عندما قررت الشاعرة "ريد السباعي" أن تنشر ديوانها الأول "بين عشق وعشق يتأرجح وجعي" كانت تعود إلى مخزونها الحياتي والشعري لتخرج خليطاً نادراً رفده إجازتها باللغة العربية مقدمة لغة شاعرية ونحوية تضم العاطفة الأنثوية الجياشة والرغبة الجامحة للكتابة. موقع eHoms التقى الأديبة الشابة "ريد" وكان هذا الحوار...
الحب هو تلاقي الأرواح والارتقاء بها ومن هنا ربما كان للروح "المتمثلة بالحب العذري" الظهور الأكبر في نصوصي، ومن وجهة نظري الخاصة التي اتفق فيها مع الآخر أو اختلف أن الحب من أجل الحب فقط هو أرقى نوع في سلم العواطف الإنسانية ، فالحب هو ارتقاء وسمو وخلود وأنا دائماً أبحث عن الخلود بطريقةٍ ما
**«نعم بداياتي كانت في صفحة "على طريق عبقر" كما أغلب الأدباء الشباب الذين خرجوا من عباءة هذه الصفحة في مدينة "حمص"، كانت هذه الصفحة بالنسبة لي النافذة التي سأطل منها على الآخر فإما يتقبلني وأستمر أو أعود أدراجي وأبحث عن شيء آخر غير الكتابة، وحينما وجدت نصي الأول قد لاقى القبول ونُشر بدأت بمشواري الأدبي بخطىً واثقة، وتزامنت بداياتي في صفحة "عبقر" مع بداياتي في صفحة "على الدرب" بجريدة "الاتحاد" الإماراتية.
وهنا أود أن أذكر الأستاذ "غسان لافي طعمة" الذي كان وما يزال مشرفاً على الصفحة على كل ما فعله للأدباء الشباب.
وبعد ذلك نشرت في عدد من الصحف العربية، و المواقع الإلكترونية، ومنذ عام تقريباً أنشأت مدونة تضم عددا كبيرا من أعمالي في القصة والشعر والقراءات أسميتها "سما ريد"».
* ما هي روافدك الشعرية ؟
**«أنا أقرأ كل ما يقع تحت يدي من كتب في الشعر قديمه وحديثه، وكل أنواع الأدب والفلسفة، حتى أنّي أقرأ مجلات الأطفال وكل الصفحات الثقافية في الصحف السورية، بالإضافة لمطالعتي المستمرة للمجلات الأدبية، وأعتبر كل هذا ثقافة ومعرفة يزيد في مخزوني الأدبي والحياتي .
لا تهمني شهرة الكاتب الذي أقرأ له المهم عندي الجملة الجميلة التي تؤثر بي والأسلوب الآسر وطريقة الطرح والمعالجة بغض النظر عن الاسم أياً كان».
*وصفتي ما بديوانك "بالنصوص النثرية" هل هي محاولة للإفلات من النقد الذي يوجه لدواويين الشعر الجديدة ؟
**«أقرأ نصوصا كثيرة يطلق عليها أصحابها صفة الشعر وهي لا تفتقر لشيء بقدر افتقارها للشعر،
فالشعر مسؤولية أولاً وأخيراً ومن هذا المنطلق واحتراماً لنصي الذي أكتبه لم أحب أن أدخله في مثل هذه المتاهات ولا أحب أن أُطلِق على نفسي وعلى نصي ألقاباً قد تكون فضفاضة، ومن هنا أقول لا يهمني إن كان ما أكتبه شعراً أم نثراً المهم عندي أنه يتمتع بالعاطفة الفياضة والصدق الكامل ويعبر عني أنا بلا رتوش .
وبالنهاية من أراد أن يُطلق على نصي صفة الشعر ويتوجني شاعرة فيكون قد حمّلني مسؤولية أتمنى أن أكون على قدرها».
**«"وعود كاذبة" هي قصة مئات بل الآلاف من الفتيات اللواتي يتعرفن على شاب ويبدأ هذا الشاب بسكب الوعود الكاذبة في آذانهن فيُصَبنَ بما يُشبه الخدر وحينما يستيقظن يجدن أن كل ما كان ليس أكثر من وعد كاذب مع سماع صوت الديك يملأ الآفاق .
أنا أعتبر "وعود كاذبة" هي قصة لفقدان الثقة والمصداقية في تعامل الشباب المستهتر مع الفتيات .
وعلى نفس المنوال جاء نص "حلم يحاكي السراب" فهو أيضاً يحاكي عقلية الرجل الشرقي التي تعتبر أن التعبير عن الحب جريمة كبرى يعاقب عليها قانون الذكورة الأعمى .
ففي هذين النصين ظهر الصوت الأنثوي والذكوري جنباً إلى جنب لأنهما حكاية الذكر والأنثى على مرِّ الزمان».
**«الحب هو تلاقي الأرواح والارتقاء بها ومن هنا ربما كان للروح "المتمثلة بالحب العذري" الظهور الأكبر في نصوصي، ومن وجهة نظري الخاصة التي اتفق فيها مع الآخر أو اختلف أن الحب من أجل الحب فقط هو أرقى نوع في سلم العواطف الإنسانية ، فالحب هو ارتقاء وسمو وخلود وأنا دائماً أبحث عن الخلود بطريقةٍ ما».
*تتمحور معظم القصائد حول العاطفة والمناجاة الشخصية هل تقصدتي تجميع ذلك في ديوان واحد؟
**«طبعاً لم أقصد ذلك، كله جاء بمحض الصدفة فأنا انتقيت الأجمل والأفضل مما عندي من نصوص كثيرة ومتعددة على فترة خمسة عشر عاماً من الكتابة المتواترة والمتفاوتة بالأسلوب والعاطفة وبالتقنية العامة للنص، وربما انتقيت الأغلى لأن كل نص من النصوص له ذكرى محددة وقراءة هذا النص أو ذاك يعيدني إلى الجو الذي كُتِبَ فيه والمؤثرات المحيطة به ، وبالنهاية لا يمكن أن أفصل ذاتي عن نصي فهو مرآة لي وأنا مرآة للأنثى في مجتمعٍ توَّج فيه الذكر نفسه ملكاً على رفات النساء».
يذكر أن الشاعرة "ريد السباعي" من مواليد حمص /1971/، حاصلة على إجازة باللغة العربية، تنشر في عدد من الصحف والمجلات المحلية والعربية، لها ديوان واحد "بين عشق وعشق يتأجح وجعي".