تعدّ مدينة "القصير" إحدى أهم المدن في محافظة "حمص"، وذلك بسبب مساحتها الكبيرة، واحتوائها على مختلف أنواع النشاطات الزراعية والصناعية والتجارية، وكثرة القرى التابعة إدارياً لهذه المدينة.
موقع eHoms زار مدينة "القصير" بتاريخ 15/12/2008 والتقى بالسيد "سلامة سمعان" وهو مختار أحد أحياء هذه المدينة، والذي حدّثنا عن كافة جوانب هذه المدينة، التاريخية والجغرافية. في البداية حدّثنا المختار "سلامة" عن جغرافية مدينة "القصير" ومساحتها فقال: «تبعد هذه المدينة عن مدينة "حمص" حوالي /35/كم، وعن الحدود اللبنانية /15/كم، وهي في أغلبها أرض سهلية لا يتخللها ارتفاعات كثيرة، والقسم الأكبر من أراضيها هي أراض مروية، تتغذى من مياه نهر "العاصي"، وهناك قسم آخر "بعلي" لا تصل إليه مياه النهر.
تقوم مدينتنا بإنتاج أنواع مختلفة من المحاصيل الزراعية وذلك بسبب مناخها الذي يساعد على الزراعة، فتقوم "القصير" بإنتاج التفاح والمشمش الذي تمتاز به منطقتنا عن المناطق الأخرى، هذا بالنسبة للأشجار المثمرة. أمّا بالنسبة للحبوب فنحن نزرع القمح والشعير أيضاً الذي له ميزاته الخاصة أيضاً، يضاف إليها أشجار الزيتون التي نزرعها بمختلف أنواعها، لذلك تجد في "القصير" الكثير من معاصر الزيتون التي تنتج زيت الزيتون النقي والصافي. وهناك البطاطا التي نشتهر بها أيضاً
عدد سكان المدينة حوالي /42/ ألف نسمة، يتبع لها إدارياً أكثر من /40/ قرية، يصلها بمدينة "حمص" طرق المواصلات التي تؤمن لسكان المدينة الاتصال المباشر بباقي القرى، كما كانت قديماً محطة مهمة في خط السكك الحديدية التي كانت تربط سورية بلبنان، من خلال سكة حديد "رياق- حلب". ولكن بعد اندلاع الحرب الأهلية في لبنان عام /1975/ توقف العمل بهذا الخط. وحالياً حققت مدينة "القصير" تطوراً في قطاع الخدمات التي تؤمنها لسكانها من مختلف الجوانب الخدماتية».
وعن معنى اسم "القصير" وتاريخ هذه المدينة قال: «اسم "القصير" أتى من كون هذه المدينة في القديم مرتعاً للغزلان، التي تعود إلى عائلة "مردم بيك" وقد كانت "القصير" عبر التاريخ سيدة نفسها، فهي لم تكن يوماً من الأيام خاضعة للإقطاع، كبقية القرى التي حولها، والتي كانت بأغلبها تعود ملكيتها إلى عائلة واحدة أو عائلتين. فأهالي مدينة "القصير" كانوا متملّكين لأراضيهم منذ بداية تاريخهم، وهم يعملون بأنفسهم فيها. وكانت بداية هذه المدينة من خلال مرور نهر "العاصي" فيها، مما جعل الناس يرغبون السكن فيها طلباً للمعيشة، ومنذ نشوئها لم يتغير فيها شيء إلاً اتساعها. وقد استضافت عبر التاريخ العديد من الأمراء والملوك، ومن أهمهم حملة "محمد علي باشا" إلى بلاد الشام بقيادة ابنه "إبراهيم باشا" ولكن هذا لم يكن إلّا مجرّد استضافة. وما يزال هناك العديد من العائلات التي بقيت في "القصير" إثر الحملة المصرية إلى بلاد الشام بسبب حبهم لهذه المدينة».
ثم حدثنا المختار "سلامة" عن المحاصيل الزراعية التي تنتجها مدينة "القصير" فقال: «تقوم مدينتنا بإنتاج أنواع مختلفة من المحاصيل الزراعية وذلك بسبب مناخها الذي يساعد على الزراعة، فتقوم "القصير" بإنتاج التفاح والمشمش الذي تمتاز به منطقتنا عن المناطق الأخرى، هذا بالنسبة للأشجار المثمرة. أمّا بالنسبة للحبوب فنحن نزرع القمح والشعير أيضاً الذي له ميزاته الخاصة أيضاً، يضاف إليها أشجار الزيتون التي نزرعها بمختلف أنواعها، لذلك تجد في "القصير" الكثير من معاصر الزيتون التي تنتج زيت الزيتون النقي والصافي. وهناك البطاطا التي نشتهر بها أيضاً».
وعن المواقع الأثرية الموجودة في المدينة ختم قائلاً: «يوجد في "القصير" العديد من المواقع الأثرية المعروفة منها وغير المعروفة أيضاً. فعلى سبيل المثال هناك طاحونة "أم الرغيف" الرومانية والتي لها تاريخ طويل، وهناك أيضاً "القنطرة" الأثرية المشهورة التي بجانبها وهي أيضاً تعود إلى التاريخ الروماني. ومدينة "جوسيه" الأثرية، وتل "النبي مندو" أو ما يسمى "قادش" وهي مدينة أثرية قديمة كان لها تاريخ طويل، جرت على أرضها معارك تاريخية وهي الآن خالية من السكان. وحديثاً تم اكتشاف مغارة "زيتا" التي يرجّح العلماء عمرها إلى أكثر من /80/ مليون سنة وهي مغلقة حالياً وإلى جانبها يجري إنشاء سد "زيتا" الذي سيقوم بخدمة أراضي المنطقة».