تتربع على تلة مرتفعة وتنحدر بأراضيها حتى سهل البقيعة، لتكتسب إطلالة مميزة وطبيعة زراعية شكلت بيئة مثالية لتربية المواشي ولا سيما الأبقار.
إنها قرية "التلة" التي اكتسبت اسمها من موقعها المرتفع وتمتد على مساحة واسعة وحدود وميزات، تحدث عنها السيد "أحمد يونس" أحد العاملين في بلدية "عناز" التي تتبع لها قرية "التلة" إدارياً لمدونة وطن "eSyria" التي التقته بتاريخ 6/5/2013 قائلاً: «تبلغ مساحة القرية 300 دونم، وهذه المساحة بمجملها ارض زراعية، يضاف إليها مساكن الأهالي الذين يبلغ عددهم حوالي 900 نسمة، يحدها من الشمال قرية "عش الشوحة"، ومن الجنوب "عناز "، ومن الغرب "الحصن"، ومن الشرق "الحواش" ترتفع عن سطح البحر 350متراً، وتبعد عن مركز المحافظة 44 كم، وعن مركز المنطقة 16 كم وتتبع في مخططها التنظيمي لبلدية "عناز"، وتشابه من حيث الطبيعة الجغرافية والبشرية القرى المجاورة لها مع ميزات إضافية، تتميز بالثروة الحيوانية إضافة للزراعية فيها».
تنتج القرية إضافة للألبان واللحوم محاصيل زراعية متنوعة أهمها القمح والبقول والخضراوات والذرة، وترتفع نوعية هذه المحاصيل إلى درجة تصديرها إلى أسواق المدن، وساعد وجود سد المزينة على توفير المياه اللازمة لزرعه مزيد من المحاصيل إضافة لمشروع تجفيف البقيعة الذي زاد من مساحة الأرض الخصبة
يعمل معظم أهالي القرية بالزراعة مع تربية حيواناتهم الخاصة التي تعد من مصادر الدخل الأساسي لديهم، وهنا تحدث السيد "الياس عيسى" من أهالي القرية: «تشتهر قريتنا باقتناء الأهالي للحيوانات المفيدة لهم في فلاحة وزراعة أراضيهم والتي تؤمن لهم محصولاً وفيراً ومردوداً يساعد على الحياة، وهذا أمر متوارث أباً عن جد، فمع وجود الوسائل الحديثة للعمل في الأرض، تبقى الحيوانات موجودة بالأخص الأبقار التي تنتشر وبكثرة في القرية، والتي يتم بيع منتجاتها للقرى المجاورة وحتى البعيدة منها، إضافة للأغنام والدجاج التي توجد في أغلب المنازل، والتي تشكل أيضاً مصدر عمل ودخلاً ولاسيما للسيدات».
تتمتع القرية بامتلاكها أراض زراعية تشمل أقساماً واسعة من أراضي سهل البقيعة التي وفرت مراعي خصبة للمواشي وحقولاً لإنتاج محاصيل تنوعت على مدار الفصول ويضيف: «تنتج القرية إضافة للألبان واللحوم محاصيل زراعية متنوعة أهمها القمح والبقول والخضراوات والذرة، وترتفع نوعية هذه المحاصيل إلى درجة تصديرها إلى أسواق المدن، وساعد وجود سد المزينة على توفير المياه اللازمة لزرعه مزيد من المحاصيل إضافة لمشروع تجفيف البقيعة الذي زاد من مساحة الأرض الخصبة».
ترافق هذان المشروعان بعدد من المشكلات تحدث عنها السيد "أحمد يونس" قائلاً: «أعطت المشاريع المتعلقة بسد البقيعة فرصاً جيدة للفلاحين لزيادة محاصيلهم إلا أنها أفرزت مشكلات عديدة أهمها عدم قدرة الفلاح على استخدام المياه لري أراضيه في أي وقت، وكثرة أعطال أنابيب المياه، ودفع الرسوم بشكل عشوائي وبمبالغ كبيرة مع سوء توزيع شبكة الري، إلا أن العائق الأهم أمام تطور الزراعة ومعاناة الفلاح هو عدم إزالة الشيوع من الأرض الزراعية، فحالياً بدأت تنتشر مشكلة مهمة تتمثل بتحويل الاهتمام من الزراعة إلى السياحة وارتفاع سعر الأرض لتمويل مشاريع سياحية على حساب الزراعة».
يعطي العمل الزراعي مع تربية الحيوانات صفة مشتركة لأهالي القرية مع القرى التي تشابهها في الطبيعة وعن ذلك يضيف المهندس "سامر سعد": «يتسم السكان بالبساطة والطيبة التي يضفيها العمل الزراعي إلا أنهم يتميزون بارتباطهم بهذه الأرض وقلة أعداد المغتربين وحتى الذين يقطنون المدن منهم، فبمعظمهم ممن يلتزمون بالقرية وبأعمالهم الزراعية وتربية الحيوانات.
وتمتلك القرية بعض المعالم الأثرية المتمثلة بكنيسة القرية الأثرية التي يعود تاريخها إلى ما قبل مئتين وخمسين عاماً، والطواحين القديمة والقبو الأثري الموجود في القرية ومعظمها لم تلق الاهتمام الكبير من الأهالي».