يستعدّ طلاب المدارس بكلّ مراحلهم لامتحانات نهاية العام /2009/م، وكنوع من الترفيه الذي يزيد من قدرتهم الدراسية وتحفيزهم على النشاط في الأعوام القادمة، قدّم نادي السينما بـ "حمص" هدية لطلاب مدرسة "ناظم الأطرش" بتاريخ 19/ 5/ 2009 وكانت عبارة عن عرض فيلم روائي للناشئة وذلك كتجربة جديدة في نطاق المدارس لعلّها تُعمم وتُصبح سنوية أو حتى شهرية وللحديث عن هذه الفكرة وأهميتها يقول الدكتور "نزيه بدور" مدير نادي السينما في "حمص" عندما التقى به eHoms:
«يعتقد الكثير من الناس بأنّ السينما هي شيء مطروق لدى جمهور الكبار فقط ولا علاقة للصغار بها، ولكن على العكس من ذلك فجمهور الأطفال يحتاج للسينما، وأخصُّ الهادفة منها لأنها وسيلة فعّالة في تنمية الإبداع والخيال وتحفيز التركيز، وتساعدهم على التعرف على آفاق لا يستطيعون الوصول إليها بالتلقين والدراسة فقط، وقد أتتني الفكرة لأنها غير موجودة كـ "سينما مدرسية" في أغلب المدارس على خلاف البلدان الأخرى وليس هناك أجمل من تخصيص قاعة لعرض أفلام ومسرحيات هادفة ومفيدة في المدرسة.
أُفضلّ الذهاب إلى السينما ولكنّ العرض جيد للأطفال ليتعرفوا على السينما والكثير منهم لا يعرفونها، وأحببت الفيلم الذي يُمثّل من قبل نجومٍ سينمائيين هم بمرحلة الطفولة، هذا بدوره يشجعنا على أن نكون مثلهم ويعرفنا على عادات معيشية وتقاليد و تضاريس بلدان ودول نجهلها
وشجعني على القيام بذلك مشاهدتي لمسرحية باللغة الإنكليزية قدمها طلاب المدرسة مابين الصف الثاني وحتّى الصف السادس وذلك بتدريب من مُعلمتهم في المدرسة فقط، وهذا برهن أن أطفالنا هم شعلة ذكاء لكنّها تحتاج إلى التحفيز الذي تعطيه أفلام الناشئة باحتوائها عناصر (السحر، القيم الإنسانية، الخيال...) التي تدخل أعماق الطفل وتشجعه أيضاً على متابعة مهرجانات "سينما الطفل" التي سنواظب على إقامتها مرتين كل عام، وتساعد أيضاً على تكرار التجربة في كلّ المدارس».
تتميز مدرسة "ناظم الأطرش" بوجود قاعةٍ خاصّة بالأنشطة المدرسية والتي ضمنها قُدّم العرض، وللحديث عن تقبل الفكرة والتجهيز لها التقينا مديرة المدرسة السيدة "محاكم عباس" وتقول: «فكرة عرض فيلم سينمائي لأطفال مرحلة "تعليم أساسي" هي فكرة رائعة وتحتاج لدعم وتأييد مُستمرين وبشرط أن تكون الأفلام هادفة ومشجعة ومربية للطفل في ناحية من نواحي الحياة، وتحمل قيم أخلاقية وتربوية، ومن خلال متابعتي الفيلم مع الأطفال لاحظت انتباهاً وإنشداداً لكلّ لقطة من الفيلم من قبلهم خاصّةً وأنّ الطلاب هم في فترة انقطاع للدراسة ولكنّهم لمجرد سماعهم بعرض فيلم سينمائي أتوا والتزموا حتى نهايته».
تعتقد السيدة "محاكم" أنّ البرامج الموجه للأطفال بدأت تفقد مصداقيتها وبراءتها وتضيف عن فيلم اليوم: «الفيلم الذي تحدّث عن الجرأة والشجاعة وليس العنف الذي أصبح منتشراً هذه الأيام على شاشات التلفاز والفضائيات والتي أصبحت سموماً تبّثُ يومياً في بيوتنا، وأتمنى أنّ يعود أطفالنا وطلابنا بكلّ مراحلهم العمرية لمشاهدة هذا النوع من الأفلام والبرامج، ونحن كمدرسة تلقينا موافقة ودعماً من مديرية التربية في "حمص" لعرض هذا النوع من النشاطات في أي وقت والذي أعتقد أنه يجب أن يكون مرتين في الفصل الدراسي الواحد».
القاعة التي احتاجت المزيد من التجهيزات كشاشة أكبر وتعتيم أكبر ضمّت طلاب الصف الخامس والسادس الأساسي ومنهم الطالبة "راما نصر شعباني" والتي كان رأيها: «على الرغم من أنه وقت الدراسة للامتحان إلا أنني عندما سمعت الخبر بعرض الفيلم فرحت جداً وتحمست ووجدتها فرصة لأقضي وقت فراغي بشيء مفيد وجديد نوعاً ما، وأتمنى أن تكرر دائماً مثل هذه العروض في المدارس خاصّة لأنها توفر لنا مكاناً آمناً ونعرفه لنشاهد فيه هذه الأفلام ويكون الطالب فيها بين أصدقائه».
أمّا الطالب "رامي بدور" فقال: «أُفضلّ الذهاب إلى السينما ولكنّ العرض جيد للأطفال ليتعرفوا على السينما والكثير منهم لا يعرفونها، وأحببت الفيلم الذي يُمثّل من قبل نجومٍ سينمائيين هم بمرحلة الطفولة، هذا بدوره يشجعنا على أن نكون مثلهم ويعرفنا على عادات معيشية وتقاليد و تضاريس بلدان ودول نجهلها».
الجدير ذكره أن الفيلم حمل اسم "الأميرة الصغيرة" وهو فيلم روائي طويل من القصص العالمية مترجم للعربية ويحمل الكثير من المعاني المشوقة بقالب تراجيدي وقد سبق وتمّ عرضه ضمن مهرجان سينما الطفل الماضي.