لم يكن الخطاط "فادي العويد" يعلم عندما كان يكتب واجبات إخوته المدرسية وهو طفل صغير أنه سيعشق التخطيط، وسيمثل سورية في محافل وملتقيات الخط العربي الدولية، وأكثر من ذلك سيصبح التخطيط قضيته التي يعلمها للأجيال الناشئة.

الخط العربي، تلك الهواية التي أعطاها "فادي" الكثير من وقته ولم يرض أن يبقى ذواقاً من بعيد لهذا الفن، فقبل أن يكمل مرحلته الإعدادية بالدراسة اشترى كراساً للتخطيط يسمى كراس "هاشم البغدادي" وتدرب على ذلك وحده: «منذ ذلك الوقت وجدت نفسي بالخط، بعض الأولاد يعشقون الرياضة أو الموسيقا، أنا وجدت ضالتي بالخط».

تعلمت أن أمرن عيني على الرسم، رسم الحرف وتخيل صورة تناسبه

حتى عمر الثامنة عشرة لم تسمح له الظروف بعد للاطلاع على تجارب الخطاطين والتعرف على مدارس الخط العربي، إلى أن تعرف على أحد أشهر الخطاطين "بحمص" الأستاذ "عدنان الشيخ عثمان".

من أعماله

ويقول: «نصحني الأستاذ "عدنان" أن ألتحق بمعهد "الثقافة الشعبية"، وفيه اتبعت دورة لمدة ستة أشهر، تلقيت فيها المبادئ والعلوم الأولية للخط على يد الأستاذ "فاروق حداد" وكانت الدروس تتعلق بتوصيلات الحروف والخطوط، ولم أكن بعد قد تعرفت على روح وفن وآداب الخط».

يقول "فادي" إنه تعلم من ملاحظات الأستاذ "عدنان" الكثير «من خلال ملاحظاته وإرشاداته توصلت لفهم الروحانية في الخط، وهي أمر بالغ الأهمية».

الخطاط "فادي العويد"

ويعتبر أن أهم نصيحة تلقاها من أساتذته هي اتهام النفس بالتقصير دائما: «لأن أستاذي كان يتهم نفسه بالتقصير وقد علمت أن هذه هي طريق التقدم إلى الأمام بالفن».

ومع دخوله إلى عالم الخط أخذت تتشكل ملامح هويته بالتخطيط فهو لا يكتف بلوحة من الخط العربي فقط، بل يحاول التنويع برسم لوحة تدل على العبارة التي خططها: «تعلمت أن أمرن عيني على الرسم، رسم الحرف وتخيل صورة تناسبه».

يركز "فادي" باللوحة الخطية "إن صح التعبير" على التناغم بين مضمون الرسالة واللوحة المصورة مع مزج للأحاسيس الداخلية، قد يبدأ بالرسمة أولا أو بالخط، حسب موضوع اللوحة، لكنه يؤكد أن الحالة الذهنية للخطاط هي ما تحدد ذلك غالباً.

من ناحية أخرى يعتبر أن اختيار العِبارات هو أساس نجاح اللوحة: «يشدك أحيانا النص لقراءة الخط، هناك كلام يفرض عليك نوعا من الخط، كلمات فيها مد أو صعود، مثلاً: حكم بسيطة أو أبيات من الغزل فيها موسيقا تفضل الخط الديواني والفارسي، أما الآيات القرآنية فيفضل فيها الخط الثلث الجلي، لأن فيه قوة بالتركيب وفيه هيبة».

في فترة قصيرة أصبح "فادي" مدرساً للخط العربي في جمعية "الأصالة" للتراث، ويرى أنه في الوقت الذي يجب أن يعلم الأطفال الخط العربي نفاجأ أن العديد من الأطفال والشبان خطهم سيء للغاية، ويرد "فادي" ذلك إلى ضعف الاهتمام بالخط العربي في البيت والمدرسة بقوله: «طلاب في الصف الثامن لديهم ضعف بخطهم العادي، لم يدربهم أحد على ذلك، ولا يوجد معارض للخط العربي، إنها قليلة جداً، وفي كل مرة أقوم بعرض لوحاتي أسمع الناس تقول إنهم منذ زمن لم يروا لوحات خط عربي، فذاكرة الخط لدينا فقيرة، إضافة إلى أنه يجب على الإعلانيين "مصممي الآرمات" أن يكونوا على بعض الدراية بالخط العربي كي لا يشوهوا بالخط».

شارك "العويد" بأكثر من مسابقة للخط العربي، منها المسابقة الدولية للخط العربي في تركيا، بمشاركة آلاف المتسابقين من مختلف أنحاء العالم، ومنها مسابقة "عبد الحميد الكاتب" الدولية "بدمشق"، وأحرز فيها المركز الثالث بالخط الديواني الجلي عام /2007/، كما شارك بمسابقة "البردة" بالإمارات، وأجرى عدداً من المعارض الفردية والجماعية "بحمص" وخارجها، وهو من مواليد /1979/ قرية "كفرلاها"، موظف بشركة "مصفاة حمص"، خريج "معهد متوسط كهرباء".