لعبت "حمص" وعلى مر الأزمنة دورا كبيرا في إنجاب شعراء ذاع صيتهم في جميع أنحاء العالم فمن منا لم يقرأ "وصفي قرنفلي" و"نسيب عريضة" ومن قبلهم "ديك الجن الحمصي".
وهاهي "حمص" تحتفل بواحد من أهم شعراء عصرها الحديث وهو "ممدوح السكاف" تقديراً لجهوده في تفعيل الحركة الثقافية والأدبية والتي قدم فيها زملاءه الشعراء والنقاد دراسات تشمل شعره من عدة جوانب.
لا يمكن "اختصار البحر ببركة ماء" وهذا أقل ما يقال بحقه: "ممدوح السكاف" شاعر من جيل الستينات في سورية، له مغامرته اللغوية والإيقاعية والأسلوبية في بناء نصه الشعري، تتعدد آفاق تجربته كموضوعات بين عالم الجسد العاشق، والذات الحالمة والأرض ...
بهذه المناسبة موقع eHoms يوم (13/10/2008)عددا من أصدقاء الشاعر والمحتفلين به ليقدموا شهاداتهم "بممدوح السكاف".
عندما طلبت من "علاء الدين عبد المولى" ابن "حمص" وشاعرها أن يسجل على دفتري الصحفي كلمة صغيرة يشهد بها على شعر الأستاذ (السكاف) بدا مترددا وقال لي: « لا يمكن "اختصار البحر ببركة ماء" وهذا أقل ما يقال بحقه: "ممدوح السكاف" شاعر من جيل الستينات في سورية، له مغامرته اللغوية والإيقاعية والأسلوبية في بناء نصه الشعري، تتعدد آفاق تجربته كموضوعات بين عالم الجسد العاشق، والذات الحالمة والأرض ...».
أخذت اللغة مساحة مبالغا فيها أحيانا في تجربته الشعرية لأسباب عديدة منها أن الشاعر "السكاف" يعتبر اللغة بديلا عن المرأة والواقع والزمن يأتي إليها ويسكن فيها يمتّع شعره بتواصل جميل أو شفاف مع المتلقي بحيث لا ينغلق نصه على المتلقي الذكي.
وبدوره كان الناقد والأديب الدكتور "رضوان قضماني" ضيفا على "حمص" ليساهم في تكريم صديقه "ممدوح السكاف" والذي قال لنا عن هذه المناسبة: «أنا مسرور جدا اليوم بهذه الدراسات الأكاديمية التي قدمت بتكريم الشاعر وهي دراسات متأنية وعميقة وبذل جهد فيها، وهي بعيدة عن الرياء والزيف والمجاملات المعتادة في التكريم هذه الدراسات هي ما يحتاج إليه الشاعر وما يضفي قيمة كبيرة على الاحتفال به وهو ما كنا نحس أنه ينقص مهرجانات التكريم السابقة، هذه الدراسات كرمته بأنها قالت الحقيقة نقدت أعماله ما له وما عليه».
وبخصوص رأيه بشعر "السكاف" وبمن تأثر من الشعراء أضاف: «أنا أقرأ للشعراء عموما وأحب شعر "ممدوح السكاف" خصوصا شعره رومانسي وقد تأثر بثلاثي "حمص" الرومانسي "عبد السلام عيون السود"، "وصفي قرنفلي"،"عبد الباسط الصوفي"، كما تأثر وأثر بالشعراء أبناء جيله في الوطن العربي مثل "أمل دنقل" و"صلاح عبد الصبور" وهم أصدقائه أيضا».
ولم يكن سوى الأديب والموسيقي "محمد بري العواني" خير ما يحدثنا عن ذكرياته مع "ممدوح السكاف" التي تحدث عنها بحنين ولهفة فقال: «كثيرا ما تجولنا أنا و"ممدوح" ليلا في شوارع وأزقة "حمص" القديمة التي نعشقها "بستان الديوان" و"باب الدريب" و"باب السباع" كان يقف مرارا ليتذكر مواقف وشخصيات. كل حديث يبدأ "بممدوح السكاف" لا يبدأ كونه مبدعا بل إنسانا ومدرسا عمل في سلك التعليم لعشرات السنوات. قد لا يعلم البعض أن "ممدوح السكاف" كان يتنحى ليظهر الآخرين من الشعراء الشباب وله فضل علي وعلى الكثيرين في تقديم فنونهم على مسارح "حمص" فهو أب بشكل من الأشكال للشعراء الشباب في المدينة إذن "ممدوح السكاف" شكل ظاهرة فنية وإنسانية الشعر جزء منها وتكريمه اليوم هو تكريم للشعر ولنا».
الجدير ذكره أن فرع اتحاد كتاب العرب في "حمص" والذي يترأسه الشاعر أقام عددا من الندوات والدراسات التكريمية للشاعر تناولت شعره في الدواوين التسعة وذلك في أيام (13/14/15/2008).