«من يعجز عن حب امرأةٍ، يعجز عن حبّك يا وطني». بهذه الكلمات عبّر لنا الأديب "عبد الكريم حبيب" مدى أهمية المشاعر العاطفية التي تقود الأديب إلى الإبداع الأدبي. حين التقاه موقع eHoms في منزله بتاريخ 30/11/2008.
في البداية حدّثنا الدكتور "عبد الكريم" عن بداية مسيرته الأدبية والفكرية فقال: «كتبت الشعر عندما كنت في المرحلة الإعدادية، ومازلت أذكر أول قصيدةٍ كتبتها. إذ كانت هناك عمليةً فدائيةً حدثت في الأرض المحتلة، فأثارت مشاعري وقررت أن أكتب عنها. وأذكر أنها أعجبت مدرسي فلم يصدق أني كاتبها، فأثبت له مقدرتي الشعرية، وراح يناديني بالشاعر. وأول أمسية شعرية لي كانت في الصف الثامن، وأذكر أنني كنت كالغائب عن الوعي في حينها، وفي المرحلة الثانوية حوّلت مسرحية "عنترة" لكاتبها "خليل الهنداوي" إلى مسرحية شعرية. ثم أتى التدريس الجامعي الذي أثر علينا إضافةً إلى الإبداع الشعري بالتعمق في القضايا الفكرية والإنسانية».
هناك شخصيات أدبية كثيرة أثرت فيَّ تأثيراً مباشراً، مثل شخصية الشاعر "بدوي الجبل" ولي معرفة شخصية به. والشاعر الكبير "أدونيس" الذي أثّر فيَّ أيضاً، والشاعر "نديم محمد". كما عاشرت الرعيل الأول من شعراء "حمص"، والذين مازالوا أحياء منهم تجمعني صداقة ودودة بهم
وعن الشخصيات الأدبية التي أثرت على كتاباته يقول: «هناك شخصيات أدبية كثيرة أثرت فيَّ تأثيراً مباشراً، مثل شخصية الشاعر "بدوي الجبل" ولي معرفة شخصية به. والشاعر الكبير "أدونيس" الذي أثّر فيَّ أيضاً، والشاعر "نديم محمد". كما عاشرت الرعيل الأول من شعراء "حمص"، والذين مازالوا أحياء منهم تجمعني صداقة ودودة بهم».
وحول الدوافع التي كانت من وراء كتاباته الأدبية حدّثنا الدكتور "عبد الكريم" فقال: «هناك أكثر من دافع لكتاباتي، الدافع الأول هو إثبات وجود الذات الإنسانية، لأنني أعتبر أن الإنسان لا ينبغي أن يغادر هذه الدنيا قبل أن يترك أثراً فيها. الدافع الثاني هو أن الإنسان عندما يثبت وجوده فهو يثبته من خلال المكان الذي يعيش فيه، لذلك عليه أن يدافع عن وطنه، وهنا تدخل المشاعر العاطفية التي تزوّد الإنسان بمساحة فكرية معيّنة، ومن هذا القبيل يستطيع الإنسان أن يحقق نفسه. لذلك أعتبر نفسي قد التزمت بقضايا إنسانية بحتة، وأنا دائماً أردد لأصدقائي: من يعجز عن حب امرأةٍ، يعجز عن حبك يا وطني».
ثم حدّثنا الدكتور الحبيب عن رأيه بنوعية الأدب العربي في الوقت الحالي فقال: «الأدب العربي الآن له أكثر من وجه. الوجه الأول هو الأدب الذاتي أو الشخصي الذي يعالج قضايا الإنسان الشخصية. والوجه الثاني هو الأدب الناقض، والرافض لكل شيء من دون أن يطرح بديلاً لهذا الشيء في مجالات مختلفة. الوجه الثالث هو وجه الأدباء الذين عجزوا عن مواكبة التطور والعصر، لذلك قبعوا في زوايا معيّنة، وراحوا يجترّون أفكار القدماء، وهؤلاء هم ميّتون حكماً. وفي الوقت نفسه هناك شخصيات أدبية متوثّبة لقضايا الإنسان، وهؤلاء يملكون ناحية الإبداع، وأنا أتوسم بهم كل خير، وهذا هو الوجه الذي نؤيده. فالأدب العربي مازال حيّاً وهناك عدّة أدلّة على ذلك، لا ضرورة لأن ندخل فيها».
ومن الجدير بالذكر أن الأديب "عبد الكريم الحبيب" هو من مواليد "حمص" /1956/، تخرّج من جامعة "دمشق" كلية الآداب قسم اللغة العربية. نال درجة الدكتوراه بامتياز من جامعة البعث في "حمص" عن رسالته في "التشكيل الجمالي في شعر بشار بن برد"، حيث عمل في حقول الأدب والسياسة والاجتماع وما يزال.
نفّذ أكثر من ألفيّ محاضرة فكرية، وأكثر من خمسة آلاف أمسية شعرية، ونال العديد من الجوائز وشهادات التقدير. أصدر مجموعة من الكتب أولها "قواعد الإعراب" وكتاب "هبة الأيام في ما يتعلّق بأبي تمام" وصدر له سبع رسائل نقدية في تحقيق التراث، كما أصدر له اتحاد الكتّاب العرب مجموعة شعرية بعنوان "تجلّيات في حضرة الورد والدم". عضو في المجلس الأعلى لرعاية الفنون والأدب في سورية، ولجنة إحياء التراث العربي، ولجنة حماية التراث وتحقيقه التابع لجامعة الدول العربية، كما أنه عضو في معهد الدراسات الإسلامية في تركيا.