نشأ في أسرة تكتب الشعر وتهوى الأدب، فبدأ بكتابة الخواطر منذ نعومة أظفاره، وبعد تطور تجربته الشعرية ابتدأ يخوض في ميدان الشعر الموزون.
إنه الشاعر الشاب "سليمان الحسن" الذي التقاه موقع eHoms فتكلم عن مراحل عديدة في مسيرته الشعرية، منذ نشأته الأدبية الأولى فيقول: «نشأت في عائلة تحب الأدب وتمتلك الوعي الشاعري، فوالدي رحمه الله كان له رصيد جيد في كتابة الخواطر في شبابه، وكذلك أخي الأكبر "ضياء الحسن" له أيضاً ما له من كتابات في الشعر الحر والقصائد النثرية، وقد كان لنشأتي في الطبيعة الريفية الجميلة في منطقة "تلدو" أثراً كبيراً في كتابة الخواطر في البدايات، ثم انتقلت بعدها لكتابة الشعر الموزون، رابطاً بين الكتابة في أحضان الطبيعة وحكاياتها، وبين الكتابة عن المشكلات التي تدور في رأس مجتمعنا».
هناك شعراء شباب يعتبرون بنظري مواهب رائعة على مستوى الشعر، وعلى رأسهم الشاعر والصديق الأستاذ "إهاب السيد عمر"، والزميل الشاعر "وسام مجذوب" والزميل الشاعر "أغيد الشواف"، والشاعر "محمود دياب" والشاعر "طلال قصّاد"
يؤمن "سليمان" بأن الشعر عبارة عن لوحة تتمازج فيها كل الأفكار والمعارف التي كان قد قرأها الشاعر أو تعرض لها خلال حياته، فيعمل على إضافة إبداعه وموهبته لتصبح هذه اللوحة جاهزة للعرض والتقديم، فعن أثر ثقافته العامة فيما يكتب تحدث قائلا: «لقد كان لقراءاتي أثرٌ كبير في نشأتي الأدبية وتطورها فيما بعد، حيث إنني هممت منذ مراحل الدراسة الأولى بقراءة الكتب الغامضة التي كانت تثير اهتمامي بشكل كبير جداً، كبعض كتب "أينشتاين" و"فرويد" وغيرهما، ومع بداية حياتي الجامعية بدأت بقراءة الأعمال الشعرية العربية لعظماء الشعر، وقد استوحيت منهم مواضيع الخواطر الشعرية بما تحتويه من تنوع في عدة مواضيع اجتماعية وغزلية، فساهم كل ذلك في إغناء المواضيع التي ناقشتها في شعري».
وعن سبب دراسته للأدب الإنكليزي في "جامعة البعث" على الرغم من عشقه للغة العربية وتغنّيه فيها بالكثير من قصائده، تحدث الشاعر "الحسن": «كان دخولي لقسم الأدب الإنكليزي عن رغبة واقتناع، لما لهذه اللغة من جمال وفائدة جمّة في التواصل مع مختلف شعوب العالم، ولكثرة الروايات التي تتناولها، والمسرحيات الرائعة التي درستها، كأعمال "شكسبير" وغيره الكثير من الكتّاب والشعراء الإنكليزيين والأميركيين، الذين أثّرت أفكارهم فيّ وبشخصيتي الأدبية حتى إنني بدأت أكتب في بعض سني حياتي بعضاً من الخواطر باللغة الإنجليزية وهذا ما يغني خزينة القوافي والمفردات لدي، ويساعد في إتقان فن الترجمة الذي كان عليّ أن أتقنه بشكل جيد تبعاً لنوع دراستي».
لم يكتف الشاب "سليمان" بكتابة الشعر فقط بل كان حريصاً أيضاً على الاحتكاك بجمهور الشعر في "حمص" من خلال إحيائه لعدد من الأمسيات الشعرية في مراكزها الثقافية، بالإضافة إلى أمسيات أخرى في مدرجات "جامعة البعث"، فضلاً عن نشر بعض ما كتبه في صحيفة "العروبة" وغيرها من الصحف والمواقع الإلكترونية.
وعن أثر تلك المشاركات في تنمية موهبته الأدبية يقول "الحسن": «لا أستطيع أن أخفي فائدة الأمسيات وأثرها الكبير جداً في تقويتي أدبياً، وكذلك نشر القصائد في الصحف والمنتديات الأكاديمية، وذلك وفقا لهدفي في استقراء الآراء بشتى اتجاهاتها وأذواقها، فكل ذلك يدفعني للتطور أكثر فأكثر ويحسّن ويطوّر من أسلوبي، حيث أصبحت أعرف شيئاً فشيئاً ما يلفت الانتباه والإعجاب لدى الجمهور الأدبي، كما أن للنقد أهمية كبرى في حياة الشعراء وكتاباتهم».
في شعر "سليمان" تخاطر يظهر بشكل واضح مع شعراء كبار يرى فيهم قدوته الشعرية، وفي هذا الموضوع يقول: «لا بدّ لأي شاعر من التأثر بشعراء كبار، وأنا أعتبر نفسي متأثراً بالشاعر "نزار قباني"، وشاعر المهجر "أحمد مطر" الذي أعشق أسلوبه كما الشاعرين "محمود درويش" و"كريم العراقي"، أما على صعيد الشعر القديم فأعشق إبداع "المتنبي" وغيره من الشعراء الغنيين عن التعريف».
ويضيف "الحسن": «وهنا لا أنكر فضل مجموعة من النقاد والأدباء الذين ساهموا بوصولي إلى ما وصلت إليه، وعلى رأسهم الأستاذة "هدى الصبّاغ" التي كان لها فضل كبير في تشجيعي، من خلال نقدها البنّاء لما كنت أكتبه، ولا شكَّ أنها التي جعلتني أحبُّ فنَّ النقد وأقرأ كتباً نقديةً كثيرة لأطوّر مقدرتي في فن النقد البنّاء».
يؤكد الشاعر "سليمان" وجود شعراء شباب لا يحتاجون إلا إلى بعض الدعم والاهتمام وتأمين المناخ الأدبي المناسب لهم، الذين يرى فيهم رفاق درب، ومشاريع شعرية كبيرة في المستقبل حيث عبّر عن ذلك بقوله: «هناك شعراء شباب يعتبرون بنظري مواهب رائعة على مستوى الشعر، وعلى رأسهم الشاعر والصديق الأستاذ "إهاب السيد عمر"، والزميل الشاعر "وسام مجذوب" والزميل الشاعر "أغيد الشواف"، والشاعر "محمود دياب" والشاعر "طلال قصّاد"».
وللتعرف على رأي نقدي في الشاعر "سليمان الحسن" التقينا الأستاذة "هدى صباغ" المعيدة في قسم اللغة العربية في "جامعة البعث"، التي عاينت شعر "سليمان" عن قرب من خلال أمسياته ومشاركته في المنتديات الأدبية، فعبّرت عن إعجابها بشعره قائلة: «أرى في شعر "سليمان" غزلاً يفيض رقة، حيث تتحد كلماته مع موسيقاه، فيشكلان قصيدة أقرب إلى الأغنية لما فيها من العذوبة الصوتية واللفظية، وأكثر ما يميزه شعره الاجتماعي الذي يلقي فيه الضوء على مشكلات الحياة والمجتمع، وينظر إليها بعين الساخر تارة، وبعين الناقد تارة أخرى، لينبّه في كلا الحالين إلى وجود مشكلة تحتاج إلى حل وهو وعي الناس، وعلى الرغم من أنه طالب في قسم اللغة الإنكليزية إلا أنه يتقن لغة الشعراء، فلم يعتمد على ذوقه فقط، بل يبدو أنه قرأ كثيراً واجتهد كثيراً، وأهم ما جعل شعره متطوراً متجدداً بالإضافة إلى موهبته هو أنه لا يكتفي بكلمات الإطراء، وإنما يبحث عن النقد البناء الصادق، الذي يراه اليد التي تسمو بشعره وكتاباته، ويناقش ذلك النقد حتى يصل إلى الصيغة النهائية التي يرتضيها في قصائده».
الجدير بالذكر أن "سليمان الحسن" من مواليد عام 1987م في منطقة "تلدو" التابعة لمحافظة "حمص"، وهو حالياً يقوم بالتحضير لطباعة ديوانه الشعري الأول الذي يحمل عنوان "لغة الياسمين".