تعتبر مغارة "زيتا" المكتشفة في عام 2005 بمنطقة "القصير" التي تبعد عن مدينة "حمص" غربا حوالي /35/كم، وعن الحدود اللبنانية /15/كم، معلماً سياحياً مجهولا للكثير من الناس وتحتاج للعمل السريع والجاد من قبل المسؤلين عن الواقع السياحي لما ستشكله هذه المغارة عندما تنال ما يكفي من الاهتمام والاستثمار الأمثل. وللوقوف على أهمية هذه المغارة موقع eHoms التقى الدكتور "نضال سطوف" رئيس وحدة العمارة والهندسة بجامعة "البعث" وهي الوحدة التي كلفت بدراسة واقع المغارة من قبل محافظة "حمص" حيث حدثنا عن طريقة اكتشاف المغارة بالقول:
«في عام 2005 وعندما كانت شركة "الإنشاءات العسكرية" تجري تفجيرات في المنطقة للحصول على الحجارة والصخور اللازمة لبناء جسم سد" زيتا" الذي تقوم بتنفيذه في نفس المنطقة ظهر نتيجة أعمال التفجيرات المغارة التي لم تكن موجودة من قبل وتضرر جزء منها».
في عام 2005 وعندما كانت شركة "الإنشاءات العسكرية" تجري تفجيرات في المنطقة للحصول على الحجارة والصخور اللازمة لبناء جسم سد" زيتا" الذي تقوم بتنفيذه في نفس المنطقة ظهر نتيجة أعمال التفجيرات المغارة التي لم تكن موجودة من قبل وتضرر جزء منها
وعن أهمية المغارة يقول الدكتور "نضال": «المغارة مشابهة تماما لمغارة "جعيتا" في "لبنان" من حيث شكل الصواعد والنوازل وهي تمتد نحو الداخل لمسافة /150/م بمناظر رائعة وخلابة من الصواعد والنوازل والأحجار ذات الأشكال الفريدة وهي غنية بالعناصر وهي تتميز عن مغارة "جعيتا اللبنانية" بأمرين الأول أنها وحسب تقرير الدراسة الجيوفيزيائية لمنطقة مغارة "زيتا" وتقرير مدى حالة الأمان الذين قامت بوضعهما الهيئة العامة للاستشعار عن بعد تبين أنها تعود تاريخيا لفترة /60/ مليون سنة بينما مغارة "جعيتا" في لبنان تعود لفترة /20/مليون سنة. والأمر الثاني هو أن فراغ مغارة "زيتا" أكبر من مغارة "جعيتا" في لبنان».
وعن وضع المغارة بعد الاكتشاف حدثنا د." نضال": «بعد اكتشاف المغارة بالصدفة طلبت محافظة "حمص" من جامعة "البعث" تشكيل لجنة لدراسة وضع المغارة وإعداد دراسة حول إمكانية استثمارها وتأمين المسارات الآمنة داخلها وذلك بالتعاون مع الهيئة العامة للاستشعار عن بعد ومديرية سياحة "حمص" فقامت الجامعة بتكليف وحدة العمارة والإنشاء بكلية الهندسة المعمارية والتي أترأسها بمتابعة الموضوع، كما تم تشكيل لجنة فنية، من قبل محافظة "حمص" تضم ممثل عن مديرية السياحة والآثار والمكتب الفني في المحافظة، مهمتها التعاون مع الوحدة للكشف على مغارة "زيتا" وبيان إمكانية ترميمها وتأهيلها سياحياً والإجراءات الفنية والإدارية الواجب اتخاذها».
وأضاف د." نضال": «بعد القيام بالكشف الميداني ومعاينة المغارة وعناصرها الفنية وفراغاتها الداخلية والمنطقة المحيطة بها تبين أن المغارة مؤلفة من ثلاثة أقسام الأول هو قسم الدخول وهو مهدم تماما من الداخل كما أنه فراغ جميل ومتسع وهناك بعض الدلالات على قواعد الصواعد ونوازل في الجدران وجوانب السقف.
أما القسم الثاني فهو نصف مهدم وهو يحوي دلالات واضحة الصواعد والنوازل ويمكن ترميمه. والقسم الثالث هو القسم السفلي في نهاية المغارة وهو بوضع جيد جدا ويحافظ على كافة معالمه كما أنه في غاية الجمال ويعطي فكرة واضحة وسليمة وصحيحة عن الصواعد والنوازل وجوها السحري مع وجود بركة في الأسفل ويمكن الاستفادة منها بشكل كبير سياحياً.
وخلصت اللجنة إلى أن المغارة تعرضت لعبث شديد وإهمال من قبل المواطنين الذين سلخوا وخربوا كثير من عناصرها أو من قبل مؤسسة الإنشاءات العسكرية التي تجاهلت هذا المعلم المكتشف واستمرت بأعمال التفجير، كما أنه من الممكن أن يكون هناك مغاور أخرى مشابهة في المنطقة وهو أمر يحدده إجراء سبر جيولوجي ودراسة مركزة للموضوع، كما توصلت اللجنة إلى أن إعطاء فكرة عن مبدأ تشكل الصواعد والنوازل في حال ترميم المغارة وتأهيلها، وتأمين مدخل ومسارات آمنة إضافة إلى تأمين عوامل أمان بمجمل الكهوف فيها فإن ذلك سيؤدي للحصول على تحفة فنية تغني المعرفة العلمية والحركة السياحية وتؤمن دخلا وطنينا لاسيما عند إضافة بعض المرافق لها كا مطاعم ومواقف سيارات وبعض الخدمات الترفيهية وخصوصا أنها قريبة من سد "زيتا" الذي يمكن استثماره سياحيا أيضاً».
وعن الأعمال اللازمة للمغارة يقول: «أولا تقييم ودراسة الوضع الراهن للمغارة بشكل دقيق ودراسة الفراغات الداخلية للمغارة من حيث الحجم وتوضع التكوينات الطبيعية كالصواعد والنوازل، كما يجب دراسة خط سير الحركة الداخلية بما يحقق الاستعراض الكامل لجميع النقاط الجمالية للمغارة والقيام بدراسة تدعيمية لازمة للمسارات والجدران والسقف بما يتناسب مع الطبيعة السياحية للمغارة، ووضع دراسة للإضاءة الداخلية وفق أحدث الطرق المتطورة والعصرية من حيث نوعها وتوضعها بما يتناسب مع مكامن الجمال في المغارة والمسارات بأسلوب لا يؤثر على خطوط نظر السائح وضرورة استخدام التقنيات الصوتية والضوئية بما يتلاءم مع أهمية المغارة سياحيا. كما أنه لابد من التركيز على تسويق المغارة سياحيا وتخديمها طرقيا وحركيا لوصول السياح إليها».
ويتابع رئيس وحدة العمارة والهندسة بجامعة "البعث": «في نهاية الدراسة اقترحت اللجنة على محافظة "حمص" ترميم المغارة ووضعها في الخدمة نظراً للأهمية التاريخية والعلمية والسياحية وتكليف وحدة العمارة في "جامعة البعث" بإجراء الدراسات السابقة مع وضع كشف تقديري والكلفة المالية لترميم المغارة وجاء الرد من قبل المحافظة بالموافقة على مقترح اللجنة وتم عقد مجموعة من الاجتماعات في المحافظة بخصوص المغارة ووضعها والدراسات المقدمة من قبل الوحدة وبالتعاون مع فريق استشاري أجنبي إسباني كنت قد راسلته بشأن المغارة حيث أبدى إعجابا شديدا بها وساعدنا على وضع الدراسات لها ووضع عرض فني ومالي من قبلنا، ولكن بعد مجموعة من الاجتماعات المتتالية حول المغارة في المحافظة تبين أنه لا يوجد اعتماد في المحافظة لهذا المشروع لذلك تم تحويله إلى وزارة السياحة لتقوم بإجراء ما يلزم علما أن محافظ "حمص" قام بعد ذلك بمتابعة الأمر مع الوزارة والتي ردت بأنها ستقوم بدراسة الإجراءات اللازمة للمحافظة على المغارة وتنفيذ المشروع لكن حتى الآن الملف مطوي في وزارة السياحة من عام 2006».
وختم د."نضال" حديثه بالقول: «يمكنني القول بأن مغارة "زيتا" ستصبح "جعيتا" سورية لو لاقت الاهتمام المطلوب من الجهات المسؤولة من حيث تنفيذ المشاريع والترميم وتسليط الضوء عليها ولاسيما أننا نرى الآن كيف يسعى اللبنانيون لوضع مغارة "جعيتا" ضمن لائحة عجائب الدنيا.