تعتبر الوقاية أهمّ خطوات العلاج وأمدّها عمراً، ويندرج ضمن أساليب الوقاية الكشف المبكر عن أعراض أي مرض وتشخيصه، وعلى رسالة مفادها "الكشف قبل الشكوى..... حماية ووقاية" انطلقت حملة الكشف المبكر عن "سرطان الثدي" في محافظة "حمص" والتي تستمر من 16 أيار إلى 16 حزيران 2009. بداية تلك الحملة كانت بمسير قادته الجمعيات المنظمة للحملة ضمن شوارع المدينة الرئيسية مع توزيع منشورات عن كيفية الوقاية وأهمية زيارة عيادات الطبيب وأسماء العيادات والمستشفيات التي تقدم خدماتها خلال أيام الحملة في "حمص" وريفها.

eHoms رافق المسير الذي انطلق الساعة السادسة من تاريخ 13/ 5/ 2009 من مقابل الملعب البلدي، حي "الحمراء" حتى ساعة "حمص" الجديدة في مركز المدينة وخلال المسير التقينا بالدكتورة "رفيف الموسى" نائب رئيس مجلس إدارة جمعية مكافحة "سرطان الثدي" ورئيسة اللجنة الصحية في الهلال الأحمر والتي تحدثت عن الحملة وأهميتها بالقول: «الهدف الأساسي من هذه الحملة التي تمتد على مدار شهر كامل هو قرع ناقوس الخطر وخاصّة أن مرض "السرطان" زادت نسبته إلى حدٍ كبير أي بما يعادل إصابة سيدة من ثماني سيدات، وهذا يضعه في مرحلة وبائية وإمكانية إصابة المرأة في مرحلة من مراحل حياتها به هو أمر مخيف.

النشاط الاجتماعي الصحي في الحرب والسلم على حدٍ سواء من أهم أعمال "الهلال الأحمر" وحالياً الحملة تندرج تحت نظام توعية شامل يضمّ (الأمراض، التربية، مساعدة الناس...) بكل ما هو متوفر مادياً ومعنوياً وفي كل الأوقات لذلك نحرص على وجود منشورات صحية اجتماعية هدفها التوعية

بالإضافة إلى أنّ الإحصائية السابقة هي عالمية أمّا نحن فليس لدينا إحصائيات والخوف أن تكون أكبر من النسبة المطروحة لعدم وجود التشخيص المبكر، لذلك فإن الفكرة الأساسية من وراء هذه الحملة تنبيه السيدات بأنّ الكشف المبكر قد يحول المشكلة من كارثة إلى شفاءٍ تام، وكل ذلك بطريقة سهلة تقتصر على الفحص "السريري" وصورة "الماموغراف" البسيطة».

الدكتورة "رفيف الموسى" مع أحد منظمي المسير

أمّا عمّا تشمله الحملة فتضيف: «سيكون التصوير "الماموغراف" متوفر بدون مقابل بكافة العيادات والمستوصفات العامة ومديريات الصحة التي قدمت تعاونها بشكل كبير، مع تقديم العديد من الأطباء عياداتهم الخاصّة لإجراء عمليات تصوير مجانية على مدار الشهر، مع توزيع مجموعة من النصائح لربات البيوت وقيام مجموعة من سيدات "الهلال الأحمر" المتطوعات بزيارة المنازل والعيادات والمراكز العامة في "حمص" والقيام بتنشيط الحملة وتوعية الأهالي، مع مجموعة من المحاضرات العلمية التي ستقام في المستشفى "العسكري"».

تختم الدكتورة "رفيف" بأن المسير هو نوع من جرس الإنذار ولفت الأنظار وهو طريقة تبليغية مباشرة للناس من خلال تفاعلهم معه ورؤيتهم له.

السيدة "نجوى معروف"

تعدّ الحملة "تثقيفية طبية مساعدة" في آن واحد كما أضافت السيدة "نجوى معروف" مسؤولة اللجنة النسائية ولجنة السيدات في "الهلال الأحمر" وعضو جمعية "السرطان" وأمراض "الثدي" في "دمشق" والتي قالت لنا: «ينبغي على جميع السيدات في المجتمع من كلّ الطبقات أن يتنبهوا لخطورة مرض "السرطان" وإمكانية الكشف عنه في مراحله المبكرة وتشخيصه، وعند توجه السيدة إلى أول خطوات الكشف وهي صورة "الماموغراف" نكون قد وصلنا إلى أهمّ أهداف الحملة وهي الوعي بالمرض من كافة شرائح المجتمع المثقفة وغير المثقفة الرجال والنساء على حدّ سواء، ووجودنا بشكل المسير في الشارع هو نوع من الإعلان الذي أصبح ضرورياً بخصوص هذا المرض».

وعن نشاطات "الهلال الأحمر" تضيف: «النشاط الاجتماعي الصحي في الحرب والسلم على حدٍ سواء من أهم أعمال "الهلال الأحمر" وحالياً الحملة تندرج تحت نظام توعية شامل يضمّ (الأمراض، التربية، مساعدة الناس...) بكل ما هو متوفر مادياً ومعنوياً وفي كل الأوقات لذلك نحرص على وجود منشورات صحية اجتماعية هدفها التوعية».

مجموعة من رجال المحافظة أثناء المشاركة في المسير

المسير تمّ تنظيمه من قبل شباب "الهلال الأحمر" المتطوعين والذي بلغ عددهم 20 متطوعاً قاموا بتوزيع المنشورات ونشرات التوعية وعن ذلك يتحدث مدرب الإسعاف "مهند حالو": «مشاركة "الهلال الأحمر" أتت من الخبرة الميدانية الكبيرة له خاصّة عندما يكون الهدف توعية الناس وخدمة المجتمع بشكل تبرعي، حاولنا اليوم أن نركز المسير في شوارع "حمص" الرئيسية التي تكون مكتظّة في أغلب أوقات النهار لضمان المعرفة بالحملة لأكبر عدد من الناس، ونجاح المسير تحقق بشكل كبير حيث أن الناس بدأت هي تطلب المنشورات وحتى أصحاب المحلات التجارية ساهموا بأخذ كمية من نشرات التوعية لتوزيعها على الزبائن».

الجدير ذكره أن الحملة تجري بالتعاون مابين الجمعية السورية لمكافحة "السرطان" ب "حمص" ومديرية صحة "حمص" والمشفى العسكري ومنظمة "الهلال الأحمر"، جمعية أمراض الثدي السورية ونقابة أطباء "حمص"وعدد من الجمعيات الأهلية مثل جمعية "أصدقاء حمص"