ثمانون مجموعة قصصية وستاً وعشرين رواية، وبين عامي 1970 و2010 اشتغل الأديب القاص والناقد "عيسى اسماعيل" رئيس تحرير جريدة العروبة على أصحابها بعين الناقد الواعي، متناولاً مسار الحركة القصصية والروائية في المدينة من خلال أعلامها وما كُتب عنهم، كل ذلك في كتابه الجديد "أعلام القصة والرواية في حمص" الصادر دار الإرشاد للنشر، والذي احتفل بتوقيعه مساء الثلاثاء 5/10/2010 في المركز الثقافي "بحمص"، حضرها عدد كبير من الأدباء والمثقفين.
وتخلل برنامج حفل التوقيع كلمة عن الكتاب للناقد "محمد غازي التدمري" الذي اعتبر أن الكتاب قدم تجربة جديدة في تقديم الأعلام وتقويم إبداعهم وقال: «قدم المؤلف تجربة جديدة في منهجية العمل الموسوعي التوثيقي الذي أشار في النهاية على نضج التجربة القصصية والروائية في "حمص". ولا شك بأن الجهد المبذول في إعداد هذه التراجم وتوثيق الدراسات وجمعها هو جهد المتابع الدؤوب والمستقصي الصبور والمدقق الباحث عن الحقيقية والساعي وراءها وفي مكانها الواضح والمحدد».
لو لم أكتبه وأنتهي منه قبل تكليفي وتشريفي برئاسة تحرير جريدة العروبة لما كتبته على الإطلاق لأنني لم أتمكن بعد بدئي بهذه المهمة أن أكتب شيئاً جديداً على الإطلاق بسبب العمل ليلاً نهاراً
وأضاف "التدمري": «سعى الكاتب من خلال كتابه إلى تعريف جيل اليوم ومثقفيه بما يخلفه مبدعو المدينة من مآثر ثقافية حقيقية، ولهذا كله يرتقي الكتاب بمضمونه وشكله ليحتل الصدارة في ما ألف في هذا المجال الموسوعي المعرفي التوثيقي المرجعي الذي لا بد منه لكل دارس وناقد وباحث في شؤون القصة والرواية وقضاياهما الفنية والإبداعية، في "حمص" وسورية، فهم وعلى تباين إبداعهم واختلافه يشكلون جزء لا يتجزء من مسير القصة والرواية في سورية ومن ثم في الوطن العربي».
من جهته تحدث الأستاذ "نبيه الجندلي" مدير دار "الإرشاد" للنشر عن الكتاب قائلاً: «وجدت دار الإرشاد للنشر في كتاب الأستاذ "عيسى اسماعيل" بعد قراءته ووضعه على محك المصداقية العلمية والمعرفية كل ما يفد القارئ فهو من الكتب الموسوعية التي أولت أعلام المدينة من مبدعي القصة والرواية اهتماماً كبيراً.
وللقد أعمل الأديب "اسماعيل" قلمه بحس نقدي مرهف وقدم دراسات واعية استطاعت أن تؤطر تجارب القاصين والروائيين وما كتب عنهم، وتضعهم وجهاً لوجه أمام القارئ الذي سيجد في الكتاب نتاجاً موسوعياً غاية في الإتقان، يشير إلى جهد مسؤول وعمل دؤوب ووعي نقدي واضح ملتزم بأصول الدراسة الفنية ومنهجية الكتاب المعجمي الموسوعي التوثيقي».
وأضاف "جندلي": «سيبقى هذا الكتاب مرجعاً مهماً لكل دارس وناقد وقارئ ليس في "حمص" فحسب وإنما في سورية والوطن العربي كافة حيث سيجول هذا الكتاب وغيره من كتب الدار أقطار الوطن العربي من خلال المعارض والمهرجانات الدولية التي ستشارك بها الدار».
والتقينا أحد أعلام القصة القصيرة المذكورين في الكتاب، الأستاذ "مصطفى الصوفي" الذي قدم رأيه بهذا العمل قائلاً :«الحقيقة أن الكتابة في مجال الإعلام والموسوعات والتوثيق هي عمل كبير جداً يحتاج إلى جهد ومتابعة واطلاع وثقافة واسعة وهذا العمل بالنهاية مسؤولية كبيرة تقع على عاتق الكاتب، كما أن إرضاء الناس كما يقولون غاية لا تدرك، فربما الكثير من الكتاب والمبدعين الذين ذكرهم الأستاذ "اسماعيل" في كتابه لا يرضيهم ما كتب عنهم، لكن يبقى أن ما كتبه الأديب "اسماعيل" يعتبر خطوة هامة جداً وضرورية ولا بد منها في عملية إغناء الحركة الثقافية في "حمص"، خاصة وأن الكاتب تناول أعلام القصة والرواية من زوايا أشمل ودرسهم بعمق أكثر وهي نقطة تسجل له».
أما الأديب "عيسى اسماعيل" وفي لقاء معه ذكر أن "حمص" دائماً وأبداً كانت مدينة الأدب والأدباء ويجب الاعتراف بها كمدينة للقصة والرواية، ومدينة للقاصين والروائيين وإن كان للشعر المكان الأبرز فيها على حد قوله.
وذكر الأديب "اسماعيل" أن الكتاب أخذ منه جهداً لمدة زمنية لا تقل عن عامين ونيف وقال: «لو لم أكتبه وأنتهي منه قبل تكليفي وتشريفي برئاسة تحرير جريدة العروبة لما كتبته على الإطلاق لأنني لم أتمكن بعد بدئي بهذه المهمة أن أكتب شيئاً جديداً على الإطلاق بسبب العمل ليلاً نهاراً».
وعن الهدف من الكتاب قال: «كان الهدف أمامنا أن يأتي الكتاب كاملاً متكاملاً لا ينسى أحداً من الأدباء، وحسبنا أننا أخلصنا النية وبذلنا الجهد، فإذا ما اعترى هذا العمل نقص ما فهو غير مقصود متمنين على الأدباء إرشادنا إلى مكمن النقص كي نستدركه في طبعات الكتاب القادمة».
وأضاف: «لقد كان للمسابقات الأدبية التي يقيمها فرع اتحاد الكتاب العرب سنوياً ولفرع اتحاد الشبيبة وفرع اتحاد الطلبة دور هام في تنشيط حركة القصة والحركة الأدبية في المحافظة بشكل عام، ولا ننسى دور المراكز الثقافية من خلال الأمسيات التي تقيمها ودور رابطة الخريجين الجامعيين الهام لا سيما مهرجانها السنوي "أيام القصة القصيرة" وهذا كله جعل القصة في "حمص" تزدهر وتتميز عن مثيلاتها في المحافظات الأخرى، فضلاً عن دور جريدة العروبة في تشجيع كتاب القصة القصيرة».
الجدير بالذكر أن الأديب القاص "عيسى اسماعيل" يحمل الإجازة الجامعية في اللغة الانكليزية وآدابها من "جامعة دمشق" عام 1982، مارس التدريس لفترة طويلة في ثانويات "حمص" ومعهد إعداد المدرسين وكذلك في المملكة العربية السعودية.
صدرت له مجموعات قصصية ثلاث هي: "الانسان والأفعى" و"حدث ذلك اليوم" و"على الشاطىء الآخر".