الشعر عنده ليس ترفا بل شكلا من أشكال الدفاع عن الأرض ومقاومة المحتل، لم يفكر بإصدار ديوان شعري إلا بعد عشرات السنين من كتابته للشعر، شغلته قضايا أمته وحقوقها السليبة فكانت المحور الأساسي لقصائده في الديوان الأول "نزيف الحروف" الآن وبمناسبة إصداره لديوانه الثاني "أضواء" موقع eHoms التقى الشاعر "يوسف عبدو حنون" وكان هذا الحوار في (21/8/2008)
*الأستاذ "يوسف" لنتحدث قليلا عن البدايات؟
**في المرحلة الإعدادية كانت لي محاولات ولم تكن جديرة بالنشر ولكن بعد المرحلة الثانوية ودخولي في دار المعلمين ومن ثم الدراسة الجامعية بدأت أكتب قصائد نثرية تحمل هموم التعليم والتربية ونشرت في مجلة "صوت المعلم" بعد ذلك بدأت بكتابة قصائد تحمل النفس السياسي في مرحلة غليان سياسي عربي كتبت أنا وأبناء جيلي قصائد الكفاح والمقاومة.
*بشكل عام ما هي روافدك الشعرية والشعراء الذين تأثرت بهم؟
**لم أتأثر بقلم أو بشاعر بل بمذهب، اعتقادي أن الكلمة تكون رديفا للرصاصة، الأمم المغتصبة الحقوق لا تقاتل فقط بالسلاح بل بالعلم والثقافة لذلك نهجت منهج الواقعية الاشتراكية وقرأت الأدب الروسي وتأثرت بكل شعراء الأرض المحتلة.
*كتبت منذ ثلاثين عاما ولكنك لم تنشر أول ديوان لك سوى منذ ثلاثة أعوام فقط لماذا؟
**في الحقيقة نشرت في جريدة العروبة وفي بعض الصحف الخليجية والعربية مثل مجلة (رأس الخيمة) وساهمت بأكثر من (17) مهرجان شعري برابطة الخريجين الجامعيين وشاركت بأمسيات شعرية أخرى في مناطق مختلفة من "حمص" وريفها و"دمشق". لكني لم أكن أفكر في إصدار ديوان حتى طلب مني أحد الزملاء ذلك فجمعت ما كتبت قديما وحديثا ونقحت القصائد وأدخلت بعض التعديلات عليها، ونشرت الديوان الأول.
*قرأت لك مزيجا من شعر التفعيلة الحر والشعر الموزون المقفى في ديوانك "أضواء" ماهو سر هذا المزج؟
**هو تحد للنفس بأن يستطيع شاعر من الجيل السابق أن يكتب شعر التفعيلة والشعر الموزون المقفى في ديوان واحد، أعرق شعراء الحداثة كتبوا الموزون المقفى وأبدعوا فيه مثل "نزار قباني" و"محمود درويش"، هنا جاء التحدي هل أستطيع كتابة الشعر الحر وهل أستطيع الإقناع به أتمنى أن أكون قد نجحت.
*ثنائية الوطن والمرأة حاضرة بقوة في ديوان "أضواء" فهل خصصت مواضيع قصائدك في هذين المحورين؟
**ربما لا وجود لقصائد غزل بالمعنى الكلاسيكي في هذا الديوان على الرغم من أن المرأة هي محفز لكل إبداع ولن نختلف هنا على دورها الكبير ولكن كنت مشغولا بقضايا الوطن وهمومه والجانب الفكري والمهني بالقصائد وإن هذا لا ينفي أنني كنت أمر على الغزل بشكل غير مباشر في بعض القصائد.
*العراق ولبنان وفلسطين كل جراح الأمة في ديوان "أضواء" هل لا يزال الشعر يؤدي دوره في المقاومة؟
**دون أدنى شك، باعتقادي إن الأمم التي تكتفي بالسلاح وحده في المقاومة لن تنتصر، فأمة لا تبدع من جراحها لتلهم المناضلين تبقى أمة خاسرة وعاجزة تاريخنا العربي مليء بالمناضلين الكتاب مثل الشهيد "غسان كنفاني" الذي قررت إسرائيل تصفيته بسبب كتاباته إذن الفكر أقوى سلاح بيد الشعوب انظر للأمريكان ماذا فعلوا فور دخولهم العراق قتلوا المفكرين والعقول تمهيدا لاحتلال البلاد.
*في قصيدة "إله الحرب" لاحظت أن هناك يأسا عارما خاصة عندما تقول:
"فتفيأ ظل أحزانك/ ثم صل لإله الحرب للرب الجديد"
ثم بارك سيد الموت الكبير/ وامضغ الذل ومت
فالموت راحة"
هو إعلان لخيار واحد.. مت أو ارفع نفسك وقاوم... احمل كفنك ونم.. أو انهض وقاتل من أجل حصتك في هذه الحياة يجب أن تقاتل كي لا تمت رخيصا.. هو ليس يائسا فقط
** «لو تكمل القصيدة تلاحظ الخيار»:
أو تمرد ثائرا/ إن كنت لا ترضى/ لعينيك استباحة".
من الجدير بالذكر "يوسف عبدو حنون"، من مواليد /1936/، يحمل إجازة في الأدب العربي من جامعة "دمشق"، له مجموعتان شعريتان (نزيف الحروف /2005/) و(أضواء /2008/). شارك في العديد من مهرجانات الشعر العربي والأمسيات الأدبية. له مساهمات ودراسات في مناهج اللغة العربية لصفوف الشهادة الثانوية.