هي قرية جبلية سياحية وهبها الخالق مناظر طبيعية خلابة فتبدو للزائر وكأنها معرض لصور رسمت بريشة فنان مبدع، فمن أي شرفة منزل تطل منها يتراءى لك لوحة فنية.
فمن يقف من الجهة الشمالية للقرية يرى أمامه "جبل السايح" الجبل الشامخ الذي اعتاد أن يحكي قصته في التاسع والعشرين من شهر أيلول من كل عام ومن يقف من الجهة الغربية سيجد أمام ناظريه أودية مكللة بأشجار الصنوبر والسنديان وسهولا ساحلية لا تختفي حتى البحر وترتفع من جهة الجنوب جبال عكار التي تتراكم على قممها الثلوج في معظم فصول السنة فتزيد من سحر إطلاتها ومن جهة الشرق يرى السائح الجبال المقابلة من أعماق الوادي إلى القمم التي ترتفع على واحدة منها بشموخ قلعة الحصن.
مساحتها تبلغ بالنسبة للمخطط التنظيمي حوالي 800 دونم وقبل مئة وخمسين سنة كانت ممتدة على أراضي سريسة وأراضي المشتاية وهي مخدمة بالكهرباء والماء والهاتف كما أن طرقاتها معبدة وواسعة تصل القرى المجاورة بعضها ببعض كما تقام العديد من المشاريع الاستثمارية في القرية من قبل أصحاب رؤوس الأموال كمشروع مجمع الخير وغيرها من المشاريع البنائية
موقع eHoms زار قرية "كفرا" والتقى أحد وجهاء القرية السيد "عزيز دبوره" الذي حدثنا عنها قائلا: «تقع قرية "كفرا" على تل في سفح "جبل السايح" المعروف باسم "كرياكوس بطرس السائح" وهو أحد الأماكن المقدسة الذتي يقصدها الناس من كافة أنحاء البلاد ومن مختلف الأطياف للتعبد وممارسة الطقوس الدينية.
تبعد القرية مسافة 60كم غرب مدينة "حمص" و4 كم غرب مفرق الحصن و1كم شمال "دير مارجاورجيوس الحميراء". تتميز القرية بموقع فريد وسط مثلث رؤوسه هي "مرمريتا" من جهة الغرب و"الناصرة" من جهة الشرق و"المشتاية" من جهة الجنوب وقد تداخلت هذه القرى حتى أصبحت تشكل تجمعا سكنيا لا يميز بعضها عن بعض إلا من خلال الشاخصات».
ويتابع "دبوره" بالقول: «يبلغ عدد سكان القرية حالياً حوالي 145- نسمة ويعود أصل سكانها من وادي "دبوره" في الجولان الذي هجره سكانه فاستقر قسم منهم في الميدان بدمشق والقسم الثاني فضل الاستقرار في مدينة محردة ويقال إن أحد أبناء الجولان الساكن في مدينة محردة واسمه "دبوره" طاب له العيش في القرية فاستقر فيها وألف عائلة من أربعة أبناء أسماهم: "برو- جرو- الياس- إسبر" الذين تفرعت عنهم العيل المتواجدة حتى الآن في القرية وهم: "سلوم وعبد لله وموسى وعيسى وليوس وجرجس وندور ورزوق" وفي منتصف القرن العشرين حدثت هجرات كثيرة بسبب سوء الأوضاع الاقتصادية فمعظمهم هاجر إلى أميركا الشمالية وجزر الكاريبي وإلى الدول العربية كدول الخليج ولبنان خاصة وقد حققت هذه الهجرات إنجازات كبيرة في مجال الطب والعلم.
وعن سبب تسميتها بـ"كفرا" فهو يعود إلى معان كثيرة فـ"كفرا" تعني العقاب من الجبال، كما تعني الستر والطمر فهي تتميز عن باقي قرى الوادي المحيطة بها بكثرة الآبار القديمة التي وجدت مطمورة بالتراب وعددها حتى الآن ثلاثة عشر بئرا وقد جاء في كتب التاريخ أن المصريين عندما حاربوا الحثيين في موقعة قادش وموقعة شبلوط هجروا السكان وردموا الآبار حتى لا يعود أهلها إليها وهذا يعني أنها كانت مسكونة قبل الميلاد.
كما تعني "كفرا" المزرعة الصغيرة، حيث تشتهر بكثرة ينابيعها المنتشرة فيها كعين البيضة وعين النصية وعين الفاروخ وعين السخونة وهذا النبع مقدس بالنسبة لسكان القرية الأوائل حيث كان بالنسبة لهم كدواء يلتجئ إليه سكان القرية للشرب من مياهه عندما يصاب أحدهم بالمرض».
تتميز قرية "كفرا" بنشاطها الاقتصادي الذي يعتمد في مجمله على الزراعة وتربية المواشي عن ذلك يضيف "دبوره" بالقول: «أما بالنسبة للنشاط الاقتصادي فكان اعتماد أهل القرية في حياتهم على الزراعة وتربية المواشي حيث نشطت زراعة الزيتون منذ الخمسينيات حتى أصبح الزيت موسما وموردا معيشيا لأهالي القرية بالإضافة إلى زراعة الكروم كالتين والعنب فلا يكاد يخلو بيت من عريشة عنب أو شجرة تين ويعود ذلك إلى طبيعة أرضها الكلسية المنتشرة في القسم الجنوبي من أراضيها وإلى توافر الصخور الاندفاعية البازلتية في القسم الشمالي منها حيث تنتشر في هذا القسم زراعة الحبوب كالقمح والحمص والشعير بالإضافة إلى ظهور أعشاب طبية نادرة كإكليل الجبل والهندباء والزعتر وشقائق النعمان والنعناع والزوفة ولكن مع تطور الحياة وازدياد الوعي الثقافي حيث أصبح معظم أهالي القرية يعملون في وظائف حكومية وخاصة مع حفاظ فئة قليلة جدا من الأهالي على العمل الزراعي.
أما بالنسبة للخدمات الصحية والتعليمية فالقرية مخدمة بالكامل فمن الناحية الصحية يتوافر فيها عدد من العيادات الطبية من كافة الاختصاصات يتوافد إليها أحيانا سكان القرى المجاروة طلبا للاستشفاء.
ومن الناحية التعليمية فيها مدرسة ابتدائية تأسست عام 1970 وإعدادية تأسست عام 1972م حيث وصلت نسبة التعلم إلى 100% في الأجيال الجديدة وهذا دليل على انتشار الوعي الثقافي والمعرفي كما يوجد مجمع بريد يقدم خدماته لكافة القرى المجاورة والآن القرية تشهد نهضة حضارية عمرانية حيث يصل عدد الشقق السكنية المبنية على الطراز الحديث خلال الأعوام الخمسة الأخيرة إلى 300 شقة يتوافد عليها سياح من كافة المدن السورية.
الأستاذ "غسان دبوره" تحدث عن مقومات القرية السياحية التي تجعل منها منطقة سياحة واصطياف بامتياز قائلا: «إن الموقع الجغرافي المتميز للقرية وقربها من معالم أثرية هامة في سورية كقلعة الحصن ودير القديس جاورجيوس الحميراء بالإضافة إلى جبل السايح وهو أحد الأماكن المقدسة كلها منشطات للحركة السياحية في القرية كما أن طبيعة مناخها المعتدل والخاضع لمناخ البحر المتوسط وانتشار المقاهي ذات الإطلالات الساحرة على الوديان كذلك هي عامل هام من عوامل جذب السياح لهذه المنطقة بالإضافة إلى الاحتفالات التقليدية التي تقام كل سنة كالكرنفال السنوي الذي يقام في الرابع عشر من آب في كل سنة ويعد مقصد الكثير من السياح من مختلف المدن السورية وبلدان العالم».
كما حدثنا كذلك السيد "حدو سلوم" أحد أبناء القرية وصاحب مزارع فيها عن مساحة القرية حيث قال: «مساحتها تبلغ بالنسبة للمخطط التنظيمي حوالي 800 دونم وقبل مئة وخمسين سنة كانت ممتدة على أراضي سريسة وأراضي المشتاية وهي مخدمة بالكهرباء والماء والهاتف كما أن طرقاتها معبدة وواسعة تصل القرى المجاورة بعضها ببعض كما تقام العديد من المشاريع الاستثمارية في القرية من قبل أصحاب رؤوس الأموال كمشروع مجمع الخير وغيرها من المشاريع البنائية».