يشغل منصب مدير المركز الثقافي العربي في مدينة "الرستن"، الذي التقيناه دون موعد مسبق كشاعر، هو الأستاذ "أحمد اليوسف"، الذي حدثنا عن تجربته مع الشعر منذ البدايات، وعن إنتاجه الأدبي المنشور بالقول:
«بدأت بكتابة الشعر عام/1980/، وكنت حينها في الصف الثالث الثانوي، وجاء ذلك بدافع شخصي واجتهاد ذاتي، ويوماً بعد يوم، تعلّقت أكثر بالشعر، وعملت على تطوير نفسي في هذا المجال، من خلال اطلاعي على تجارب عدد كبير من الشعراء القدامى ومعاصرين، فكنت في البدايات أكتب الشعر العمودي، وأصبحت فيما بعد أكتب العمودي وشعر التفعيلة».
أنا أكتب عن عاطفة صادقة وعن تجربة حياتية، لذا دائماً أطمح نحو الأفضل، وإنشاء الله أصدر مجموعتي الشعرية الثانية في أقرب فرصة
وعن الأعمال الأدبية المنشورة للاستاذ "اليوسف" قال: «لدي مجموعة شعرية وحيدة بعنوان "فيض المشاعر"، نشرتها عام /2005/، ولدي كتاب آخر تم إصداره صيف هذا العام /2009/، وهو دراسة مشتركة بعنوان (معجم الشعراء الأتراك) أنجزته بالاشتراك مع الدكتور"مراد مولوي"، وحالياً أنشر بعض قصائدي في جريدة العروبة المحلية».
وعن الأمسيات الشعرية التي اشترك فيها وللتعريف بما يكتب قال "اليوسف": «أعتبر أنني انطلقت من رابطة الخريجين الجامعيين بـ"حمص"، التي شاركت فيها بالعديد من الأمسيات الشعرية، كما ألقيت الكثير من قصائدي على منابر عدد من مراكز محافظة "حمص" الثقافية، وذلك قبل تسلمي رئيساً للمركز الثقافي».
وتابع قائلاً: «أما أحدث مشاركاتي فكانت ضمن ديوان "لماذا نحبه" الصادر عن دار المنهاج بـ"جدة" (السعودية)، من خلال قصيدة بمدح النبي "محمد" (ص) والحديث عن مناقبه، وهي ضمن (45) قصيدة تم اختيارها من بين مئات القصائد».
وعن المجموعة الشعرية الوحيدة التي أصدرها يقول الشاعر "اليوسف": «المجموعة هي نتاج ومضة فكرة ما، أو توقد عاطفة بين حين وآخر، حزينة تارة، ومتوثبة متفائلة تارة أخرى، بما يحيط بها من ظروف وأحداث تنعكس من خلال ما يجيش من نفسٍ متأثرة، وعين متأملة».
وأضاف: «احتوت المجموعة على على صغرها، مواضيع مختلفة: قومية ووطنية واجتماعية وذاتية، ووجدانية وفلسفية وتأملية، وأخلاقية توجيهية، وقد حرصت من خلالها أن أوصل فكرة سامية، أو قيمة نبيلة، أو خلقاً حميداً بطريقة مباشرة أحياناً وغير مباشرة أحياناً أخرى، وقمت بشرح بعض الكلمات التي قد تلتبس على القارئ لترسيخ معناها أو التذكير بها من أجل تعميم الفائدة؛ لأن اللغة ترتقي من خلال الأدب واستظهاره، لا من خلال القواعد والنحو».
وعن القوالب الشعرية التي استخدمها في عرض قصائد مجموعته قال "اليوسف": «ضمت المجموعة إلى جانب الشعر العمودي –وهو الغالب- بعض القصائد التي جرت على نظام التفعيلة، وإن كان للشعر العمودي خصوصيته وميزته إذا صدر عن شاعر متمكن ونفس شفافة مشرقة، ومشاعر جياشة ملتهبة، وأديب وأديب ممتلك ناصية اللغة علم بأسرارها وأساليب كبار أدبائها، بحيث لا تجد فيه مكاناً للحشو أو التقعّر في اللفظ أو القلق في القافية أو الركاكة في الأسلوب».
وعن طموحاته في مجال الأدب قال الشاعر "اليوسف":«أنا أكتب عن عاطفة صادقة وعن تجربة حياتية، لذا دائماً أطمح نحو الأفضل، وإنشاء الله أصدر مجموعتي الشعرية الثانية في أقرب فرصة».
ومما كتبه الشاعر "أحمد اليوسف" من مجموعته "فيض المشاعر" اختار لنا هذه الأبيات:
يا أيها الإنسان قلبي
جمرة فاقبس لظاها
هذي الحياة مسيرة
يمضي الأناس لمنتهاها
أوقد فؤادك بالمحبة كي
تحلق في سماها
وامدد يديك مسلّما
واملأ عيونك من رؤاها
تجد الحياة كزهرة
فواحة نشرت شذاها
الجدير ذكره أن الأستاذ "أحمد اليوسف" تخرج من جامعة البعث (كلية الآداب والعلوم الإنسانية)، قسم اللغة العربية عام /1995/، وذلك بعد حصوله على شهادة أهلية التعليم. درّس في مدارس مدينة "الرستن" ومنها ثانوية "محمود الحمود" للبنات، بعدها انتقل للعمل كمدير للمركز الثقافي العربي في "الرستن" عام /2002/ وهو مستمر بعمله حتى الوقت الحاضر.