حملت قصائده الطابع الإنساني واتسم شعره بروحانية صوفية قلّما نجدها عند الكثير من الشعراء، فما هي إلا تعبير حقيقي عمّا يدور في داخله تجاه الكون والحياة، أراد اختزاله في قصائد شعرية وإيصاله للآخرين.
إنه المربي والشاعر "حكمت خولي" الذي التقاه موقع eHoms بتاريخ (23/1/2009) فتحدث عن تجربته الأدبية منذ البدايات وإلى اليوم.
بدأت محاولاتي في كتابة الشعر منذ كنت في الصف السادس والقصائد محفوظة إلى الآن، بعدها صارت لدي مجموعة شعرية اتسمت بنفس تشاؤمي تجاه الحياة، فجعلتني في حيرة أمام هذا الكون الواسع، ما جعلني أتجه لدراسة الفلسفة وعلم الماورائيات وصار اهتمامي في أن يكون ما أكتبه متطابقاً مع شعوري الداخلي، ومعبراً عما أعانيه في داخلي وأعماقي وهذا الشيء هو إحساسي الماورائي بوجود كائن روحاني فعلي في الإنسان، ووجود هذا الكائن كان يطرح لدي تساؤلات كثيرة عن مصير الإنسان ونهايته، وتوصلت فيما بعد إلى يقين مطلق أن هناك خالق لهذا الكون سرمدي أبدي.. وبما أن الإنسان يملك هذه الروح فهو حتماً سرمدي أبدي كخالق هذا الكون
يقول الشاعر "خولي": «بدأت محاولاتي في كتابة الشعر منذ كنت في الصف السادس والقصائد محفوظة إلى الآن، بعدها صارت لدي مجموعة شعرية اتسمت بنفس تشاؤمي تجاه الحياة، فجعلتني في حيرة أمام هذا الكون الواسع، ما جعلني أتجه لدراسة الفلسفة وعلم الماورائيات وصار اهتمامي في أن يكون ما أكتبه متطابقاً مع شعوري الداخلي، ومعبراً عما أعانيه في داخلي وأعماقي وهذا الشيء هو إحساسي الماورائي بوجود كائن روحاني فعلي في الإنسان، ووجود هذا الكائن كان يطرح لدي تساؤلات كثيرة عن مصير الإنسان ونهايته، وتوصلت فيما بعد إلى يقين مطلق أن هناك خالق لهذا الكون سرمدي أبدي.. وبما أن الإنسان يملك هذه الروح فهو حتماً سرمدي أبدي كخالق هذا الكون».
وأضاف: «كان هذا خلال فترة دراستي الأدب الفرنسي في جامعة "دمشق" وبعدها دراستي لثلاث سنوات في فرع الأدب العربي لكنني لم أكمل دراسته بسبب بعض الظروف العائلية، وبعد زواجي واستقرار الأحوال درست (علم النفس المرضي) في الجامعة اللبنانية، فأكسبتني هذه الدراسة معرفة أكبر في حقيقة الكون والإنسان، ولم أنقطع خلال تلك الفترة عن كتابة الخواطر والقصائد الشعرية بين الحين والآخر.
وحين وفاة صديق عزيز جداًَ على قلبي تأججت مشاعري، وكتبت فيه ثلاث قصائد رثاء، فأعطت منحى مؤثراً على كتاباتي الروحية وأحسست أن هذه الفلسفة الروحية التي أؤمن بها يجب طرحها بشكل شعري على الآخرين، وبالدرجة الأولى على المحيطين بي، وبدأت أنشر قصائدي في عدة جرائد (حمص، العروبة، تشرين، مجلة العربي وغيرها)، وأول قصيدة نشرتها كانت في جريدة "حمص" بعنوان (وهج المحبة)، اعتبرها نقطة تحول هامة في حياتي)».
وعن المجموعة الشعرية الأولى الذي تمت الموافقة عليها وسينشرها قريباً قال الأستاذ "خولي": «المجموعة تشمل قصائدي التي كتبتها منذ طفولتي حتى عام /1960/، أسميتها: (للروح أزاهير وثمار)، ارتكزت فيها على واقع طغيان المادة في هذا العصر، والتي أبعدت الإنسان عن رؤية الحقيقة الإلهية وأمام هذا الطغيان أحسست أن من واجبي ترك بصمة في هذا الاتجاه، والوقوف في وجه هذا المد وتأثيراته السلبية على نقاء الإنسان وتتضمن المجموعة حوالي (80) قصيدة، معظمها يتسم بالطابع الإنساني، وهناك بعض القصائد الغزلية لكن المحور الأساسي في المجموعة هو إحساسي المتعاظم بوجود الروح وخلودها، فأنا شخصياً لا أؤمن بوجود الموت وأراه حالة استحالية من مستوى وجودي إلى مستوى وجودي آخر. فكل قصائدي فيها رفض للفناء ورفض لفكرة الموت».
وفي ختام اللقاء أمل شاعرنا نجاح مجموعته الأولى وانتشارها وإيصال الرسالة للقرّاء بالشكل الصحيح ليكون ذلك حافزاً لإصدار المجموعة الشعرية الثانية.
واقتطف لنا الأستاذ "حكمت" من قصيدته (غيث المحبة) بعض الأبيات:
بروحي أفتدي ألم اليتامى
وأحنو بالحنان على الصغير
أكفكف خاشعاً دمع الثكالى
وتلهبني صراعة مستجير
أحس سعادتي وهناء نفسي
برفع الهم عن قلب كسير
أخي إن يسألوك عن الحبور
وعن فرح يهلل في الصدور
فقل: غيث المحبة سوف يسقي
موات الورد في قلب الصخور
ومن قصيدته (الشاعر) اقتطف:
من برعم الكون من رحم التقادير
من غضبة الريح في قلب الأعاصير
يطل من كوة الأدهار ممتشقاً
سيفاً من النور في وجه الدياجير
ومشعل الحق في الظلماء شمعته
تبدد العتم في جوف الدهارير
الجدير بالذكر أن الشاعر "حكمت خولي" من مواليد قرية "الزويتينة" في محافظة "حمص" عام /1945/، أمضى مرحلة الدراسة الابتدائية في لبنان بسبب استقرار أهله، ثم عاد إلى قريتي "الزويتينة" ودرس الإعدادية والثانوية في بلدة "مرمريتا".
بعد تخرجه من الجامعة درّس اللغة الفرنسية في عدد من مدارس "حمص" العامة والخاصة من عام /1969/ حتى عام /2005/، وهو متزوج ولديه "مناف" يحمل درجة الماجستير في هندسة الكمبيوتر، و"هيام" مهندسة مدنية، و"عهد" مدرسة لغة إنكليزية.