افتتحت كلية التربية الموسيقية في جامعة البعث عام /2003/م ضمن كلية الهندسة المدنية ثم انتقلت إلى كلية الهندسة المدنية وشهدت منذ عام تقريباً تطوراً كبيراً على مستوى التجهيزات والآلات الموسيقية كما خرّجت الكلية أول دفعة من حملة الشهادة الجامعية كلية الموسيقا في القطر العام الماضي.
عن كل هذه الأمور والكثير من النقاط التي تهم طلبة الكلية eHoms التقت الدكتور علي الجراش عميد الكلية وكان لها معه الحوار التالي:
" أولاً لا أرى في موقعي كعميد لهذه الكلية منصباً بل وبكل ما تعني الكلمة من معنى هو تحمل للمسؤولية وليس هناك من شك في أفضلية وجود اختصاصي من عمادة أي كلية ولكن المشكلة عندنا هو عدم وجود هذا الاختصاص الذي يحمل شهادة الدكتوراه في الموسيقا .. وهناك حاجة ماسّة في القطر لافتتاح تعليم جامعي عالٍ في الموسيقا, وقد قبلت تحمل هذه المسؤولية وأعرف أن ذلك بحاجة إلى جهد كبير وعمل دؤوب, وقد مضى تماماً شهر على تعييني كعميد ومن موقعي هذا لا أفضل التحدث عن تقييم هذه التجربة بل أترك الأمر لنتائج عملنا كي تتحدث عن نفسها.
هناك أمر آخر لا بد من ذكره وهو أن العمل الأدبي يتضمن كثيراً من الأمور الأساسية التي تحتاج إلى متابعة وتدبير أكثر مما تحتاج لاختصاص, أذكر على سبيل المثال حسن سير العملية التدريسية والامتحانية وتطبيق القوانين والأنظمة الجامعية وتأمين مستلزمات الكلية ومخابرها أو تنظيم وتفعيل النشاطات المختلفة داخل الجامعة وخارجها, إضافة لذلك فأنا ومنذ سنوات غير قليلة موجود في قلب المشهد الثقافي وقريب للغاية من الوسط الفني والموسيقي, والأهم من كل ذلك هو المشروع الذي يحمله من هو في موقع المسؤولية لتطوير مؤسسته مع امتلاكه النية الصادقة والإرادة الجادة للعمل, وفي هذا المجال لابد لنا من توجيه شكر خاص للأستاذ الدكتور عامر فاخوري رئيس جامعة البعث لدعمه المستمر للكلية في سبيل تطويرها والارتقاء بها إلى الأفضل".
" جواباً على الجزء الأخير من السؤال لا أعتقد أن الكلية ستخصص بمبنى مستقل خلال السنوات القادمة على الأقل ولذلك كان لابد علينا من التعاطي مع هذا الواقع, مع أن الوضع الآن أفضل بكثير بعد انتقالنا إلى كلية الهندسة المعمارية فقد خصص للكليات مدرج وعدد من القاعات ونتكيف مع الأمر باستثمارها بشكل أمثل يساعدنا في ذلك أن الدوام في كليتنا (على خلافا لبقية الكليات) مستمر من الثامنة صباحاً حتى الثامنة مساء".
" التأهيل الأكاديمي الصحيح يقوم على أساسين مهمين متلازمين النظرية والتطبيق بنسب تختلف من كلية إلى الأخرى وعندنا في كل سنة دراسية هناك مادة نظرية واحدة فقط مما شكل أقل من (10%) قياساً إلى عدد المواد الإجمالي في السنة الواحدة, أما في الجانب التطبيقي فإنه لدينا (800) ساعة عملي على الآلات الموسيقية أسبوعياً تعطى بطريقة أستاذ واحد لطالب واحد .. وعدد الطلاب الفعلي (200) طالباً إضافة لذلك يستطيع الطلاب التدريب ذاتياً بشكل يومي لمدة (12) ساعة وقد خصصنا الجناح العملي الجديد الذي افتتح في (12/12/2007) للتدريب الذاتي فقط".
" هدفنا كلا الأمرين معاً .. نحن نريد أن يكون الخريج عازفاً على مستوىٍ عالٍ ومدرساً على مستوىٍ عالً أيضاً, ولدينا قناعة راسخة بأن الخريج لن يكون مدرساً جيداً إن لم يكن موسيقياً جيداً, ولهذا نهتم اهتماماً خاصاً بالتأهيل الموسيقي, ولا تستغرب إذا قلت لك أن هناك أكبر منهاج تعليمي في أصغر كلية بجامعة البعث".
" اسمح لي بداية أن أوضح أن كليتنا هي كلية التربية الموسيقية الوحيدة في القطر وتضم طلاباً من جميع المحافظات وليس من حمص وحدها ومن المفيد الإشارة إلى أنه الآن في سورية لا يوجد سوى (30) شخصاً فقط يحملون شهادة التأهيل العلمي الجامعي العالي هم خريجو الدفعة الأولى من كلية التربية الموسيقية, وهذه الندرة تعني أن فرص العمل متوفرة سواء من التدريس أو بالعمل كعازفين ولا توجد أية مشكلة لديهم فهم بكفاءة موسيقية عالية ومميزة حتى أن قائد فرقة الأوركسترا الغربية في الكلية هو من خريجي الدفعة الأولى".
" إن كل اهتماماتنا تصب في النهاية في مصلحة الطالب الذي يشكل بذاته القيمة الأساسية .
أما في ما يتعلق بزوار الكلية من الوفود الفنية العربية أو الأجنبية فإنه على الزملاء الطلبة أن يعرفوا أنه ليس كل الزوار يأتون لإقامة ورشات عمل بل غالباً ما يكون هدف زيارتهم هو التعرف على الكلية, وحالة عازف العود التركي يوردال خير مثال على ذلك, إذ أنه كان موجوداً في حمص للمشاركة في فعاليات أسبوع ماراليان الثقافي الثالث, ودعوته أنا شخصياً لزيارة الكلية للتعرف عليها وأخبرنا جميع الطلاب بذلك هاتفياً ( بعد العاشرة ليلاً ) وقد لبى الدعوة مشكوراً وكان ذلك في يوم السبت وهو عطلة كما تعرفون, ودامت زيارته للكلية حوالي ساعتين ولم نتدخل في التفاصيل إطلاقاً بل ترك الأمر له وللطلاب ليديروا الجلسة كما يريدون واستفاد الطلاب منه بشكل كبير".
" في الحقيقة أتمنى أن آتي غداً وأجد ثلاثين عضو هيئة تدريسية على ملاك الكلية, هذا حلم جميل .. ويصبح أجمل إذا أخبرتك أننا نعمل على تحقيقه بسرعة كبيرة جداً.
وللعلم الآن لدينا ثلاثة معيدين مستعدين للإيفاد وضمن خطتنا في المسابقة القادمة قبول (12) معيداً, وسوف نستكمل حاجة الكلية من المعيدين في السنوات القادمة من أجل إعطاء الفرصة للإيفاد وعدد من الخريجين الجدد المتفوقين.