سبعة من الأ صدقاء جمعهم حبهم الشديد للفن، بين الحرف واللون والخط والفراغ... شكل الشبان الفنانين "فادي حلواني"، "وعد حمادي"، "لمى عباس"، "نسرين عمران"، "فادي العويد"، "لانا الصالح"، "مدلين كلاس"، أكثر من خمسين لوحة مزجوا بها رؤاهم التشكيلية الخاصة مع علومهم الأكاديمية في صالة المعارض بكلية هندسة العمارة "بجامعة البعث" بحمص ابتداء من يوم الأحد 5/12/2009.
قد لا تشترك جميع أعمالهم بتقاطعات فنية واحدة لكن في أغلبيتها طابع إبداع يظهر بأحاسيسهم الكامنة بين الألوان والحروف والمساحات، يقول "فادي حلواني" خريج فنون جميلة ومشارك بإحدى عشرة لوحة في هذا المعرض:« قد أحمل تشابها بلوحات "مدلين" فيما يتعلق بالأشكال الهندسية، لكني حاولت تنويع أعمالي واختيار لوحات من سنوات تجربتي الفنية الأربع، منها التجريدي ومنها تحوير الأشكال الواقعية بما يشبه الخداع البصري، وحاولت دمج الأشكال الثلاثية الأبعاد وإلغاء "البعد المنظري" بشكل كبير دون أن أخفيه كاملا، والحفاظ على التوازن اللوني وتوازن الفراغ والمساحات»، أما "نسرين عمار" خريجة معهد "صبحي شعيب" للرسم فتشارك بأربع لوحات منها نسخ عن لوحات عالمية و منها رسم للطبيعة وتقول: «أعبّر عما أراه في الطبيعة واستخدام كل الألوان وليس فقط اللون الذي أحب، لأن الطبيعة تفرز ألوانا كثيرة وغريبة أحيانا».
كل كلمة لها خط يعبر عنها قد تكتب بكل الخطوط لكن هناك خط يليق بها أكثر
وتعرض "وعد حمادي" عشر لوحات واحدة منها شخصية لامرأة والباقي للطبيعة بتدريجات الرمادي وألوان في أعماق البحر كلون المرجان وتقول "وعد" أنها ترسم كي لا تتكلم كثيرا «فكل لوحة تتكلم عن رسامها».
الخطاط "فادي العويد" وهو مهندس كهرباء تعلم على يد الخطاط الشهير الأستاذ "عدنان الشيخ عثمان" زيّن المعرض بست عشرة لوحة من مختلف أنواع الخط العربي أغلبها للفارسي والديواني ويقول: «الديواني الجليل يتيمز بتركيباته المتنوعة، قد يظن القارئ للوهلة الأولى أنه خط معقّد لأنه يعتمد على التشكيل والتزيين، لكن اليوم اعتمد به على تقنيات اللوحة الحديثة أو اللوحة التشكيلية، واعتمد على الخط الفارسي وهو خط مطوّاع يضم تكوينات مختلفة وتراكيب مشتقة مثل كأس حرفي العين والنون، مع الحفاظ على كلاسيكية الخط لأن القواعد الأساسية لا يجب أن نتخطاها يجب أن لا نشوه الحرف».
"فادي" يعتبر أن طابع لوحات الخط عنده ليس الشكل بل الهدف ويقول: «أحاول تقديم لوحة هادفة ولا استخدم أي عبارة أبحث عن المضمون الوطني مثلا فإختيار العبارة هو أهم شيء ويحتاج لدراسة معمقة ثم اختيار الخط المناسب لها». ويضيف: «كل كلمة لها خط يعبر عنها قد تكتب بكل الخطوط لكن هناك خط يليق بها أكثر».
ومن الجُمل التي خطها "فادي" «وطني دمي ينساب بين جوانحي فكأنه والروح فيّ سواء».
"مادلين كلاس" إحدى نجمات هذا المعرض وهي خريجة معهد "صبحي شعيب" و درست الأدب انكليزي لها روحها الخاصة أيضا فهي تشارك بلوحات تعبر عن الفكر التجريد الهندسي وتقول أنها حاولت تثقيف نفهسا بالإطلاع على تجارب عدد من الفنانين الأوربيين استفادت منها لكنها وضعت لمستها الخاصة،
«ما يهمني أن أقدم فكري للناس بشكل حديث بعيد عن التقليد أن أقدم ما يرفع من مستوى الثقافة البصرية لوحات أحاول أن أحقق الانسجام والهارموني باللوحات».
"مدلين" تحاول الابتعاد عن التشخيص وتعتبر أن الأعمال التجريدية البعيدة عن التشخيص تعبر عن الفن أكثر، رغم أن الثقافة البصرية تتجه للتشخيص أكثر حسب رأيها وتقول: «في الحقيقة لدينا ضعف في الثقافة البصرية وإذا وجدت فهي في أغلبها تتجه نحو البحث عن الوجه واليد والوردة، أنا أحاول أن أقول أن هناك أشياء تُدمج مع انفعالاتنا وأحاسيسنا وثقافتنا فالفن ليس نقل الواقع كما هو دائما وثقافة الفنان أمر مهم جدا في الرسم».
كما تشارك "لانا صالح" بعدد من اللوحات أغلبها بالأبيض والأسود منها لوحة بيت قديم، وطبيعة صامتة ولوحة "لباب السلام" بدمشق وكذلك الشابة "لمى عباس" في عدد من اللوحات البورتريه بالأبيض والأسود.
يستمر المعرض لغاية 11/12/2009.