لعل في كل مدينة ساعة قديمة أو حديثة لا يقتصر دورها على الإشارة للوقت بل تشكل معلما من معالم المدينة وأحد مرافقها السياحية، وتدور حولها أحداث مختلفة لا تلبث أن تصبح جزءاً من ذاكرة أهل المدينة، هكذا هو حال ساعات "حمص" التي بنيت على أبراج بمواقع مختلفة من المدينة. وتعد الساعة القديمة الموجودة في ساحة الشهداء في المدينة من أشهر الساعات "البرجيّة" فيها.
ولا يوجد أقدم منها سوى ساعة كاتدرائية الأربعين شهيداً في حي "بستان الديوان" التي بنيت عام/1922/ وهي أي (الساعة القديمة) أقدم بما يزيد على عشرين عاما عن ساعة "حمص" الجديدة أو ساعة "كرجية".
الساعة القديمة بناها الفرنسيون عام /1923/ بواسطة أشهر ساعاتي بـ"حمص" "عبد الله كيشي" واسمه محفور عليها حتى الآن وهي مصنوعة من النحاس وكانت مركز المدينة القديم حيث توسطت منطقة الأسواق الأثرية وأُنشئ بجانبها كراج "حماة" لأنها كانت على طريق "حماة" ثم سينما "الفردوس" إلى الشمال منها (مكان بناء الستي سنتر حاليا) وفي السبعينيات من القرن الماضي كان هناك سوق اسمه "سوق غزول" شرق الساعة فيه مطاعم ومتنزهات شعبية والتي لم تعد موجودة حاليا وكانت تسمى الساحة الموجودة فيها حاليا ساحة الشهداء
ولمزيد من التفاصيل عن "ساعة حمص القديمة" موقع eHoms التقى المؤرخ الأستاذ "محمد فيصل شيخاني" بتاريخ 11/3/2009 حيث قال: «الساعة القديمة بناها الفرنسيون عام /1923/ بواسطة أشهر ساعاتي بـ"حمص" "عبد الله كيشي" واسمه محفور عليها حتى الآن وهي مصنوعة من النحاس وكانت مركز المدينة القديم حيث توسطت منطقة الأسواق الأثرية وأُنشئ بجانبها كراج "حماة" لأنها كانت على طريق "حماة" ثم سينما "الفردوس" إلى الشمال منها (مكان بناء الستي سنتر حاليا) وفي السبعينيات من القرن الماضي كان هناك سوق اسمه "سوق غزول" شرق الساعة فيه مطاعم ومتنزهات شعبية والتي لم تعد موجودة حاليا وكانت تسمى الساحة الموجودة فيها حاليا ساحة الشهداء».
وأضاف الأستاذ "شيخاني": «شهدت ساحة الساعة تنفيذ أحكام الإعدام بحق العديد من المجرمين وكانت تجتمع الناس فيها عندما ينتشر خبر إعدام أحدهم منذ الخامسة صباحا ومن أطرف الحكايات حول هذه الساعة أن عمال البلدية اللذين كانوا يعملون في ورديات ليلية كانوا يمدون خشبات مكانسهم لزيادة الوقت حتى يعتقد مراقبهم أن وقت ورديتهم انتهى ويخرجون أبكر من وقتهم المخصص، كما انتشرت بعض الروايات الطريفة حول هذه الساعة منها أن الحماصنة على طرافة حديثهم كانوا يبيعون الساعة للوفود السياحية المحلية والأجنبية وكانوا يؤلفون نكات ظريفة حول هذا الموضوع، وكانت تبدو بحلة رائعة عندما تُزين بالأعلام والرايات في المناسبات والأعياد».
شكلت الساعة القديمة مركزاً للمدينة ومكانا للتواعد بين الأصدقاء والمحبين حتى بناء الساعة الجديدة عام/1958/ ولكن رغم بناء الساعة الجديدة والتوسعات التي شهدتها طرقات "حمص" خصوصا عند شارع "القوتلي" الذي يصل الساعتين القديمة والجديدة مازالت الساعة القديمة من أهم معالم المدينة ومرتبطة بذاكرة الحماصنة خصوصا المغتربين منهم الذين ضبطوا إيقاعاتهم النفسية على إيقاعها قبل أن يغتربوا عن "حمص" وأصبحت رمزا مشتركا لأفراحهم وأحزانهم ولكن للأسف في زمننا هذا عقارب الساعة القديمة غالباً معطلة.