمد فيها "السيد المسيح". الحقيقة أن "عيد الغطاس" عيد مميز وخاصة في "حمص" لأن أفراد العائلة يجتمعون ويأكلون الحلويات التي أصبحت جزءً مهماً في العيد فهي تعتبر أيضاً من المأكولات الشعبية الفلكلورية المهمة رغم انتشار الحلويات الحديثة السريعة الصنع».
وعن حلوى "الناطف" التي تتميز بها "حمص" حدثنا السيد "مسلم رفلة عبود" الذي يعتبر متجره الكائن في حي "بستان الديوان" من أقدم محلات "حمص" التي تبيع حلوى عيد الغطاس فقال: «محلي من أقدم المحلات في "حمص" وهو يعود لعام /1861/ وهو يبيع حلوى "عيد الغطاس" سنوياً وأهم هذه الحلوى "الناطف" التي تغطس فيه الكرابيج والقراقيش وبدونه لا يمكن أكل هذه الحلويات، و"حلوى الناطف" مصنوعة من مادة نباتية تسمى "شرش الحلاوة" الذي يتم إحضاره من البادية السورية وتجرى عليه عدة عمليات طبخ بالسكر ليصبح قوامه مشابهاً لمادة الكريما وهو يستخدم عادة في صنع الأنواع المختلفة من الحلاوة الحمصية..».
وعن المعاني الدينية لعيد الغطاس حدثنا الشماس "أثناسيوس مخول" قائلاً: «"عيد الغطاس" عيد شعبي بامتياز وله في "حمص" طقوس وعادات.وهو التسمية الشعبية لعيد كنسي اسمه "الظهور الإلهي" الذي هو حدث تاريخي وقع عندما اعتمد "السيد المسيح" في "نهر الأردن" على يد النبي "يوحنا المعمدان".
أما المميز في هذا العيد هو الصلاة على المياه التي تتم ليلة العيد في الكنيسة ورش هذه المياه على كل الحاضرين في الكنيسة، و الكثير من الناس يأخذون من هذه المياه إلى بيوتهم ليشربوا منها خلال السنة، وهذه العادة قديمة جداً عمرها مئات السنين توارثها الأبناء عن الآباء وما زالت تمارس حتى اليوم في "حمص"».
وأضاف: «"عيد الغطاس" مثله مثل كل الأعياد الشعبية التي لها عادات وتقاليد تميزها عن غيرها وكل هذه الأعياد والمناسبات الشعبية ترتبط بشكل أو بآخر بمناسبة دينية كليلة القدر و عيد الأضحى وهذه العادات الفلكلورية تعبر عن عراقة المجتمع الحمصي الذي يسعى دائماً إلى استمرار عادت أجداده..».