يستطع الناظر رؤيتها من أي قرية من قرى الوادي وهي تتربع على أعلى قمة من جبال المنطقة وهي "جبل السايح"، إنه تمثال" للسيدة العذراء مريم" يطلق عليه اسم "سيدة الوادي" الذي أصبح أحد أهم الصروح الدينية والفنية والسياحية لأهالي المنطقة خاصة وللزائرين عموماً.
مدونة وطن "eSyria" زارت بتاريخ 9/1/2013 بلدة الناصرة التي تحتضن "جبل السايح" وتمثال "السيدة العذراء" والتقت السيد "ميخائيل اسعد" الذي تحدث بالقول: «يتميز "جبل السايح" بجماله وفائدته بالنسبة لأهالي المنطقة فهو مقصد لهم منذ زمن بعيد قبل وجود الكنيسة وتمثال السيدة العذراء، فقد كانوا يستفيدون من هوائه العليل لشفاء الأمراض المستعصية إضافة للنباتات البرية ذات الفائدة الطبية والغذائية مثل "الزعتر البري"، وبعد أنشاء الكنيسة والتمثال أصبح للمكان أهمية اكبر حيث أصبح مقصداً دينياً وسياحياً على مدار العام، وفي عيد "السيدة العذراء" بشكل خاص الذي يستقطب عدداً كبيراً من الزوار من كافة الأطياف الدينية والاجتماعية».
الهدف من هذا النصب التذكاري أن يكون أحد الصروح الثلاثة في المنطقة إلى جانب قلعة الحصن ودير القديس "جاورجيوس"، والذي نأمل بأن يكون أحد عوامل الجذب الهامة للمنطقة في مجال السياحة الدينية بما يعود بالنفع الاقتصادي على أهالي المنطقة طوال العام
إضافة للأهمية السياحية لتمثال "السيدة العذراء" فإن أهميته الدينية لا تقل عن سابقتها وعن ذلك يتحدث المطران "إيليا طعمة" بالقول: «تمثال "سيدة الوادي" يعد استكمالاً لسلسلة من الأعمال التي تسعى المطرانية الأرثوذكسية إلى انجازها في منطقة الوادي وتنبع الأهمية الدينية للتمثال من كونه "للسيدة مريم العذراء" مع تشييده بالقرب من كنيسة "سيدة الوادي" التي هي في الأساس مقصداً للزوار المسيحيين على مستوى القطر بأكمله إضافة لوجود مقام الراهب "كرياكوس" احد الرهبان السياح (نوع من أنواع الرهبنة) الذين أكسبوا الجبل اسمه، فقد كان مقصدهم للصلاة والتصوف والابتعاد عن الضوضاء وشيطان التكبر، ووجود الكنيسة في سفح الجبل رمز إلى تاريخ الرهبنة والقداسة في المكان ونتيجة للأهمية المتزايدة للمكان يتم دراسة مشروع إنشاء دير للروم الأرثوذكس بجانب تمثال "سيدة الوادي" لاستيعاب الزوار».
وعن الشكل المختار لتمثال "السيدة العذراء" أضاف: «يمثل الصرح تمثال "السيدة العذراء مريم" بحلتها القدسية المعتادة والمعروفة بالنسبة لجميع المؤمنين وهي تنتصب واقفة مضمومة اليدين متخذة وضعية الصلاة لتصبح شفيعة الوادي والمنطقة بأكملها، ولذلك يأتي إليها المؤمنون لطلب المعونة الإلهية والرحمة والمغفرة ولتعطيهم مزيداً من القوة للشفاء من بعض الأمراض أو لتحقيق أمنية أو لرعاية الأحبة ومواصلة الحياة».
وعن آلية بناء التمثال وماهيته ذكر السيد "خير الله الخولي" رئيس مجلس إدارة مجموعة الخير الاقتصادية المتبرع ببناء التمثال: «ارتفاع التمثال مع قاعدته الحجرية يبلغ ثلاثين متراً، قامت بتصميمه شركة إيطالية متخصصة، ونفذته شركة من كوريا الشمالية من خلال مهندسَين متخصصَين، وبالتعاون مع أيد عاملة سورية.
واستغرق إنجاز العمل بالكامل سبعين يوماً، والتمثال مصنوع من الإسمنت مع مادة مخصصة تتحمل حتى درجة حرارة (20) تحت الصفر، وتستطيع مقاومة زلزال تصل شدته إلى (6) درجات على مقياس "ريختر"، وهو على ما أعتقد النصب التذكاري الأضخم والأطول في سورية والبلدان المجاورة».
وعن الهدف من بناء هذا الصرح أضاف "الخولي" بالقول: «الهدف من هذا النصب التذكاري أن يكون أحد الصروح الثلاثة في المنطقة إلى جانب قلعة الحصن ودير القديس "جاورجيوس"، والذي نأمل بأن يكون أحد عوامل الجذب الهامة للمنطقة في مجال السياحة الدينية بما يعود بالنفع الاقتصادي على أهالي المنطقة طوال العام».
وعن الخدمات المقدمة لزوار صرح سيدة الوادي قال: «تتألف قاعدة النصب التذكاري من طابقين الأول سيكون متحفاً للزوار ومكاناً لبيع التذكارات مع شرح لتاريخ المنطقة، والطابق الثاني سيكون عبارة عن صالة شرف لاستقبال كبار الضيوف، كما تضم القاعدة من الداخل مصعداً كهربائياً.
من الجدير بالذكر انه تم تدشين التمثال بتاريخ 16/8/2009 باختتام فعاليات مهرجان القلعة والوادي.