من عبق الطفولة التي تفوح من محبرته ودواته ومنذ أكثر من ثلاثة عقود حينما كانت الجدة تروي حكاياها القديمة عن "ليلى والذئب وحبة الفاصولياء"، عندها أحب الكتابة للأطفال كما أحبت الأم أولادها الصغار، ثم انتقل للمسرح ليترجم ما فاض به قلمه من مشاعر وأحاسيس فتيه لأجمل لحظات العمر البريئة. إنه القاص والمسرحي والمخرج وكاتب الدراما التلفزيونية " نور الدين الهاشمي"
معلم اللغة العربية وحامل إجازة من جامعة دمشق مارس التعليم بمعظم الصفوف الدراسية ثم استقال منه لتبقى الكتابة هي ملاذه الوحيد موقع ehoms التقى الأديب" نور الدين الهاشمي " الذي حدثنا عن ذكرياتٍ وأيام عمر ٍ انقضت وعن بدء رحلته مع الأدب فقال: «بدأت الكتابة وأنا أمارس مهنة التعليم في أواخر السبعينات، وذلك بكتابة القصة القصيرة للأطفال ثم اتجهت إلى المسرح وكتبت في مسرح الأطفال والكبار وقدمت سبعة عشر عملا ً مسرحيا ً داخل القطر وخارجه بعدها اتبعت عددا ً من دورات الإخراج المسرحي التي أقامتها وزارة التربية بالتعاون مع المعهد العالي للفنون المسرحية، ثم قمت بنفسي بإخراج خمسة من الأعمال المسرحية بعضها في "مهرجان حمص المسرحي" ثم بدأت أكتب للتلفزيون عدة مسلسلات عرضت على شاشات عدد من تلفزيونات الوطن العربي، منها "رحلة الحظ" "لغزوان بريجان" و"وادي الكسلان" "لعلاء الدين الشعار" في بداية التسعينات وفيلم "ازهار الصداقة" "لحسام داغستاني" ومسلسل "الأغنية الخامسة" "لمحمد شيخ نجيب" عام 2006»
بدأت الكتابة وأنا أمارس مهنة التعليم في أواخر السبعينات، وذلك بكتابة القصة القصيرة للأطفال ثم اتجهت إلى المسرح وكتبت في مسرح الأطفال والكبار وقدمت سبعة عشر عملا ً مسرحيا ً داخل القطر وخارجه بعدها اتبعت عددا ً من دورات الإخراج المسرحي التي أقامتها وزارة التربية بالتعاون مع المعهد العالي للفنون المسرحية، ثم قمت بنفسي بإخراج خمسة من الأعمال المسرحية بعضها في "مهرجان حمص المسرحي" ثم بدأت أكتب للتلفزيون عدة مسلسلات عرضت على شاشات عدد من تلفزيونات الوطن العربي، منها "رحلة الحظ" "لغزوان بريجان" و"وادي الكسلان" "لعلاء الدين الشعار" في بداية التسعينات وفيلم "ازهار الصداقة" "لحسام داغستاني" ومسلسل "الأغنية الخامسة" "لمحمد شيخ نجيب" عام 2006
*بالحديث عن التلفزيون تمتلك تجربة غنية في عالم الكتابة للتلفزيون كيف دخلت هذا العالم وتنقلت بين الفصحى ولغة الحوار العامية ؟
**«لم أدخل التلفزيون من فراغ فقد بدأت بكتابة وإخراج المسرح وهناك علاقة بين الإخراج المسرحي والكتابة للتلفاز إلى حدٍ ما فالإخراج عملية سيناريو حركة وتمثيل الممثل ورسم منظر أو مكان ما حيث توجد علاقة بين الإخراج وكتابة السيناريو فتحولت كبداية من القصة إلى المسرح وخاصة مسرح الطفل ثم التلفاز ففي بداية التسعينات حولت بعض مسرحيات الأطفال إلى دراما ومسلسلات تلفزيونية مثل مسرحيات "رحلة الحظ" و "وادي الكسلان"، وعندما أتقنت كتابة السيناريو بدأت أكتب للكبار وتعرفت على الأستاذ "ياسر العظمة " عن طريق القصة القصيرة عندما أهديته مجموعة ً قصصية، على أثرها طلب مقابلتي لتحويل بعض القصص إلى سيناريوهات، وبدأت التعاون معه مع بداية عام 2000 واستمر هذا التعاون في مسلسل مرايا حتى عام 2006 حيث قدمت أكثر من مائة لوحة بالإضافة إلى عدة مسلسلات أخرى كمسلسل كلاكيت _حكايات ساخنة "لغزوان بريجان" وغيرها»
وعن أسلوب الكتابة قال:«بين كتابة القصة والكتابة للمسرح أو التلفاز عنصر مشترك ألا وهو الخيال فلا وجود لكاتب بدون خيال وعندما يغلب الحوار على القصة الدرامية تكون الكتابة فاشلة إلا في بعض الأعمال الخاصة، كالمحاكمة أو حديث بين متحاورين، والكتابة برأي تبدأ عندما أتصور شيء ما خيالي ثم أركبه بطريقة وقالب جديدين، فالخيال هو عبارة عن تركيب لأشياء الواقع وفي القصة القصيرة يخطف الكاتب لحظة ًمن الحياة ويصوغها بطريقته الخاصة ومن الممكن أن يكون البطل هو البيئة أو المكان أو حتى الحوار نفسه أما عن اللهجات فبطبيعة الحال استخدم الفصحى ولكن هذا لا يمنع من استخدام العامية حتى تتحقق فنية العمل وواقعيته، وبشكل ٍ عام القصة هي التي تختار لغتها وللمسرح ً لغته ولكل شيء لغته الخاصة تفرض نفسها»
**«سؤال هام وصعب في نفس الوقت فمنذ البدايات يظهر الدافع كنوع من التعبير عن الذات وعن إنسانية الإنسان فكل فرد يعبر بطريقة ما عن ذاته و وجوده في الحياة، فتظهر أحياناً من خلال إبداع نوع من العطاء يكون له دور في هذه الحياة يستقيه من ظروفه القاسية والمرة أو حتى الدافئة الجميلة وفي الوقت نفسه يعطيها من روحه وإبداعه وذلك في مجال جميل هو مجال الكتابة للإبداع مادام قادرا ً على الإبداع كأن تصبح الحياة أرقى وأجمل ومحاولة القضاء على المفاسد وأماكن القبح والظلام إضافة إلى أن الكتابة تحقق شيء من الشهرة و مردودا ً ماديا ً- بلا شك- وخاصة الكتابة للتلفزيون.
أما دافع الهاشمي الأساسي ففي البداية ممكن أن تكون تجارب حب ناجحة أو فاشلة فالألم هو الذي يعبر عن الإبداع الذي سيتحول فيما بعد إلى حزن وجودي أو إنساني أو ذاتي ومن الممكن أن يكون إحساسا ً بأن هناك شيء ما خاص كحي شعبي أو مدينة أو أي شيء روحي يعبر عنه أو أي حدث ينعكس في الذات وبهذا المعنى يتحول الخاص إلى عام وبالعكس»
وعن حصيلته من الجوائز المحلية والعربية قال: «نلت العديد من الجوائز داخل القطر وخارجه منها اتحاد الكتاب العرب عام 1994 الجائزة الثانية في مسابقتي قصة الأطفال والمسرحية القصيرة التي أقامتهما جريدة الأسبوع الأدبي وفي مهرجان القاهرة للإذاعة والتلفزيون في دورته الرابعة حصلت على الجائزة البرونزية عن مسلسل الرجل الآلي وفي دورته الثانية عشرة كانت الجائز الذهبية من نصيبي عن مسلسل الأطفال الأمنية الخامسة وفيلم أزهار الصداقة لأحسن كاتب أما في دورته الثالثة عشرة فجائزتي الذهبية كانت عن فيلم يوم واحد لأحسن سيناريو وفي الأمارات العربية المتحدة حصلت على مجموعة من الجوائز منها الجائزة الثالثة عن مسرحية شجرة الحكمة عامي 2006- 2007 التي يقيمها أنجال الشيخة " فاطمة بنت هزاع النهيان" وفي المغرب حصلت على الجائزة الأولى في مهرجان " أصيلة " عن مسرحية الحاكم فانوس»
من الجدير بالذكر أن "الهاشمي" شارك في عدة مؤتمرات في سورية سواء في اتحاد الكتاب العرب والمراكز الثقافية وقدم في دمشق " بحث أو التكنولوجيا ودورها في أدب الأطفال " وبحث " التراث وعلاقته بأدب الأطفال " في القاهرة وهو عضو في اتحاد الكتاب العرب وجمعية أدب الطفل وفي "حمص" ينتسب لجمعية العاديات ورابطة الخرجين الجامعيين